القدس المحتلة ـ كمال اليازجي
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس «كحول لفان» بيني غانتس، اتفاقاً شبه نهائي بينهما على تشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة بعد اجتماع عقداه في وقت متأخر من يوم الجمعة. وجاء في بيان مشترك صادر عن حزبي «ليكود» و«كحول لفان» أن الاجتماع عُقد في أجواء جيدة وموضوعية وأنه تم التوصل إلى تفاهمات وإحراز تقدم، وأن نتنياهو وغانتس مع طواقم المفاوضات عن الحزبين يحاولون بلورة ما تم الاتفاق عليه لتمهيد الطريق أمام اتفاق ائتلافي.
وأعلن الحزبان أن نتنياهو وغانتس اتفقا على أن تكون حقائب الخارجية والدفاع والقضاء من نصيب «كحول لفان»، أما منصبا وزير الأمن الداخلي ورئيس الكنيست فيتولاهما «ليكود». ويبدو أن وزير الصحة يعكوف ليتسمان سيبقى في منصبه. وقال غانتس إنه في إطار المساعي لتشكيل حكومة طوارئ وطنية تم التوصل مع «ليكود» إلى تفاهمات بشأن أغلبية المواضيع التي ستضمن أولاً وقبل كل شيء الحفاظ على سلطة القانون. وأضاف: «مع ذلك فإنه لا تزال هناك مسائل جوهرية ومصيرية قيد التفاوض».
ويتحدث غانتس عن الخلاف حول آليات التوازن في وزارة القضاء وفرض السيادة على أجزاء من الضفة الغربية. ويعتقد أن يتم تسوية الأمر الأول وتأجيل الثاني كي يتم بحثه لما بعد الانتهاء من أزمة «كورونا» في إسرائيل. وتابع غانتس: «نفعل كل ما في وسعنا لتأليف حكومة جيدة. الكل يدرك أن حكومة طوارئ وطنية فقط هي التي ستنقذ إسرائيل، وتُخرجها من الوحل الاقتصادي الذي ينتظرنا جميعاً، بعد التغلب على فيروس (كورونا)». وبهذا يكون غانتس قد حصل على وزارة القضاء (العدل) التي أصر نتنياهو على الاحتفاظ بها.
وكان نتنياهو يتطلع للحصول على جميع مفاصل سلطة القانون في الحكومة والكنيست (البرلمان)، وطلب الحصول على وزارة العدل التي ستكون بيدها تعيينات رئيس النيابة المقبل والمستشار القضائي للحكومة المقبلة، لكن غانتس رفض ودب خلاف حول هذ الوزارة قبل أن يُحسم لصالح غانتس. وتحدث غانتس مع نشطاء حزبه الذين جاءوا لدعم توجهه لتشكيل حكومة مع «ليكود». وطلب منهم التعامل بـ«حب واحترام»، مع نشطاء الحزب الآخرين الذين احتجوا ضده على ذلك، في الجانب الآخر من الشارع، «لأنهم -حسب غانتس- يمثّلون طريقة واجهت وضعاً لا مثيل له في إسرائيل والعالم خلال قرن»، في إشارة إلى وباء «كورونا».
وكان غانتس يقود المعسكر السياسي المناوئ لنتنياهو في إسرائيل، الذي يمتلك أغلبية في الكنيست. ولكنه قرر تشكيل حكومة مع نتنياهو، متذرعاً بـ«التهديد الذي تواجهه إسرائيل من خطر (كورونا)»، ما أدى إلى ظهور معارضة له من داخل تحالفه «أزرق أبيض». وأحد هؤلاء المعارضين لغانتس من تحالفه هو موشيه يعلون، الذي أصدر بياناً قال فيه، إن «آخر شيء توقعه ناخبو (أزرق أبيض) منا حين صوّتوا لنا، هو أن نكون جزءاً من تدمير الديمقراطية، وأن ننقذ المتهم نتنياهو من المحاكمة، وأن نصبح تماماً كالذي جئنا لاستبداله».
وتنافس غانتس ونتنياهو في ثلاث جولات انتخابية خلال العام الفائت، وحصل كل منهما في كل مرة مع أعضاء حزبه وحلفائه على عدد متقارب جداً أو مساوٍ من المقاعد داخل الكنيست، وبالتالي لم يستطع أي منهما تشكيل حكومة، ما أدى إلى خلق أزمة سياسية عميقة. ورفض غانتس الانضمام إلى حكومة تقاسم السلطة في سبتمبر (أيلول) الماضي، مصرّاً على أنه لن ينضم إلى حكومة على رأسها متهم بالفساد. لكنه عاد وانقلب على رأيه وعلى حلفائه.
قد يهمك أيضًا:
فيروس"كورونا" يعاقب وزير الصحة وبنيامين نتنياهو وعدد الضحايا يرتفع
الرئاسة الفلسطينية تؤكد أن أي خريطة لا تتضمن حدود 67 للدولة لا تعترف بها