دمشق ـ جورج الشامي
قصفت القوات السورية، الأحد، مدينة القصير في حمص، مما أسفر عن سقوط 12 قتيلاً على الأقل وإصابة العشرات، وأن قوات عسكرية لـ"حزب الله" اللبناني اجتازت منطقة الهرمل اللبنانية في طريقها إلى القصير، فيما نفى الرئيس السوري بشار الأسد أن تكون قواته استخدمت أسلحة كيميائية ضد المقاتلين المعارضين، كما استبعد الاستقالة، وسط أنباء عن نشر سورية صواريخ على أهبة
الاستعداد لإطلاقها على إسرائيل، في حال تعرضها إلى هجوم آخر.
وأفاد شهود عيان، أن الجيش السوري شن غارات مكثفة، فضلاً عن قصف صاروخي عنيف على مدينة القصير منذ صباح الأحد، وأن أعدادًا كبيرة من "حزب الله" اللبناني مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اجتازت منطقة الهرمل اللبنانية في طريقها إلى القصير، وذلك بعد مقتل 10 عناصر من الحزب في معارك في المدينة، السبت، في كمين نصبه الجيش الحر "المعارض" على ضفاف نهر العاصي غرب المدينة، ونفذته "الكتيبة 112" التابعة للحر، فيما قالت لجان التنسيق المحلية، إن العشرات من عناصر "حزب الله" أصيبوا أيضًا أثناء محاولتهم التسلل إلى بساتين القصير، بعد أن تصاعدت حدة الاشتباكات بين الحزب ومقاتلي الجيش الحر، في ظل استعانة دمشق بمقاتلي الحزب لاستعادة السيطرة على قرى في المنطقة.
وذكرت عناصر من الجيش الحر، أن جنود "حزب الله" يعمدون إلى فتح جبهات قتال كثيرة في القصير لتشتيت جهد المقاتلين، لكن مقاتلي الجيش الحر انتبهوا لهم، وكبدوهم خسائر فادحة، في حين أوردت صحيفة "الرأي" الكويتية، أن "الجيش السوري يستعد لهجوم بري وجوي هو الأعنف على مدينة القصير المحاصرة، وأن ساعة الصفر لهذا الهجوم لن تتعدى الـ 24 ساعة على الأرجح، وربما تكون الأحد، حيث أكد ضابط كبير في الجيش السوري، أن قواته ستقوم بهجوم على القصير عبر قصف تمهيدي وعنيف، لم تشهده المنطقة من قبل، مدعومًا بقصف من الطيران، لن يميّز بين المقاتلين وغيرهم داخل المدينة".
وأكد ناشطون سوريون، أن "رجلاً قُتل جراء القصف الذي تعرضت له مدينة السفيرة في ريف حلب، كما تعرض مطار منغ العسكري للقصف بالطيران الحربي, في الوقت الذي تدور فيه تدور اشتباكات عنيفة عند أطراف منطقة ضهر عبدربه في المدينة، إثر وصول تعزيزات عسكرية إلى المنطقة، كما دارت اشتباكات في حي الأشرفية مما أدى إلى سقوط قتلى، وكذلك تعرض حي مساكن هنانو للقصف من قبل القوات الحكومية، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية، وفي محافظة إدلب تتعرض بلدة معرة مصرين للقصف من قبل الجيش السوري، كما قُتل رجل من قرية جوزف متأثرًا بجراح أُصيب بها جراء القصف منذ أيام عدة، في حين تشهد أطراف مدينة أريحا إطلاق نار كثيف، وفي حماة قُتل مقاتل من المعارضة خلال اشتباكات مع القوات الحكومية في بلدة حلفايا، كما دارت اشتباكات في ريف حماة الشرقي، وفي محافظة حمص وردت أنباء عن مقتل عدد من المواطنين بينهم نساء وأطفال، إثر سقوط قذائف على حي الوعر والبساتين المحيطة به،
وأعلن التلفزيون السوري الرسمي، أن 3 أشخاص قتلوا وأُصيب 5 آخرون، مساء السبت، في انفجار في حي ركن الدين في شمال دمشق، فيما تحدث عن "اعتداء إرهابي" بواسطة سيارة مفخخة انفجرت قرب أوتوستراد ركن الدين في العاصمة السورية، في الوقت الذي نفى فيه الرئيس السوري بشار الاسد أن تكون قواته قد استخدمت أسلحة كيميائية ضد المقاتلين المعارضين، كما استبعد الاستقالة، وذلك في حديث إلى وسيلتي إعلام من الأرجنتين.
واعتبر الأسد، أن المعلومات الصادرة من مصادر غربية عن هجمات بالأسلحة الكيميائية شنتها القوات الحكومية، هدفها تهيئة الرأي العام لتدخل عسكري ضد سورية، فيما تساءل "إذا كانت هذه الأسلحة استخدمت ضد مدينة أو قرية، وكانت الحصيلة ما بين عشرة إلى عشرين ضحية، فهل يصدق هذا؟"، مضيفًا أن "استخدامها يعني موت الألاف أو عشرات الألاف في دقائق، ولست أدري ما إذا كان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أو غيره قد حصل من الشعب السوري على سلطة الحديث باسمه، لمعرفة من يجب أن يرحل ومن يجب أن يبقى، هذا ما سيقرره الشعب السوري في الانتخابات الرئاسية للعام 2014".
ونشرت صحيفة "صنداي تلغراف" تقريرًا بعنوان "سورية مستعدة لإطلاق صواريخ على إسرائيل"، أعده أوزي ماهنيمي من تل أبيب، جاء فيه أن "سورية وضعت صواريخ على أهبة الاستعداد لإطلاقها على إسرائيل، في حال تعرضها إلى هجوم آخر"، فيما يعد نشر صواريخ "تشرين" السورية الصنع، والتي تستطيع حمل رؤوس متفجرة وزنها نصف طن، تصعيدا مهما.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤول إسرائيلي قوله إنه "صرح لصحيفة (نيويورك تايمز) أن بلاده تفكر في شن هجمات إضافية على سورية، وأن الأخيرة ستواجه عواقب وخيمة لو ردت على الهجمات بهجوم مضاد".
وكشف مصدر دبلوماسي فرنسي، لـ"الحياة"، عن أن باريس أعدت ورقة عمل لمؤتمر جنيف، تنص على حكومة انتقالية تضم "الائتلاف الوطني" وممثلين آخرين عن المعارضة، مع ضرورة تمثيل المعارضة في الداخل، وبخاصة مجالس الثورة في الداخل، "وإلا لن ينجح شيء"، و"أنه ينبغي على الطرف الآخر أن يعين ممثلين عن الحكومة يكونون مبعوثين من الأسد لتنظيم انتقال السلطة، وأن المسألة الأساسية هي كيفية ضمان إعطاء الاسد هؤلاء الأشخاص تفويضًا حقيقيًا لتمثيل الحكومة".
وأوضح المصدر ذاته، أن "الحكومة الانتقالية ينبغي أن تكون سلطة تنفيذية بصلاحيات كاملة، أي أن تحصل على كل السلطات من الأسد، وأن المسألة ليست في رحيل الأسد من قصره، ولكن تسليمه كل السلطات".