الجزائر ـ سفيان سي يوسف
أكدت رئاسة الوزراء الجزائرية أن الوضع الصحي للرئيس عبد العزيز بوتفليقة "لا يبعث على القلق"، موضحة أن الفحوصات الطبية الإضافية التي أجريت بمستشفى فال دو غراس بباريس أثبتت أن وضعه الصحي للرئيس لا يبعث على القلق"، وأن "الحياة الوطنية تسير بطريقة عادية".جاء ذلك في بيان مقتضب للحكومة الجزائرية عقبطمأنت الحكومة الجزائرية، الأحد، الشعب الجزائري على أن "نشاطات الحياة الوطنية تسيير بطريقة عادية"، وذلك عقب إصابة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة بجلطة دماغية السبت، استلزمت نقله على جناح السرعة إلى المستشفى العسكري "فال دوغراس" بالعاصمة الفرنسية باريس، وما تبعها من تساؤلات سواء على الساحة السياسية بالبلاد وكذا بالشارع الجزائري حول مدى قدرته على الاستمرار في حكم البلاد إلى غاية أبريل 2014، تاريخ إجراء الانتخابات الرئاسية، بل والحديث عن مرحلة ما بعد بوتفليقة، فيما أبدت المعارضة خاصة التيار الإسلامي مخاوفها من دخول البلاد في مرحلة انتقالية مفاجئة.ومن جهته، أكد مدير المركز الجزائري للطب الرياضي البروفيسور رشيد بوغربال، الأحد، أن "صحة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في تحسن ملحوظ ولا تدعو إلى القلق" وقال الطبيب المختص في الأمراض القلبية "إن النوبة الإقفارية العابرة "الجلطة" التي أصابت الرئيس الجزائري لم تترك آثارًا"، مضيفًا أن النوبة لم تؤثر على أي من وظائف جسم الرئيس.فيما استدعت حركة النهضة الإسلامية المعارضة، اجتماعًا طارئًا لمكتبها السياسي لدراسة مستجدات الساحة الوطنية بعد الإعلان المفاجئ لمرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.وأوضح بوغربال، الأحد، أن النوبة "لم تدم سوى وقت قصير والإصابة ليست حادة وأنها تتراجع دون أن تخلف تأثيرات، قبل أن يضيف أن رئيس الدولة عليه إجراء فحوصات إضافية وأن يخضع للراحة لتجاوز التعب الذي سببته له هذه الوعكة"، مشيرًا إلى أن النوبة الدماغية تحدث عموما لسببين سواء بسبب حدوث نزيف وهذا مستبعد "لحسن الحظ" أو إقفارية بسبب نقص التروية على مستوى جزء صغير من الدماغ ربما بسبب "تصلب على مستوى الشرايين".وفي الوقت الذي استدعى فيه الأمين العام لحركة النهضة المعارضة، فاتح ربيعي أعضاء المكتب الوطني للحركة، لاجتماع طارئ مساء الأحد، في مقر الحزب في العاصمة الجزائرية، بغرض دراسة مستجدات الساحة الوطنية بعد الإعلان المفاجئ لمرض الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، طالبت حركة مجتمع السلم، "حمس" جناح الإخوان المسلمين والتي يتزعمها أبو جرة سلطاني، الحكومة بضرورة طمأنة الجزائريين على الحالة الصحية لرئيسهم، والتي تقتضي الشفافية التامة والمتابعة اللحظية المحيَّنة على أعلى مستوى وبكثير من الاحترافية قصد إنهاء حالة الترقب المفضي إلى المزايدات والإشاعات، فيما أعلن الناطق الرسمي للحزب الحاكم "جبهة التحرير الوطني"، قاسى عيسي، عن "تنصيب خلية اتصال تتولى مهمة جمع المعلومات، سواء من المصادر الرسمية وكذا وسائل الإعلام الأجنبية وشبكات التواصل الاجتماعي" بغرض متابعة الحالة الصحية للرئيس بوتفليقة.وكان الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، قد نقل إلى مستشفى في باريس، مساء السبت، إثر إصابته بجلطة دماغية، فيما أكد رئيس الحكومة، عبد المالك سلال، أن حالة بوتفليقة الصحية ليست خطيرة على الإطلاق.وكشفت القناة التلفزيونية الفرنسية ''آر تي آل''، عن أن الرئيس بوتفليقة البالغ من العمر 76 عامًا، قد نقل على جناح السرعة، في ساعة متأخرة من ليل السبت، إلى المستشفى العسكري ''فال دوغراس '' في العاصمة الفرنسية باريس، عقب إصابته نهار اليوم نفسه بجلطة دماغية، وصفتها برقية وكالة الأنباء الجزائرية التي أوردت الخبر، بـ"العابرة".وتعد هذه المرة الثالثة، التي تعلن فيها السلطات الجزائرية رسميًا، عن تعرّض الرئيس بوتفليقة لوعكة صحية، بعد تلك التي أدخلته مستشفى "فال دوغراس" في فرنسا، بتاريخ 26 تشرين الثاني/نوفمبر 2005، حيث بقي فيه ثلاثة أسابيع، بعدما أجريت له عملية جراحية إثر "قرحة في المعدة" تماثل بعدها للشفاء تدريجيًا، وعقب العملية، أمضى بوتفليقة فترة نقاهة لأسبوعين في فندق "لو موريس" الفرنسي، وعاد إلى الجزائر في 31 كانون الأول/ديسمبر من العام نفسه.