دمشق ـ جورج الشامي
أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن عدد الأطفال الذين قتلوا في سورية على يد القوات الحكومية تجاوز الـ 10 آلاف طفل، بينهم (2305) طفلاً من دون سن العاشرة.
وتمكنت الشبكة وفقًا للعمل اليومي في توثيق الضحايا، ومن خلال أكثر من 100عضو منتشر في جميع المحافظات السورية تابعين لها، وعبر مئات
اللقاءات والاتصالات من توثيق مقتل ما لا يقل عن (10913) طفلاً على يد القوات الموالية للحكومة السورية، ينقسمون إلى (3399) طفلة و(7514) طفلاً، مضيفة أنه من بين الـ (10913) هناك ما لا يقل عن (530) حالة إعدام ميداني، إما ذبحًا بالسكاكين كما حصل في مجزرة الحولة ومجزرة حيي كرم الزيتون والرفاعي في حمص، وأخيرًا في حي رأس النبع وقرية البيضا في منطقة بانياس، أو رميًا بالرصاص، كما جرى في العديد من القرى والبلدات في عموم المحافظات السورية.
وأشار تقرير الشبكة، إلى أنه من بين الـ (10913) طفلاً هناك (2305) طفلاً لم يبلغوا بعد سن العاشرة قتلتهم قوات الحكومة، كما أن هناك (376) رضيعًا، وأن القتل كان عبر القصف، أو عمليات القنص، أو الاقتحامات والإعدام الميداني، موضحة أن قوات الحكومة اعتقلت من أصل ما لا يقل عن (194000) معتقل أكثر من 9000 طفل (يقل عمرهم عن الـ 18 عامًا)، وعاملتهم بأساليب تعذيب وحشية وعنيفة جدًا، ولا تكاد تختلف عن الأساليب التي تعامل بها الكبار في السن، كما أنها لا تفرق بينهم في المعتقلات، وقد أخبرنا العديد ممن أفرج عنهم أنهم كانوا يسمعون بكاء الأطفال وهم يصرخون نريد أمهاتنا ونريد أن نخرج، من دون أن يحرك صراخهم ضمير أحد من السجانين، كما قتلت قوات الحكومة 79 طفلاً تحت التعذيب داخل المعتقلات، يتوزع الأطفال القتلى على المحافظات السورية كالتالي: 2252- حلب، 2109- ريف دمشق، 1743- حمص، 1435- إدلب، 999- درعا، 697- حماة، 642- ديرالزور، 493- دمشق، 176- الرقة، 63- اللاذقية، 75- جنسيات أخرى، 70- الحسكة، 28- القنيطرة، 46- طرطوس، 2- السويداء.
وأضاف التقرير ذاته، "على الرغم من مزاعم قوات الحكومة المتكررة أنها تقاتل (القاعدة) والأفغان والإرهابيين، ولكن الهجمات كانت موجهة بشكل مباشر ومتعمد إلى المدنيين، وممنهجة وواسعة النطاق، وهي تُعتبر جرائم حرب بحسب المادة الثامنة من قانون روما الأساسي، وقد خلّفت آلاف الضحايا من الأطفال في جميع المحافظات السورية، لذلك ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية بحسب المادة السابعة من قانون روما الأساسي، وأن المدنيين هم الجزء الأعظم من الضحايا الذين سقطوا على يد قوات الحكومة، حيث تبلغ نسبتهم (88%) وأقل من (12%) من الضحايا هم من الثوار المسلحين، وهذه النسبة في قتل المدنيين هي أعلى من النسبة في الحرب العالمية الثانية حيث سقط (57%) من المدنيين، وتبلغ نسبة الأطفال من المجموع الكلي للضحايا المدنيين (12%) وهو مؤشر مرتفع جدًا ومعدل مخيف في قتل الأطفال، وهذا مؤشر بالغ في الوضوح على أن القوات السورية تستهدف المدنيين، عبر صواريخ (سكود) والقصف الممنهج واليومي، وبشكل عشوائي غوغائي عبر البراميل المتفجرة التي تحتوي مادة (TNT)، وتُلقى من الطائرات فوق رؤوس الأهالي من دون أدنى تمييز".
وأفاد التقرير، أن "القانون الدولي لحقوق الإنسان يحظر وبشكل واضح التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، وذلك في المادة 7 من العهد الدولي، ووجود ما لا يقل عن 9 آلاف طفل داخل أفرع المخابرات وضمن السجون، اعتقلوا خلال عمليات الاقتحام، واعتقلت أعداد منهم بهدف الضغط على أقرباء لهم، وتحدث عدد كبير من الأطفال الناجين عن أساليب تعذيب قاسيه تعرضوا لها، لا تختلف كثيرًا عما يتعرض لها الرجال البالغين، ومن أسليب التعذيب ضد الأطفال حسب الشبكة، استخدام أساليب الضرب كافة على مختلف أنواع الجسم، ويتم الضرب بأدوات مختلفة مثل العصي أو كابلات الكهرباء، ويُطلق عليه الرباعي بالعامية، إضافة إلى الفلقة وهي الضرب بالعصى أو بالكبل على أسفل القدمين، الدعس على الرأس وغير ذلك، قلع الأظافر بالكامل، نتف الشعر من أنحاء مختلف من الجسم، انتزاع اللحم عبر ملاقط معدنية ومن مواطن حساسة، تقطيع بعض أعضاء المعتقل كقطع إصبعه أو قطع جزء من لحمه، وطعنه في ظهره أو معدته، حرق الجلد بالأحماض الكيميائية أو بإطفاء السجائر بجلد المعتقل، تعريض المعتقل للبرد القارس بحرمانه من اللباس أو الغطاء، حرمان المعتقل من الرعاية الطبية بشكل تام وعدم توافر الرعاية الطبية في عدد كبير من المعتقلات، الحرمان من استخدام المرحاض إلا مرة أو مرتين في اليوم، مما يضطر المعتقل إلى التبوّل على نفسه أحيانًا، عدا عن أن المدة قصيرة لا تتجاوز الدقيقة والحرمان من الاغتسال ومن الخروج للساحات واستنشاق الهواء النقي، سكب الماء البارد على الجسد بعد الضرب وبعد جرح الجسد، تكسير الأضلاع، كميات قليلة من الماء والطعام لا تكفي ربع المتواجدين، صبّ الزيت المغلي على الأرجل أو سكب الماء المغلي حتى يهترء الجلد، قص الأذن بمقص الذي يستخدم لتقليم الأشجار، تكبيس الأذن والأنف بكباسة الخشب، الصعق بالكهرباء خصوصًا عند الثديين والركبتين والمرفقين، وقد قتل بسبب أساليب التعذيب هذه وغيرها أكثر من 87 طفلاً، موثقين بالإسم والتاريخ والصورة والفيديو، هؤلاء الأطفال محرمون من التعليم وتوقفوا عن سنوات الدراسة مع ما لا يقل عن 150 ألف طفل آخرين، بسبب تدمير وقصف وتضرر قرابة الـ (3200) مدرسة أثر القصف العشوائي واقتحام العشرات منها بسبب اشتراك طلبتها في التظاهرات المناوئة لحكومة دمشق، وقد قتل أكثر من 140 مدرس على يد القوات الموالية للحكومة السورية.
وقالت الشبكة السورية، "عبر لقاءات عدة مع ضحايا العنف الجنسي، وجدنا أن هناك العشرات من عمليات الاغتصاب لفتيات قاصرات من دون سن الثامنة عشرة، ولا نستطيع إعطاء إحصاء دقيق، لأن هناك العديد من الحالات لم يتم توثيقها، والكثير من الحالات رفض أصحابها الحديث عنها ومنهم من أنكرها، ولكن تقديرات الشبكة تشير إلى أكثر من 400 علمية اغتصاب لفتاة صغيرة جرت في مختلف المحافظات السورية، واستخدمت قوات الحكومة السورية في عدد كبير من الحالات الأطفال والمدنيين كدروع بشرية خلال عمليات الاقتحام، رغم مخالفة ذلك للقاعدة (97) من القانون العرفي للقانون الدولي الإنساني، الذي يحظر استخدام الدروع البشرية، ويبلغ العدد الإجمالي للاجئين من المواطنين السوريين، بحسب آخر إحصاء ما لا يقل عن 2.365 مليون لاجئ سوري، الأطفال 1.1 مليون طفل (من دون سن الـ 18 من العمر)".