تونس ـ أزهار الجربوعي
أعلنت وزارة الداخلية التونسية، الثلاثاء، أنها تلاحق 20 عنصرا إرهابيا متطرفا موالين لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي"، من بينهم " 9 تونسيين و11 جزائريا"، فيما أكدت وزارة الدفاع أنها كشفت عن أسماء وإنتماءات الإرهابيين الذين يحاصرهم الجيش والأمن التونسي بجبال الشعانبي المتاخمة للحدود الجزائرية. ووصل الرئيس التونسي والقائد الأعلى للقوات المسلحة محمد المنصف المرزوقي، إلى جبال
الشعانبي التي تتحصن داخلها العناصر المتطرفة، في زيارة تفقدية مفاجئة برفقة قائد أركان الجيوش التونسية الفريق أول رشيد عمار، وسط حالة استنفار أمني قصوى وتحليق كثيف للطيران العسكري التونسي.
وحطت الطائرة التي تقل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي وقائد أركان الجيوش الثلاثة رشيد عمار، ظهر الثلاثاء، بالقرب من مرتفعات جبال الشعانبي التابعة لمحافظة القصرين، حيث يفرض الجيش التونسي حصارا مشددا لغلق المنافذ أمام عناصر إرهابية متمركزة بالجبال، وسط حالة إستنفار أمني قصوى وتحليق كثيف للطيران العسكري التونسي.
وتعرف المنطقة حاليا تعزيزات أمنية كبيرة وسط تواصل عمليات التمشيط للبحث عن المجموعات الإرهابية المذكورة .
وفي السياق نفسه، أكّد المتحدث الرسمي بإسم وزارة الداخلية التونسية، محمد علي العروي أن أجهزة الأمن تلاحق 20 إرهابيا تابعين لتنظيم القاعدة، بينهم 9 تونسيين و 11 جزائريا يتحصنون بجبل الشعانبي الذي تمت محاصرته من طرف قوات الأمن والجيش، معلنا القبض على 37 إرهابيا بمناطق تونسية مختلفة وإحباط مخطّط لضرب أمن البلاد واستهداف استقراره.
وأعلن محمد علي العروي، خلال ندوة صحفية مشتركة بين وزارتي الداخلية والدفاع، في قصر الحكومة التونسية بالقصبة، أن قوات الأمن والجيش الوطني تمكنت من حجز معدّات وخرائط بجبال الشعانبي.
من جانبه، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع التونسية، العميد مختار بن نصر ، أنه تم التعرف على أسماء وانتماءات المجموعات الإرهابية المتحصنة في جبل الشعانبي من محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر.
وتحدث العميد مختار بن نصر عن وجود خلايا عامرة وخلاية نائمة وأخرى بصدد تلقي تدريبات، مؤكدا وجود تنسيق ميداني وإستخباراتي رفيع المستوى بين الجزائر وتونس، في هذا الصدد نظرا لطبيعة العملية المعقدة والمتشابكة الأطراف.
من ناحيتها قامت قوات الجيش الوطني والفرق المختصة بتطويق كامل جبل الشعانبي في محافظة القصرين بحثا عن المجموعات الإرهابية المتحصنة بالجبال وذلك في تواصل عمليات التمشيط، وذلك بالتوازي مع عمليات تمشيط أخرى في منطقة وادي مليز التابعة لمحافظة جندوبة الحدودية، نظرا لترابط السلسلة الجبلية التونسية على طول الشريط الغربي، وذلك لسد جميع المنافذ أمام العناصر الارهابية.
وكانت أربعة ألغام قد انفجرت خلال العشرة أيام الماضية في منطقة جبال الشعانبي التونسية على خطوط التماس مع الجزائر، مخلفة اصابات بليغة في صفوف قوات الأمن والجيش التونسي، أدت إلى بتر ساق أحد الأمنيين.
وفي سياق متصل، ذكرت تقارير مسربة، أن وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قبالية، قد عرض على رئيس الحكومة التونسية، علي العريض تكفل الأجهزة العسكرية الجزائرية بتمشيط الجانب التونسي من الحدود المشتركة بين البلدين للبحث عن العناصر الإرهابية المتحصنة في المناطق الغابية والجبلية في تلك الحدود، وأكدت نفس المصادر أن رئيس الوزراء التونسي علي العريض لم يرد بعد على مقترح وزير الداخلية الجزائري ولد قابلية.
من جانبها، أعلنَت مصادر جزائرية، أن قيادة الجيش الجزائري في حالة الطوارئ القصوى، تحسباً لأي تسلل لمتشددين من تونس ، على خلفيــة الاحداث التي تشهدها منطقة جبل الشعانبي من محافظتي الكاف والقصرين.
وأضاف المصدر أن أجهزة الأمن الجزائرية رصدت منذ أيام أن الإرهابيين الذين تسللوا من ليبيا إلى تونس طلبوا من قيادة الجماعات الإرهابية بالجزائر الدعم لفك الحصار عليهم في محافظة الكاف.
وتابع المصدر أنه "للحيلولة دون تسلل هؤلاء إلى الجزائر أو إلى تونس تم تشديد الحراسة والدفع بقوات الجيش إلى الحدود عبر كل الولايات الشرقية من ولاية تمنراست جنوباً إلى ولاية الطارف شمالاً، كما تم استعمال طائرات حربية لمسح الحدود".
كما نفى المصدر الأمني الجزائري تورط متشددين جزائريين ضمن الجماعة الإرهابية التونسية.
يذكر أن رئيس الحكومة التونسية الحالي ووزير الداخلية الأسبق علي العريض ، كان قد أعلن بنفسه في كانون الأول /ديسمبر الماضي، عن تنظيم إرهابي مسلح يتبع القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يطلق على نفسه، كتيبة "عقبة بن نافع"، وهو نفس التنظيم الذي تتحصن عناصره في كهوف وسفوح جبال الشعانبي الحدودية.
من جانبه، أكد رئيس حزب حركة "النهضة" الاسلامي الحاكم في تونس، راشد الغنوشي في رسالة وجهها إلى الشباب الإسلامي أن مقاتلة المسلم المؤمن "كفر وجريمة" قائلا "إن جيشنا مسلم وشرطتنا مسلمة ولا يجوز الجهاد ضدهم".
وشدد الغنوشي على أن الجهاد في "فلسطين وليس في القصرين"، وقال الغنوشي " نحيي أبطال الجيش الوطني والشرطة والمجتمع المدني في التصدي لاعمال إرهابية".
واضاف "ندعو كل الشباب الاسلامي الى ان يستيقنوا ان قتال المسلم كفر وفسوق وجريمة من اعظم الجرائم".
وأضاف الغنوشي "شرطتنا شرطة مسلمة، جيشنا جيش مسلم، مجتمعنا مجتمع مسلم، وهذا الجهاد المدعى هو جهاد في غير مكانه وموجه لغير أهله، ومن أراد ان يجاهد فالجهاد في فلسطين وليس في جبل الشعانبي وليس في القصرين هذه أعمال ضالة مضلة".