قرطبة - رياض أحمد
استضافت مدينة قرطبة الاسبانية أمس الخميس اجتماعاً موسعاً للمعارضة السورية ضم للمرة الاولى أحزاباً وشخصيات من كل الاتجاهات بمن في ذلك عدد من المعارضين الإسلاميين، في مسعى للتوصل إلى موقف مشترك من المشاركة او عدمها في مؤتمر جنيف 2 المقرر عقده في 22 كانون الثاني/ يناير الجاري مع ممثلين للنظام السوري بهدف ايجاد حل سياسي للازمة السورية.
ويشارك في اجتماعات قرطبة التي تستمر اليوم الجمعة أيضا، أعضاء "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" الذي يدعمه الغرب ومبعوثون من جماعات معارضة داخل سوريا لا يرفضها الرئيس بشار الأسد لأنها لا تطالب برحيله وهو السبب ذاته الذي يفقدها ثقة عدد كبير من أعضاء المعارضة في الخارج.
وصرح المعارض كمال اللبواني بأن معظم الأطياف السورية ممثلة في اجتماع اسبانيا بل أن شخصا من الأمن السوري مؤيد للأسد يشارك فيه. وأضاف أن ثلاثة على الأقل من أعضاء "الجبهة الإسلامية" جاؤوا أيضا لحضور الاجتماع. وتضم الجبهة ألوية إسلامية عدة تمثل قطاعاً عريضاً من المقاتلين في الميدان وترفض سلطة الائتلاف الوطني.
وقال اللبواني إن الخلافات بين الوفود عميقة لدرجة يصعب معها تجاوزها في الاجتماع الذي يهدف إلى إقامة حوار بين تلك الوفود. ويرى ديبلوماسيون أن الاجتماع هو بمثابة إقرار بأن الائتلاف الوطني المنقسم الذي لم يقبل رسمياً حتى الآن الدعوة لحضور مؤتمر جنيف 2، يفقد نفوذه في الميدان وأن ثمة حاجة الى تكتل أشمل قبل مؤتمر جنيف.
وقال أحد منظمي الاجتماع المعارض فواز تللو إن الاجتماع يعد له منذ ثلاثة أشهر ليضم جميع أطياف المعارضة السورية كي نجلس معاً ونضع رؤية مشتركة. وأضاف أن الاجتماع لا يتعلق بانتخاب قيادة أخرى أو تحديد المندوبين المشاركين في جنيف.
وقال الشيخ محمد اليعقوبي احد وجوه المعارضة في مستهل الاجتماع المقرر أن يستمر حتى مساء اليوم الجمعة : "نجتمع هنا رغم الاختلاف في الآراء لنخرج بموقف موحد يمكن أن يذهب ببعض الشتات والتفرق الذي عصف بهذه الثورة وممثلي هذه الثورة".
واعلنت وزارة الخارجية الاسبانية في بيان انها تقدم بالتعاون مع هيئة دار العرب العامة "الدعم اللوجستي اللازم لاجتماع قرطبة لاعضاء المعارضة السورية لنظام الاسد وممثلي المجتمع المدني". ووصفت المشاركين في الاجتماع بـأنهم "الاصوات المهمة في المعارضة المشمولة بهدف الاندماج والاعتدال"، مشيرة الى انها تتوقع مشاركة "120 الى 150 عضوا في أحزاب سياسية ومجموعات من المجتمع المدني وقادة روحيين واجتماعيين" لعقد الاجتماع الذي ينظم ايضا بالتعاون مع خارجية الاتحاد الاوروبي. وأوضحت ان "اجتماع قرطبة يريد ان يعطي فرصة جديدة للسماح بالتحاور وبالحد من انقسامات المعارضة السورية في اطار عملية جنيف - 2 والعملية السياسية الانتقالية في البلاد"، من دون ذكر المجموعات او الائتلافات الممثلة.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس انه واضح ان مؤتمر جنيف - 2 ينبغي اذا انعقد أصلا ان يركز على انشاء الهيئة الانتقالية التي ستضطلع بسلطات الأسد.
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان أن وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري اتفقا على مواصلة العمل المشترك للتحضير لجنيف 2 خلال لقائهما المقبل في باريس في 13 كانون الثاني الجاري.
وفي موضوع ذي صلة، أوردت وكالة أنباء "إيتار ـ تاس" الروسية الرسمية أن وزارة الخارجية أبدت أسفها لاستمرار "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في طرح شروط مسبقة لمشاركته في جنيف 2.
الى ذلك التقى المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف السفير السوري في موسكو رياض حداد وبحث معه في التحضيرات لجنيف - 2 .
يذكر ان الاجتماع في قرطبة اختارت مكانه الحكومة الاسبانية نظرا الى أهميتها التاريخية عاصمة للخلافة الاسلامية خلال القرنين العاشر والحادي عشر للميلاد. وقد تجول المشاركون في الاجتماع داخل جامع قرطبة وهو مسجد سابق تحول الى كاتدرائية ميسكيتا حاليا.