دمشق - جورج الشامي
أفادت لجان التنسيق المحلية بارتفاع حصيلة قتلى الثلاثاء في سورية حتى اللحظة إلى ثلاثة وأربعين بينهم سيدتان وطفلان وثلاثة قضوا تحت التعذيب: تسعة عشر في دمشق وريفها، ثمانية في حلب، ثمانية في إدلب، أربعة في حمص، اثنان في دير الزور، وواحد في حماة، وواحد في القنيطرة.
وأعلن الجيش السوري الحر "المعارض"، وصول 250 صاروخ
"كونكورس"، أدخلتها دولة إقليمية إلى الأراضي السورية عن طريق تركيا، وفازت بالحصة الأكبر منها حركة "أحرار الشام"، وسط أنباء عن مشاركة قرابة 5 آلاف مقاتل عراقي ينتمون إلى 6 ميليشيات شيعية في المعارك الدائرة في سورية لدعم القوات الحكومية، فيما أكدت المعارضة أن مطار المزة العسكري يتضمن سجنًا سريًا يحوي آلاف المعتقلين.
وكشف مصدر قيادي في الجيش السوري الحر "المعارض"، لصحيفة "الشرق الأوسط"، عن أن الدفعة الأولى من الأسلحة النوعية أدخلتها دولة إقليمية إلى سورية في 9 حزيران/يونيو الجاري، عن طريق تركيا، وهي عبارة عن 250 صاروخ "كونكورس"، مشيرًا إلى أن "معظم الألوية التي تسلمتها ذات طابع إسلامي متشدد، وفاز بالحصة الكبيرة حركة (أحرار الشام)".
وقالت شبكة شام الإخبارية إن القوات الحكومية قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء مخيم اليرموك والقدم والعسالي ومعظم أحياء دمشق الجنوبية، مشيرة إلى احتدام الاشتباكات مع الجيش السوري الحر، كما انفجرت عبوة ناسفة في سيارة في منطقة الأبراج حي الصناعة وسمع إطلاق نار في منطقة الجسر الأبيض في حي المهاجرين.
وقال المركز الإعلامي السوري إن عددا من جنود الأسد قتلوا في اشتباكات عنيفة مع مسلحي المعارضة الثلاثاء عند مدخل مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق.
وبث ناشطون صوراً على الإنترنت للاشتباكات الدائرة بين القوات الحكومية والجيش الحر في أحياء العسالي والقدم في دمشق. وقال الناشطون إن الجيش الحر تصدى للقوات الحكومية وقتل عشرات من أفرادها ودمر دبابتين واستولى على بعض الأسلحة.
وفي ريف دمشق، قالت شبكة شام إن القوات الحكومية كثفت من قصفها براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة لمدن وبلدات المليحة والسيدة زينب وعربين وداريا ومعضمية الشام، إضافة إلى مناطق عدة في الغوطة الشرقية. فيما شهدت بلدات الذيابية ومخيم الحسينية والمليحة وفي مدن السيدة زينب وداريا وفي بلدة تلفيتا في منطقة جبال القلمون اشتباكات عنيفة.
ووقع انفجار في حي بستان الدور في منطقة الزاهرة الجديدة في العاصمة دمشق، الثلاثاء، مستهدفا سيارة أستاذة جامعية ما أدى لإصابتها بجروح خطيرة، وقالت مصادر أمنية إن الانفجار "سببه إلصاق عبوة ناسفة في سيارة أستاذة جامعية (لم تسمها)، كما أدى الانفجار إلى إصابة سيارة أخرى وعدد من المارة في الشارع بجروح خطيرة".
واغتال ملثمون عميد كلية التربية في محافظة الحسكة شمال شرق البلاد، الدكتور نزيه الجندي، أمام مدخل الكلية مساء الاثنين ثم لاذوا بالفرار دون أن تعرف هويتهم.
وشهدت البلاد منذ بدء النزاع فيها منتصف آذار/مارس 2011 اغتيالات عدة استهدفت عدداً من الكوادر التعليمية والطبية منها رئيس قسم الجراحة الصدرية في المستشفى الوطني في مدينة حمص وسط البلاد، وأستاذ في كلية التاريخ في جامعة حلب شمالا.
وفي حلب قصفت طائرات حربية مواقع للمعارضة السورية بالقرب من قاعدة جوية عسكرية متنازع عليها في شمالي البلاد، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأوضح المرصد أن الطائرات المقاتلة قصفت مواقع بالقرب من قاعدة كويرس الجوية بالتزامن مع وقوع اشتباكات عنيفة في المنطقة.
وتحاول قوات المعارضة التي تقاتل للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، منذ أشهر السيطرة على كويرس الواقعة قرب الحدود مع تركيا.
واستهدف الجيش الحر المقار العسكرية التابعة للجيش السوري، وقصف بقذائف الهاون ثُكنة المهلب ومبنى الدفاع المدني إضافة إلى مقرات للجيش الحكومي في جبل شويحنة في ريف المدينة الشمالي، إلى جانب تدمير قوى المعارضة لمروحيتين في مطار منغ العسكري.
وتعاني مدينة عفرين وقرى وبلدات تابعة لها في ريف حلب الشمالي من "أزمة إنسانية" بسبب الحصار المفروض عليها من قبل كتائب المعارضة المسلحة منذ 25 أيار/مايو الماضي، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأدى هذا الحصار إلى نشوب اشتباكات بين مقاتلي المعارضة الذين يحاصرون المدينة وبين وحدات حماية الشعب التابعة لحزب العمال الكردستاني التي تسيطر على المنطقة.
وتعاني المنطقة المحاصرة من نقص في المواد الغذائية، إضافة لارتفاع حاد في أسعارها، كما تعاني نقصاً في موارد الطاقة والأدوية ومستلزمات الحياة الإنسانية.
ويأتي حصار المدينة بسبب قيام بعض سكانها بتهريب الغذاء والمواد التموينية بهدف التجارة لقريتي نبل والزهراء التي يعرف عنهما موقفهما الموالي من الحكومة السورية.
ومدينة عفرين تقع في أقصى الشمال السوري، ويقدر عدد سكان المدينة والبلدات والقرى التابعة لها بأكثر من نصف مليون نسمة، ويوجد فيها قرابة 200 ألف نازح فروا من مناطق الاشتباكات والقصف في محافظة حلب.
وأفاد ناشطون بأن أكثر من خمسين جندياً من الجيش الحكومي قتلوا في تفجير سيارة مفخخة في قرية الدويرنة شرقي حلب، وتمت العملية بسيارة ملغمة يقودها شخص فجر نفسه قرب مبنى تتحصن فيه القوات الحكومية ومن يوصفون بالشبيحة، وقامت بالعملية مجموعة تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وفق المصادر.
وقالت شبكة شام إن الاشتباكات مستمرة بين الجيشين الحكومي والحر داخل الفرقة 17 في الرقة.
وبث ناشطون صورا على الإنترنت لاستهداف عناصر من الجيش الحر تجمعات للشبيحة والجنود في قرية الزوبار الموالية للنظام في ريف اللاذقية بصواريخ محلية الصنع.
وفي درعا، تعرضت بلدات وقرى داعل وانخل ووادي اليرموك وتل شهاب والطيبة ومعربة للقصف من قبل القوات الحكومية.
وفي مدينة حمص، أفاد المركز الإعلامي السوري بأن حرائق نشبت في حي الوعر إثر قصف عنيف نفذته قوات الجيش السوري فجر الثلاثاء.
كما بث المركز صورا للحرائق التي اندلعت في أجزاء من الحي الذي يضم قرابة ثلاثمائة ألف نازح لجأوا إليه هربا من قصف مس الأحياء المجاورة في حمص القديمة.
وقال ناشطون إن ريف حمص شهد هو الآخر قصفا بالمدفعية وقذائف الهاون التي استهدفت بساتين مدينة تدمر وقرية تل الشور.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن عددا من أحياء حمص المحاصرة تعرضت "لقصف عنيف" من قبل القوات الحكومية بقذائف الهاون، دون أن ترد أنباء عن إصابات، بينما سقط ثلاثة قتلى من القوات الحكومية في اشتباكات مع المعارضة في حي جورة الشياح، وفقا لما ذكره المرصد.
وأعلن الجيش السوري الحر "المعارض"، وصول 250 صاروخ "كونكورس"، أدخلتها دولة إقليمية إلى الأراضي السورية عن طريق تركيا، وفازت بالحصة الأكبر منها حركة "أحرار الشام"، وسط أنباء عن مشاركة قرابة 5 آلاف مقاتل عراقي ينتمون إلى 6 ميليشيات شيعية في المعارك الدائرة في سورية لدعم القوات الحكومية، فيما أكدت المعارضة أن مطار المزة العسكري يتضمن سجنًا سريًا يحوي آلاف المعتقلين.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن اشتباكات دارت مساء الإثنين بين القوات الحكومية والمعارضة في حي الصاخور في حلب، ترافق مع قصف من قبل الجيش السوري على مناطق في الحي، وسط أنباء عن خسائر بشرية في صفوف الطرفين، كما سقطت قذائف هاون عدة على حي بني زيد، فيما قصفت قوات المعارضة تجمعات للجيش الحكومي بصواريخ محلية الصنع في مبنى البريد في حي الأشرفية وثكنة هنانو ومبنى الدفاع المدني ودوار شيحان وفي جبل شويحنة في ريف حلب، كما قُتل ما لا يقل عن ستة جنود حكوميين وجرح أكثر من 15، إثر انفجار سيارة مفخخة في حاجز للقوات الحكومية في قرية الدويرينة، واندلعت اشتباكات بين الكتائب المقاتلة وكتائب "غرباء الشام" في حي الشيخ مقصود، ولم ترد معلومات عن سقوط ضحايا، وسقط مقاتل من بلدة دير جمال مساء الإثنين في اشتباكات بين المعارضة والجيش السوري والمسلحين الموالين له من بلدتي نبّل والزهراء، اللتان تقطنهما غالبية من الطائفة الشيعية.
وكشف مصدر قيادي في الجيش السوري الحر "المعارض"، لصحيفة "الشرق الأوسط"، عن أن الدفعة الأولى من الأسلحة النوعية أدخلتها دولة إقليمية إلى سورية في 9 حزيران/يونيو الجاري، عن طريق تركيا، وهي عبارة عن 250 صاروخ "كونكورس"، مشيرًا إلى أن "معظم الألوية التي تسلمتها ذات طابع إسلامي متشدد، وفاز بالحصة الكبيرة حركة (أحرار الشام)".
وأوضح القيادي في "الحر"، الذي يشارك حاليًا في الاجتماعات الخاصة باستقبال شحنات التسليح الجديدة في تركيا، أن كل مخازن تلك الأسلحة في سورية تحت إمرة "أحرار الشام"، وهؤلاء هم من يقومون بالتوزيع، بحسب ما تريد تلك الدولة، وبالاتفاق مع الأميركيين، وأن صواريخ "كونكورس" وحشوات (بي - 10) الجديدة، لم تكن موجودة قبل ذلك، بل دخلت إلى هذه المخازن قبل المؤتمر الإسلامي الأخير الذي انعقد في القاهرة بأربعة أيام، في إشارة إلى "مؤتمر المجلس التنسيقي الإسلامي العالمي" (مساع)، الذي استضافته القاهرة لدعم القضية السورية في 13 من الشهر الجاري.
وأضاف المصدر نفسه، أن "تلك الدولة الإقليمية أدخلت من تركيا في ذلك التاريخ 250 صاروخ (كونكورس) مضاد للدبابات، تم توزيعها على ألويات عدة في دمشق والشمال في إدلب وحلب، وأن 1000 حشوة قاذف (بي - 10) مع قاذفاتها تسلمها (لواء الإسلام) وحده"، موضحًا أنه "جرى توزيع خمسة صواريخ (كونكورس) على المقاتلين في دمشق وريفها، على الشكل التالي:
"لواء الإسلام" 11 صاروخًا، و"جيش المسلمين" في القابون 5 صواريخ، و"ألوية الحبيب المصطفى" 10صواريخ، و"ألوية أحفاد الرسول" 10، و"ألوية الصحابة" 10 صواريخ، وأن باقي الصواريخ حصلت حركة "أحرار الشام" بفصائلها الموزعة في كل سورية على 100 منها، لأن هذه الحركة هي أكبر قوة مقاتلة في سورية، وتتميز بالتشدد والمطالبة بحكم الخلافة، وأن باقي الصواريخ، أي أكثر من 100 صاروخ بقليل، توزعت بين "لواء عاصفة الشمال" في أعزاز وريف حلب الجنوبي، و"لواء التوحيد" في حلب، و"صقور الشام" في إدلب وحلب، و"الفاروق" في حمص وإدلب، وأنه على الرغم من أن كل الكتائب والألوية التي تسلمت هذه الصواريخ في دمشق تابعة للجبهة الجنوبية التابعة بدورها لهيئة الأركان، فإن معظم الكتائب التي تسلمت هذه الدفعة، سواء في دمشق أو خارجها، ذات طابع إسلامي بحت ومعظمها متشدد، كـ"أحرار الشام"، و"صقور الشام"، و"الفاروق"، و"التوحيد"، و"لواء الإسلام"، وأن الدفعة الحالية لم توزع عبر رئاسة الأركان، وأن الحصة التي ستحصل عليها الأركان جاري بحثها"، مشيرًا إلى أن درعا ليست ضمن المعادلة الحالية، بل في دفعات لاحقة.
وأكد ضابط قيادي رفيع المستوى في "الحر"، في حديث له، أن "الاتفاق وضع منذ شهرين على توزيع شحنات السلاح النوعية على أربعة أقسام بالتساوي، وبغض النظر عما يمثل كل فريق من هذه على الأرض"، موضحًا أن هذه الجهات التي ستوزع السلاح الثقيل هي (الأركان، وأحرار الشام، وأحفاد الرسول، ولواء الإسلام)، معتبرًا أن هذا "التوزيع جزء من الاتفاق الذي رضيت به تلك الدولة الإقليمية، لكف يدها مستقبلاً عن التدخل في الشأن السوري".
وأعلنت مصادر عراقية مطلعة، عن مشاركة قرابة 5 آلاف مقاتل عراقي ينتمون إلى 6 ميليشيات شيعية في المعارك الدائرة في سورية إلى جانب القوات الحكومية، مشيرة إلى أن "المتطوعين الذين يتم نقلهم إلى سورية، يقاتلون في مناطق السيدة زينب وبلدات في ريف دمشق ومناطق عدة في العاصمة، بالإضافة الى مدينة حلب وحمص".
وقالت المصادر ذاتها، "إن المقاتلين العراقيين الشيعة يتوزعون على كتائب (عصائب أهل الحق)، وكتائب (حزب الله)، و(لواء أبو الفضل العباس)، وكتائب (سيد الشهداء)، وحركة (النجباء)، و(أفواج الإمام العباس)"، موضحة أن تنظيم "أفواج الإمام العباس" شكّل قبل أيام، برعاية القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي الشيخ جلال الدين الصغير، حملة تطوع كبيرة للقتال في سورية إلى جانب القوات الحكومية، تضم متطوعين من أتباع الصغير الذي يشرف على مسجد براثا في بغداد، ونظم تعبئة واسعة خلال الفترة الأخيرة".
وأكدت مصادر سورية مطلعة، لصحيفة "الوطن" السعودية، أن "مطار المزة العسكري الذي استهدف في تفجير ضخم هز ضواحي العاصمة دمشق، يتضمن سجنًا سريًا يحوي آلاف المعتقلين السوريين، ممن تصنفهم حكومة دمشق بأنهم مخربون وإرهابيون، وأن القوات السورية تعمل في مدنٍ عدة على تسليم هويات أعداد كبيرة من المعتقلين السوريين إلى ذويهم، وإبلاغهم بمقتل أبنائهم، من دون إعادة جثث القتلى بعد تصفيتهم، حيث تُصنفهم القوات الحكومية بأنهم قادة حراك عسكري، أو مقاتلون، وحينًا "إرهابيون".
وتوقعت المصادر، "لجوء السلطات السورية إلى تصفية المعتقلين، للتخلص من التكلفة المادية التي يتطلبها الاعتقال، في وقتٍ تشير فيه تقديرات إلى أن دمشق تتحفظ على أكثر من 100 ألف معتقل".