الرئيسية » أخر الأخبار العربية و العالمية
السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان

الخرطوم - المغرب اليوم

كشفت مصادر سياسية مطلعة أن اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، برئيس المجلس السيادي السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان، لم يكن مستغربا، كاشفة عن معلومات كان يعلمها كبار الساسة العرب عن وجود تقارب بين جنرالات الخرطوم وحكومة تل أبيب، منذ أن كان عمر البشير على سدة الحكم، وأن الخوف من الغضب الشعبي هو ما أجل زيارة نتنياهو للخرطوم نهايات العام 2018، وأنه هو أيضا ما حال دون استقباله الإثنين على أرض السودان. وذكرت المصادر التي تحدثت للصحيفة، فإن اللقاء "المثير للجدل" بين البرهان ونتنياهو كان ثمرة "اتصالات سرية" بين جنرالات الخرطوم مع ساسة تل أبيب، وعلمت به القيادة الفلسطينية، كما العديد من الأنظمة العربية، في إطار سعي هذه الدولة العربية لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل، للتقرب بشكل أكبر من الولايات المتحدة الأميركية. وتعلم القيادة الفلسطينية كغيرها بأن اتصالات "تطبيع" العلاقات بين حكام السودان وإسرائيل تسارعت مؤخرا، لذلك كانت تحث عبر قنوات سياسية ودبلوماسية القيادة السودانية على إلغاء أي ترتيبات خاصة لتطبيع العلاقات، وهو أمر أيضا طلبته من عدة دول عربية أخرى، لكنها وفق المعلومات المتوفرة تلقت "ردودا غير مطمئنة" من بعضها، وهو ما دفع بالرئيس محمود عباس، وقادة فلسطينيين كثر، لتكرار الطلب مؤخرا وبشكل لافت من الدول العربية الالتزام بمبادرة السلام العربية، التي تنص على منع أي تطبيع للعلاقات مع إسرائيل، قبل إنهائها الاحتلال للمناطق العربية التي احتلت عام 1967. ودفع التردد العربي وحالات التطبيع المتصاعدة بالفلسطينيين للطلب بأن تكون جلسة مجلس وزراء الخارجية العرب، التي عقدت السبت الماضي، ضمن التحرك الفلسطيني لرفض "صفقة القرن"، معلنة وتبث مباشرة على الفضائيات، وذلك في ظل الغضب الفلسطيني الرسمي والشعبي على مشاركة سفراء الإمارات والبحرين وعمان، في المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه ترامب عن "صفقة القرن"، التي حملت هدايا كثيرة لم يتوقعها الإسرائيليون على حساب الثوابت والحقوق الفلسطينية. وفي دلالة على الغضب الفلسطيني من اللقاء التطبيعي، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، إنه يمثل "طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني وخروجا صارخا عن مبادرة السلام العربية"، وإلى أصل "حكاية التطبيع السودانية الإسرائيلية"، في شهر نوفمبر من العام 2018، وتحديدا بعد شهر من زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى سلطنة عمان، ولقاء السلطان قابوس، كشف الإعلام الرسمي الإسرائيلي أن هناك ترتيبات قائمة في تل أبيب، لتكون وجهة نتنياهو المقبلة إلى العاصمة السودانية الخرطوم، وهو ما أحدث وقتها جدلا كبيرا، خاصة أن هذه العاصمة هي التي شهدت إطلاق "اللاءات" العربية الثلاثة ضد الاحتلال. ونشر موقع هيئة البث الإسرائيلي الرسمي "مكان" خبرا جاء فيه، في يوم 26 أكتوبر من العام 2018، "كشف النقاب عن أن الوجهة القادمة لنتنياهو هي دولة السودان"، ووقتها نقل الموقع عن مصدر في تل أبيب قوله إن طواقم إسرائيلية تعمل على بناء علاقات مع السودان، وإنه من بين الأهداف تقليص مسافة الرحلات الجوية بين إسرائيل والقارة الأمريكية الجنوبية، على أن تلزم هذه الخطوة استخدام المجال الجوي لكل من السودان وتشاد. ووقتها أيضا نقل عن مسؤولين سودانيين الذين نفوا الخبر أن الأمر مجرد "أمنيات وبالون اختبار من طرف إسرائيل"، وقد جاء الكشف عن الزيارة بعد شهر من زيارة نتنياهو لسلطنة عمان، وترافق وقتها مع حديث إسرائيلي وصل لحد ترتيبات ميدانية أجراها مسؤولون كبار لزيارة نتنياهو إلى العاصمة البحرينية المنامة، ولقاء الملك حمد بن عيسى. لكن الزيارتين سواء للخرطوم أو المنامة لم تنجزا في ذلك الوقت، رغم أن المؤشرات على الأرض كانت تشير إلى بقاء الاتصالات بين تلك العواصم وتل أبيب، وهو أمر كشفه أكثر من مرة نتنياهو، بتباهيه بعلاقات مع دول عربية كثيرة لا تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. ويتكشف بعد خروج الجماهير السودانية على نظام الرئيس المعزول عمر البشير، أن إلغاء زيارة نتنياهو في ذلك الوقت كان خشية من ردة الفعل الشعبية، التي تحركت بعد وقت قليل من الكشف عن ترتيبات تطبيع العلاقات، وأطاحت بالبشير لاتهامه في قضايا فساد واستبداد، وعلى الأرجح فإن السبب السابق، الذي منع البشير من استقبال نتنياهو، هو ما دفع بخليفته البرهان إلى عدم استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي في الخرطوم، لكن كسب ود أمريكا عبر الحليف الأكبر إسرائيل، وصعود أحد جنرالات الجيش لسدة الحكم بعد الثورة، واستمراره في نهج سابقه، لم يوقف قناة الاتصال المباشرة التي كانت مفتوحة بين تل أبيب والخرطوم، والتي تكللت مساعيها في عقد اللقاء. وكان نتنياهو، الذي رتب للقاء البشير سابقا في الخرطوم، يريد عقد اللقاء مع خليفته البرهان في "عاصمة اللاءات الثلاثة"، كون العاصمة تحمل دلالات تشير إلى أن اللاءات العربية لم تعد قائمة، ويُشار إلى أن القمة العربية في الخرطوم التي عقدت في العام 1967، وسميت بقمة "اللاءات الثلاثة"، خرجت بثلاثة قرارات هي "لا صلح ولا اعتراف ولا تفاوض مع العدو الصهيوني". ولا يستبعد فلسطينيا أن تكون هناك أنظمة عربية وازنة، كدولة الإمارات التي تدعم المجلس العسكري في السودان، هي من أعطت إشارة الموافقة على لقاء البرهان مع نتنياهو، وذلك بالترافق مع وساطات عدة دول إفريقية لترتيب اللقاء، وهو أمر أشارت إليه تقارير إسرائيلية، بنقلها عن مسؤول عسكري سوداني وصفته بـ"رفيع المستوى"، قال إن أبو ظبي هي من رتّبت اللقاء في أوغندا. والمعروف أن هذه الزيارات واللقاءات، مثلها مثل الدعم الأمريكي، تخدم نتنياهو في حملته الانتخابية التي يريد الفوز بها خلال الشهر القادم، من أجل تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة بعد فشله مرتين العام الماضي، وهو ما سينجده من الذهاب للسجن، لمحاكمته في قضايا فساد. وكان نتنياهو عقد مساء الإثنين لقاء مع البرهان، في مدينة عنتيبي الأوغندية، وذكرت إسرائيل عقب اللقاء أن السودان "معني بتوطيد التعاون مع إسرائيل، لمساعدته على الخروج من عزلته الدولية"، كما جرى الاتفاق بينهما على تطبيع العلاقات بين البلدين. وخلال الأشهر الماضية تباهى نتنياهو كثيرا بوجود علاقات مع دول عربية، وقال إن "هناك ازدهارا جديدا ونهضة جديدة للعلاقات بين إسرائيل والكثير من الدول العربية والإسلامية"، لكن دون أن يسمي تلك الدول، وقال أيضا في إحدى المرات إن الأزمة مع إيران مكنت إسرائيل من بناء علاقات مع دول عربية لم تكن تخطر بباله إمكانية إقامة العلاقات معها.

قد يهمك أيضا" :

صندوق الحسن الثاني يعلن دعم وتمويل المقاولات بـ2 مليار درهم

المنتدى الأفريقي في الرباط يناقش عقبات تدبير المؤسسات السجنية

View on libyatoday.net

أخبار ذات صلة

الأصوات تتعالى لتنحية ترامب قبل 13 يومًا من مغادرته…
الكونغرس الأميركي يصادق على فوز جو بايدن بالانتخابات الأميركية
مايك بومبيو يؤكد أن العنف الانتخابي "لا يمكن التساهل…
بيلوسي تؤكد أن الكونغرس سيعاود انعقاده لإقرار فوز بايدن
حلفاء الولايات المتّحدة يستنكرون اقتحام متظاهرين مقرّ "الكونغرس" في…

اخر الاخبار

تسجيل 487 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد في ليبيا
نقل محولين إلى محطتي الخضراء الجديدة والمصابحة في ترهونة
إطلاق خط بحري جديد بين الموانئ الإيطالية والليبية
مفوضية اللاجئين تتصدق بمواد غذائية على 2500 أسرة ليبية

فن وموسيقى

روجينا تكّشف أنها تحب تقديم شخصيات المرأة القوية فقط
رغدة تكشف كواليس مشاركتها في مسرحية "بودي جارد" مع…
ريهام عبد الغفور تكشف أنّ قِلة ظهورها في الدراما…
هيفاء وهبي تُعرب عن استيائها الشديد من الأحداث المؤسفة…

أخبار النجوم

نور تؤكّد أن "درب الهوى"سيكون تجربة درامية شديدة الاختلاف
أحمد جمال يعرب عن تفاؤله بالعام الجديد 2021
أروى جودة تؤكّد أن أصداء مشهد "ده هاني" في…
مايا نصري تكشف سبب ابتعادها عن الساحة الغنائية لعدة…

رياضة

قرعة الدوري الليبي تسفر عن قمة بين الأهلي بنغازي…
فريق الأخضر يضم إلى صفوفه االمدافع وجدي سعيد
قبل مواجهة الاتحاد الليبى كورونا تضرب بيراميدز
نادي المدينة يتعاقد مع "سالم عبلو " استعداد ًا…

صحة وتغذية

تمارين تساعدك في بناء العضلات وخسارة الوزن تعرف عليها
طبيب يحذر من خطأ "كارثي" يبطل فعالية لقاحات كورونا
الولايات المتحدة الأميركية تستقطب ربع إصابات كورونا في العالم
10 حالات غريبة يكشف عنها الطب خلال 2020

الأخبار الأكثر قراءة