القاهرة - المغرب اليوم
اتفقت مصر وروسيا على تعزيز التعاون العسكري، في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، وفي ضوء "ما يتعرض له الشرق الأوسط من تحديات وعلى رأسها الإرهاب"، وذلك خلال استقبال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في القاهرة أمس، وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو.
وقال السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إن المباحثات تناولت علاقات التعاون العسكري والأمني المشترك، حيث أكد الرئيس السيسي "اعتزاز مصر بالروابط الوثيقة التي تجمعها بروسيا وحرصها على مواصلة تعزيزها، على مختلف الأصعدة خلال الفترة المقبلة في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، لا سيما في المجال العسكري، في ضوء ما يتعرض له الشرق الأوسط من تحديات وعلى رأسها الإرهاب".
ونقل المتحدث، في بيان له، عن وزير الدفاع الروسي، اهتمام بلاده بتعميق العلاقات المتينة مع مصر، والتنسيق المكثف من خلال اللقاءات الثنائية المتعددة بين الرئيسين، وآخرها على هامش النسخة الأولى من القمة الأفريقية - الروسية التي عقدت نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بمدينة سوتشي.
وأكد المسؤول الروسي أهمية العمل على ترسيخ الجانب العسكري والأمني في إطار علاقات التعاون المشترك بين البلدين، لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، مشيدًا بالجهود المصرية في هذا الصدد لدحر تلك الآفة، ومنوهًا بضرورة تضافر المساعي للدفع قدمًا بآليات مواجهة ذلك التحدي العابر للحدود على المستوى الدولي.
وذكر المتحدث، أن اللقاء الذي حضره وزير الدفاع المصري الفريق أول محمد زكي، وعدد من كبار المسؤولين العسكريين الروس، تناول سبل تعزيز التعاون العسكري والتدريبات المشتركة بين البلدين، حيث تم الاتفاق على الاستمرار في تطوير وتعزيز التعاون القائم على هذا الصعيد.
كما تناول اللقاء آخر مستجدات القضايا الإقليمية، لا سيما سوريا وليبيا، ووفقا للبيان، توافق الجانبان على "أهمية التمسك بالحلول السياسية لمختلف الأزمات التي تمر بها المنطقة، والحفاظ على وحدة الدول وسلامة أراضيها وتماسك مؤسساتها الوطنية، بما يلبي تطلعات شعوب المنطقة في استعادة الأمن والاستقرار".
وأكد الجانبان الحاجة إلى "تعزيز قنوات التشاور والتنسيق بشأن مختلف الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصة في ضوء التحديات التي يتعرض لها الشرق الأوسط، والتي تمتد آثارها إلى خارج المنطقة، الأمر الذي يستدعي تكثيف التعاون بين البلدين من أجل التغلب عليها".
وكان شويغو والوفد المرافق له قد استهل زيارته للقاهرة أمس بحضور الاجتماع السادس للجنة التعاون العسكري المشتركة المصرية - الروسية، حيث أجريت له مراسم استقبال رسمية بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع المصرية.
وترأس شويغو ونظيره المصري محمد زكي اجتماعات لجنة التعاون العسكري المشتركة، والتي تضمنت العديد من الملفات الخاصة بدعم آفاق التعاون في مجالات الدفاع والأمن ونقل وتبادل الخبرات والتدريبات المشتركة بين القوات المسلحة لكلا البلدين.
وأكد وزير الدفاع المصري اعتزاز بلاده مصر بعلاقاتها الراسخة مع روسيا وحرص القوات المسلحة على زيادة أواصر التعاون والشراكة في مختلف المجالات العسكرية والأمنية.
وأعلن شويغو أن وزارة الدفاع الروسية مستعدة لتقديم المساعدة لمصر في تعزيز قدرات الجيش المصري، معتبرا أن "رئيس مصر والقوات المسلحة بالجمهورية، هما الضامنان للتنمية المستقلة والمستقرة للبلاد، وكبح انتشار التهديد الإرهابي في شمال أفريقيا"، وفقا لما نقلته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وأضاف وزير الدفاع الروسي أن "وزارة الدفاع الروسية مستعدة لتقديم العون في تعزيز قدرات القوات المسلحة الوطنية المصرية والقدرات الدفاعية".
وبين مصر وروسيا علاقات متميزة، تعمقت بوصول الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحكم عام 2014، وتبلورت في عدة اتفاقيات تعاون ثنائي، على رأسها تنفيذ روسيا مشروع الضبعة النووي شمال مصر.
وعلى الصعيد العسكري، شرعت روسيا في تحديث الترسانة العسكرية المصرية وتزويدها بالسلاح في إطار خطة تنويع مصادر التسليح التي أعلنتها مصر، خاصة أن 30 في المائة من الأسلحة الروسية التي حصلت عليها مصر في فترة خمسينات وستينات القرن الماضي، لا تزال في الخدمة في القوات المسلحة المصرية، بحسب هيئة الاستعلامات المصرية.
وتركز التعاون العسكري بين مصر وروسيا في الخمس سنوات الماضية على دعم قدرات الدفاع الجوي المصري، عبر تحديث منظومة الدفاع الجوي قصيرة المدى إلى منظومة (تور إم 2)، ومنظومة الدفاع الجوي متوسطة المدى إلى منظومة (بوك إم 2)، هذا فضلا عن إهداء روسيا القطعة البحرية (مولينيا 32 بي) للقوات البحرية المصرية.
بالإضافة للتسليح شهد التعاون بين البلدين في المجال العسكري تدريبات مشتركة لوحدات المظلات تحت عنوان (حماة الصداقة). كما استضافت مصر للمرة الأولى أواخر الشهر الماضي، فعاليات التدريب المصري الروسي المشترك "سهم الصداقة - 1"، بين عناصر من قوات الدفاع الجوي المصري والروسي.