الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
الاحتجاجات العراقية

بغداد - المغرب اليوم

تشير ملامح الأزمة المتفاقمة في العراق التي أفرزتها التظاهرات الشعبية ضد الحكومة وقواها السياسية، إلى أن المماطلة التي تبديها قوى السلطة وأحزابها تغذي عوامل فقدان الثقة القائمة أصلا، بين جماعات الحراك من جهة، والأحزاب والفصائل المسلحة القابضة على السلطة والمتمسكة ببقاء شكل النظام والاكتفاء بتغييرات شكلية، من جهة أخرى.

وبدا واضحا خلال الأيام الأخيرة الماضية ومن خلال أسماء الشخصيات العديدة التي اقترحتها قوى السلطة لشغل منصب رئاسة الوزراء خلفا للرئيس المستقيل تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية عادل عبد المهدي، أن مساحة التفاهم المحتملة بين الجانبين، الحراك وقوى السلطة، لا وجود لها على أرض الواقع. إذ سارعت جماعات الحراك ومع كل اسم مرشح جديد تلوح به السلطات إلى رفضه رفضا باتا. ولعل الأهازيج التي رددها متظاهرو ساحة التحرير (مساء الجمعة) ضد رئيس الجمهورية برهم صالح ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي من بين أقوى مؤشرات علاقة عدم الثقة المتصاعدة بين الجانبين، وبعد أن غضّ المحتجون نسبيا الطرف عن المسؤولين الرفيعين خلال الفترة الماضية وركزوا على رئيس الوزراء عادل عبد المهدي قبل إعلان استقالته، عادوا ورددوا أهزوجة (برهم وحلبوسي... جاكم السره) بمعنى أن الدور قد وصل للإطاحة بكم.

واستمرارا لحالة التوتر وانعدام الثقة بين السلطة وأجهزتها الأمنية وبين المحتجين في عموم المحافظات، تفجرت (الجمعة) من جديد أوضاع الأمن في مدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار الجنوبية على خلفية عملية الاغتيال التي طالت الناشط علي محمد مكطوف العصمي. وشهدت المحافظة المدينة أمس، مستوى عاليا من التوتر انعكس على الحياة في المدينة وأدى إلى شل الحركة فيها بعد إغلاق جميع الجسور الرابطة بين شطريها.

ولأول مرة، استخدم الناصريون «الجرافات» في تهديم منزل رئيس اللجنة الأمنية السابق جبار الموسوي بعد أن كانوا يعمدون إلى حرق مقرات الأحزاب والمسؤولين. وأكد ناشطون قيام المتظاهرين بإحضار أكثر من 5 جرافات إلى ساحات الاعتصام تمهيدا لعمليات التهديم اللاحقة التي ستقوم بها ضد مقرات الأحزاب ومنازل المسؤولين. وأبلغ الناشط حيدر الناشي «الشرق الأوسط» أن المتظاهرين في الناصرية أحرقوا مجددا «مقرات حزب الدعوة وعصائب أهل الحق والدعوة، إلى جانب تهديم منزل جبار الموسوي بالشفلات (الجرافات)».

ويقول الناشي: إن «جبار الموسوي المطلوب الأول في الناصرية وسبق أن صدرت بحقه مذكرة قبض على خلفية اتهامه وأفراد حمايته وأحد أبنائه بالتورط في مقتل متظاهرين». ويؤكد أن «المحتجين أعلنوا وأبلغوا جميع الأحزاب والفصائل المسلحة، أن أي عملية اغتيال جديدة تقع في المدينة ستعقبها حملة واسعة لتهديم منازل المسؤولين والأحزاب، كما أعلنوا أنهم سيقومون باستهداف جميع مصالح الأحزاب والميليشيات المالية في المحافظة، مثل الأسواق (المولات) والمشاريع الاستثمارية الكبيرة».

وتوقع الناشي «تراجع الفصائل والميليشيات المسلحة عن القيام بعمليات اغتيال مماثلة في الأيام المقبلة نظرا لحجم الغضب الجماهيري في الناصرية الذي قد يؤدي إلى الثأر من تلك الفصائل حتى خارج مدينة الناصرية».

وبالعودة إلى بغداد، وفي خطوة ورد فعل جديد من جماعات الحراك على المماطلة التي تبديها الحكومة وقواها حيال مسألة رئيس الوزراء المقبل ومجمل المسار الإصلاحي الذي يطالب به المحتجون، صدر أول من أمس، بيان يمثل وجهات نظر طيف واسع من المحتجين، ووضع تسلسل الرقم (1) للبيان في إشارة إلى ذلك الطيف والاتجاه العريض من جماعات الحراك.

وافتتح المحتجون بيانهم بالقول: «بينما يترقب الشعب العراقي الطبقة السياسية وهي تناور الحركة الاحتجاجية بشأن مطالبها الحقة، نشير بشكل واضح إلى أن ما يحدث في أروقة الطبقة هذه لا يتماشى أبدا مع ما مر به الشعب وجماهيره المعترضة من أجل حياة كريمة، وما يحدث حتى الآن يؤكد وبشكل واضح اعتباطية هذه الطبقة وعدم جديتها». وأعلن المحتجون في بيانهم أنهم «لا يتبنون أي مرشح لمنصب رئيس الوزراء الانتقالي أو المؤقت وكل ما يتم تداوله (من قبل الحكومة وأحزابها) حتى الآن مرفوض وغير مقبول من ساحات الاعتصام».

وطالب المحتجون رئيس الجمهورية برهم صالح بـ«ترشيح مستقل لمنصب رئاسة الوزراء المؤقت للمضي بحكومة انتقالية مصغرة تعمل لمدة أقصاها سنة لتأمين انتخابات عادلة ونزيهة وفق قانون للانتخابات ومفوضية جديدة». وهدد البيان بـ«خطوات تصعيدية» في حال إصرار الكتل على تبني شخصية سياسية لرئاسة الوزراء «لا تنطبق سيرته مع مواصفات الشارع المنتفض».

وفيما لم يكشف البيان عن طبيعة الخطوات التصعيدية التي سيتخذها المحتجون في الأيام المقبلة في حال عدم الاستجابة لمطالبهم، يؤكد الناشط محمد الربيعي أن «الحراك في بغداد يفكر جديا، وفي حال استمرت مماطلة السلطات والأحزاب، في تشكيل فرق خاصة (لمكافحة الدوام) وإجبار المؤسسات الرسمية على التعطيل لشل حركة الحكومة على غرار ما سبق وقام به المحتجون في محافظتي واسط وذي قار». ويقول الربيعي لـ«الشرق الأوسط»: «يتأكد يوماً بعد آخر أن السلطات وأحزابها لن تستجيب لأي مطلب إلا من خلال الضغوط الشديدة، هم يناورون في كل الاتجاهات الأمنية والسياسية على أمل مرور عاصفة الاحتجاجات التي تهدد وجودهم في الصميم». ويواصل: «عصابات السلطة وميليشياتها لم تتوقف عن إلحاق الأذى بالمتظاهرين والسعي إلى تخويفهم، وليل الجمعة قاموا بتفجير عبوة صوتية في حديقة الأمة لإرهاب المعتصمين».

 وقد يهمك أيضا :  

الحراك الشعبي يُطلق دعوات للتظاهر من أجل حكومة إصلاح اقتصادي في لبنان

إسبانيا تُعارض ترسيم الحدود البحرية المغربية بسبب "أرخبيل الكناري

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

الأصوات تتعالى لتنحية ترامب قبل 13 يومًا من مغادرته…
الكونغرس الأميركي يصادق على فوز جو بايدن بالانتخابات الأميركية
مايك بومبيو يؤكد أن العنف الانتخابي "لا يمكن التساهل…
بيلوسي تؤكد أن الكونغرس سيعاود انعقاده لإقرار فوز بايدن
حلفاء الولايات المتّحدة يستنكرون اقتحام متظاهرين مقرّ "الكونغرس" في…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة