دمشق - جورج الشامي
انخفض عدد مقاتلي الجيش السوري إلى 50 ألف بعد أن كان قبل بداية الأزمة أكثر من 300 ألف مقاتل، ما يوضح سبب الاستعانة بمقاتلين غير سوريين في حربه مع المعارضة، في المقابل يقدر عدد مقاتلي الجيش "الحر" بـ200 ألف مقاتل، ورغم التفاوت في عدد مقاتلين بين الطرفين لصالح المعارضة، بنسبة أربع أضعاف، إلا أن السلاح مازال في صالح النظام السوري، الذي يستخدم سلاح الجو، وصواريخ السكود، والأسلحة الكيماوية، ويأتي ذلك في ضوء تكثيف إيران وروسيا لدعمها العسكري بالسلاح للنظام، فيما تتحدث صحيفة أميركية عن وصول 160 طائرة شحن عسكرية محملة بالأسلحة إلى الثوار السوريين، عبر الأراضي التركية، وضمن هذه المعطيات يبدو أن موازين القوى بدأت بالتغير، ولكن يبقى سلاح الجو والصواريخ البالستية عاملاً مهمًا لصالح النظام السوري. وعلى الرغم من تكثيف إيران بصورة كبيرة من دعمها العسكري للرئيس السوري بشار الأسد في الأشهر القليلة الماضية، بالتعاون مع روسيا باعتبارهما مصدرين رئيسيين للدعم في حرب أهلية تأخذ بعدًا طائفيًا بصورة متزايدة، فإن عدد مقاتلي الجيش السوري تناقص جدًا، ووفقًا لدراسة حديثة صدرت عن "المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية" في لندن، فإن جيش النظام السوري، تكلف خسائر جسيمة، فضلاً عن انخفاض الروح المعنوية بين قواته، وحسب تقديرات المعهد فإن الأسد يعتمد فقط على نحو ٥٠ ألف جندي، معظمهم من الأقلية العلوية، وفي بداية الصراع كان الجيش السوري نحو ٣٠٠ ألف رجل. ويبدو أن هذا هو السبب الرئيسي الذي دفع النظام السوري لإعلان الجهاد في محاولة لزيادة عدد قواته المتراجعة، كما أنه يوضح أسباب استعانة الرئيس السوري بقوات من "حزب الله" اللبناني و"الحرس الثوري" الإيراني وبعض المليشيات العراقية. من جهة أخرى، فإن عدد مقاتلي الجيش "الحر" في تزايد مستمر، نتيجة الانشقاقات اليومية عن الجيش النظامي، ويقدر عدد مقاتلي المعارضة بما يزيد عن200 ألف مقاتل، فيما قالت جريدة "التايمز" البريطانية إن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، ومعها المخابرات المركزية الأميركية، ساعدتا ثلاث دول عربية على إرسال الأسلحة إلى الثوار في سورية، مع ضمان أن لا تصل الأسلحة إلى أيدي المجموعات المتطرفة، التي ربما تكون متواجدة على الأراضي السورية. ونقلت الصحيفة عن مصدر في وزارة الدفاع الأميركية قوله أن ثلاث دول عربية أرسلت كميات كبيرة من الأسلحة إلى المقاتلين السوريين عبر الأراضي التركية، بعلم من الإدارة الأميركية وبمساعدة من جهاز المخابرات المركزية الأميركية "سي أي إيه"، الذي انحصر دوره في تقديم المعلومات، وضمان وصول الأسلحة إلى الثوار السوريين وليس مجموعات متطرفة. وتقول "التايمز" أن "عمليات التسليح العربية للثوار السوريين بدأت في كانون الثاني/يناير من العام الماضي، عندما هبطت طائرة عسكرية من طراز (C130) تابعة لإحدى الدول العربية في مطار إسطنبول لنقل أسلحة إلى الثوار السوريين". وتؤكد الصحيفة أن الدول العربية الثلاثة أرسلت حتى الآن 160 طائرة شحن عسكرية، محملة بالأسلحة، إلى الثوار السوريين عبر الأراضي التركية، مشيرة إلى أن غالبية هذه الرحلات كانت تهبط في مطار "إيزنبوغا" القريب من أنقرة، ومن ثم يتم نقلها برًا إلى الثوار. وقال المراقب في معهد ستوكهولم الدولي للسلام هوغ غريفث أن "التقدير المتحفظ لكمية الأسلحة التي حملتها هذه الرحلات الجوية لا يقل عن3500 طن من الأسلحة والمعدات العسكرية". وتأتي هذه المعلومات بعد أن تحدثت تقارير عن أن الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين يديرون عمليات تدريب للمقاتلين السوريين في معسكرات خاصة على الأراضي الأردنية. كما تأتي هذه المعلومات في الوقت الذي لا تزال فيه إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما تصرّ على عدم تسليح الثوار السوريين، وإنما الاكتفاء بإرسال ما تسميه "أسلحة غير فتاكة" لهم في محاولة لتسريع سقوط نظام بشار الأسد. يُشار إلى أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لا يزالان يرفضان تسليح الثوار السوريين، بما يؤدي إلى تسريع إسقاط نظام بشار الأسد، فيما قررت كل من واشنطن ولندن إرسال أسلحة "غير فتاكة" للثوار فقط، وذلك من أجل تخفيف الإصابات في صفوفهم. ويطالب الثوار السوريون بتسليح كامل يمكنهم من خوض المعركة الفاصلة مع النظام، وتمكنهم أيضًا من دخول العاصمة دمشق والسيطرة عليها.