صنعاء- علي ربيع
أصدر تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" ومقره اليمن، الجمعة، تعليمات عاجلة لأعضائه تقضي بإيقاف التواصل الإلكتروني بينهم بشكل عاجل، لاعتبارات وصفها التنظيم بـ"الأمنية".يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات اليمنية عن رفع درجة الاستعداد لدى أجهزة الأمن تحسباً لأي هجمات محتملة، يعد لها مسلحو التنظيم تستهدف "مواقع عسكرية وأمنية"، في حين هدد اجتماع قبلي في مأرب "شرق صنعاء"
بإيقاف إنتاج النفط والغاز، ممهلاً الحكومة خمسة أيام لنقل أحد ألوية الجيش من المحافظة وإقالة قائد المنطقة العسكرية الثالثة في الجيش اليمني.
في هذا السياق، أصدر تنظيم "القاعدة" في اليمن والذي يطلق على نفسه"تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، تعليمات عاجلة لأعضائه، الجمعة، تمنعهم من التواصل الإلكتروني بينهم عبر رسائل البريد أو غيرها من الوسائل بما فيها عدم استخدام برنامج"المفاتيح الخاصة"، وهو برنامج خاص ومعقد يستخدمه أعضاء التنظيم للتواصل بينهم إلكترونياً.
وجاءت هذه التعليمات، المفاجئة من قبل ما يعرف بـ"اللجنة العسكرية" في التنظيم، ونشرت في خبر مقتضب عاجل، أوردته مواقع جهادية موالية لـ"القاعدة" على شبكة الانترنت مساء الجمعة، أفاد بالقول"إن اللجنة العسكرية لتنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب تعلن عن إيقاف التواصل عبر الإيميلات أو المفاتيح الخاصة بـ" قوافل الشهداء" وذلك لاعتبارات أمنية خاصة، ونطلب من الإخوة المتواصلين عبر هذه الإيميلات أن يوقفوا التواصل".
ولم يعرف بعد السبب الحقيقي وراء إطلاق التنظيم لهذه التعليمات، لكنه قد يكون، بحسب مراقبين، اكتشف اختراقات أمنية مصدرها برامج تجسس إلكترونية تقوم بتتبع نشاط أعضائه على الإنترنت، وتزود السلطات اليمنية بالمعلومات التي تمكنها من استباق أي تحركات تقوم بها خلايا التنظيم.
وكانت السلطات اليمنية، أعلنت، مساء الخميس، عن رفع درجة الاستعداد لدى أجهزتها الأمنية في مدينة رداع التابعة لمحافظة البيضاء، تحسباً لهجمات محتملة يعد لها مسلحو"القاعدة" تستهدف مواقع عسكرية أو أمنية.
وقالت وزارة الداخلية اليمنية، عبر موقعها على الإنترنت، إن رفع درجة الاستعداد هذه جاءت بناء على معلومات أكدت وجود تجمعات وتحركات" لمن وصفتهم بـ"العناصر الإرهابية" في منطقتي السوداء ومشعبه" في إشارة منها إلى مسلحي"القاعدة".
وأكدت الداخلية اليمنية" أن المعلومات التي حصلت عليها تشير "إلى احتمال قيام تلك العناصر بهجمات إرهابية على مواقع عسكرية وأمنية مثلما حدث مع موقع الثعالب العسكري خلال يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين".
وأضافت أن الأجهزة الأمنية "سترد بحزم وقوة على أي مغامرة من هذا النوع "، على حد قولها، كما أنها "قادرة على التعامل مع كافة الاحتمالات الإرهابية الممكنة".
وعقدت السلطات المحلية في محافظة البيضاء، اجتماعاً أمنياً، الخميس برئاسة محافظ البيضاء الظاهري أحمد الشدادي، وبحثت خلاله، بحسب المصادر الحكومية" مستجدات الأوضاع الأمنية في مدينة رداع في ضوء أحداث الشغب التي شهدتها المدينة أخيراً".
وكان مسلحون يعتقد أنهم من أنصار تنظيم"القاعدة" في محافظة البيضاء، شنوا قبل أيام هجوماً على موقع للجيش اليمني بالقرب من مدينة رداع، في منطقة"جبل الثعالب" المطلة على م"المناسح القبلية" التي خضعت في العامين الأخيرين لمسلحي "التنظيم"وينحدر منها عدد من القياديين فيه من عائلة "آل الذهب".
على صعيد منفصل، هدد اجتماع لقبائل في محافظة مأرب (شرق صنعاء) بتوقيف ضخ النفط والغاز في المحافظة، وأمهل المشاركون في الاجتماع، الذي عقد الخميس، الحكومة في صنعاء، خمسة أيام لنقل أحد ألوية الجيش الذي تتهمه القبائل بقتل عدد من أبنائها.
وقالت مصادر قبلية حضرت الاجتماع لـ"العرب اليوم" "إن قبائل عبيدة والأشراف في محافظة مأرب، منحت الدولة ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي مهلة لمدة خمسة أيام تنتهي يوم الاثنين المقبل، كفرصة أخيرة لنقل اللواء الثالث مشاة جبلي من المحافظة، وتغيير قيادة المنطقة العسكرية الثالثة".
وأضافت المصادر أن الاجتماع القبلي الذي ضم زعماء بارزين، أبلغ السلطات المحلية في المحافظة بمطالبه المتضمنة تغيير قائد المنطقة العسكرية الثالثة في الجيش اليمني والتي مقرها في مأرب، مهددين بإيقاف كافة المنشآت النفطية والغازية في حقول صاقر التابعة للمحافظة، حال تجاهل مطالبهم".
وتشهد محافظة مأرب التي يستخرج منها نصف ما ينتجه اليمن من النفط، اضطرابات أمنية دائمة، ويهاجم فيها مسلحون قبليون أنابيب تصدير النفط وخطوط نقل الطاقة في اليمن بشكل مستمر، على خلفية عدم تلبية الحكومة لمطالبهم، كما أنها شهدت قبل أيام سقوط قتلى وجرحى في مواجهات بين الجيش ومسلحين قبليين، قاموا بمهاجمة موقع عسكري ودورية للجيش.