واشنطن - رولا عيسى تعرض حاليًا شقة مايفير الفاخرة التي قام مصمم الأزياء اللامع ألكسندر ماكوين بإعادة تجديدها للبيع، وذلك بعد 3 أعوام من انتحاره المأساوي. وذلك بعد أن أنهى المدير التنفيذي جاري برين العمل الذي بدأه ماكوين، وفقًا لمقال نشرته "ذا تايمز"، الإثنين. ومن غير المرجح أن تكون الشقة تم تصميمها بديكور غريب الأطوار، اختاره كبير المصممين السابق لجيفنشي لنفسه. ولكن الشقة،

التي تقع على مساحة 2500 قدم مربع، وتحتوي على 3 غرف للنوم، 2 منهما مصممة بفناء خاص بها بالإضافة إلى حمامات داخلية، هي منزل لشخص ثري حقًا.

ومن المقرر عرض منزل المؤلف بي جي وديهاوس PG Wodehouse، (حفيد الملكة فيكتوريا)، الذي يقع في شارع ديونرافين Dunraven، في السوق، من خلال الوكيل العقاري "نايت فرانك Knight Frank"، مقابل 7.25 مليون جنيه إسترليني.
وبعد عام من العثور على ماكوين مشنوقًا، بعد انتحاره في العام 2010، قامت شركة التطوير العقاري أسبير Aspire باستغلال المنزل، بتمويل من قرض متخصص من دراجونفلي بروبيرتي فاينانس Dragonfly Property Finance.

وبينما كانت الألوان المحايدة الموجودة في التصميم الداخلي أقل من المحافظة، فقد احتفظ المصمم بمخزن النبيذ، وهو المكان الذي تحدث عنه ماكوين بحماسة في آخر حوار له قبل وفاته.
وكانت عائلة بينو Pinault (غالبية المساهمين الفرنسيين في بيت أزياء ماكوين وأصحاب مزرعة العنب وصناعة النبيذ) ترسل كل عام حقيبة تحتوي على أفضل النبيذ لديهم، والتي يبلغ عمرها 40 عامًا.
وقال هاربر بازار Harper's Bazaar من قبل: يجب أن يكون كهفي (منزلي) مليء بـ "لاتور Latour"، ولم يزل لدي 28 زجاجة متبقية. ويرسل لي فرانسوا هنري بينو كل عام حقيبة بها مذكرة تطلب أن أترك النبيذ الذي يوجد داخلها 6 أعوام على الأقل، ولكني قمت بشرب ما في الحقيبة كله في عيد الميلاد، أحببتها جدًا.
وتحدث ماكوين بحماس لـ "جودفري ديني Godfrey Deeny" في المجلة، قائلا "يمكن للمرء أن يقول أنه حريص على نحو يائس بالانتقال إلى منزله الجديد، متلهف للحصول على الأعمال الفنية التي اشتراها، حريص على المشي مع الكلاب في حديقة هايد بارك، ويريد أن يقوم بالكثير من أعمال الطهي".
وكان ماكوين متحمس للغاية وهو يشرح كيف يحصل على بويابيز جيدة، ولكنه لم يكن قادرًا على إعداد شربة السمك المفضلة إليه في منزل الأحلام الخاص به. ولقد عثرت عليه مربية المنزل مشنوقًا في منزل آخر خاص به، في جرين ستريت في لندن في شباط/ فبراير 2010، بعد فترة قصيرة من الحوار.
وولد ماكوين في ليويشام Lewisham في جنوب لندن في العام 1969، وكان أصغر إخوته الـ 6. وكان والده سائق لتاكسي ووالدته مدرسة للعلوم الاجتماعية. وبعد فترة قصيرة من ولادته، انتقلت عائلته إلى منزل صغير في ستراتفورد (شرق لندن). ولقد ترك مدرسته وهو في الـ 16 عامًا، وعرض عليه التدريب مع سافيل رو، وكانت البداية مع أندرسون آند شيبورد. بعدها انتقل للعمل مع جيفس آند هوكس في الشارع ذاته. وحينما كان هناك كان يطور تصميماته بطريقة ذكية، حتي أصبح في أقل من 10 أعوام، واحد من أكثر مصممي الأزياء شهرة واحترامًا في العالم. وبعد ذلك عمل مع كوجي تاتسونو Koji Tatsuno، ومن ثم مع روميرو جيجلي في ميلان، وعاد إلى لندن، حيث استكمل درجة الماجستير في تصميم الأزياء في وسط سانت مارتينز. وعندما عرض محفظة أعماله في العام 1992، سرعان ما التقطتها بالكامل إيزابيللا بلو، محررة الموضة في مجلة تاتلر. لكن فرصته الحقيقية وأكبر نجاح له جاءه مع العام 1996، عندما تم تعيينه كبير المصممين في دار الأزياء الفرنسية المعروفة "جيفنشي". وقد تم تسليط الضوء عليه في العام ذاته 1996، عندما طلب منه أسطورة البوب ديفيد باوي تصميم خزانة ملابسه التي يحضّرها لجولاته المقبلة. كما أنه صمم أيضًا السترة الشهيرة، التي ارتداها جاك باوي على غلاف ألبومه المعروف أبناء الأرض.
وفي العام 1997، تعاون ماكوين مع المغنية الأيسلندية بيورك، حيث قام بتصميم غلاف ألبومها "هوموجينيك"، وكذلك تصميم ما ارتدته أثناء الفيديو كليب الخاص بها، والمسمى "مكالمة إنذار واحدة".
وفي 2009 (العام السابق لوفاته) غامر مرة أخرى بالدخول إلى عالم موسيقى البوب، عندما طلبت منه ليدي غاغا تصميم بعض الملابس الخاصة بالفيديو كليب الخاص بها رومانسية سيئة.
وخلال مسيرته المهنية اللامعة، والتي وصف خلالها بـ "الولد الشقي" و"همجي الأزياء الإنجليزية"، فاز ماكوين بلقب مصمم بريطانيا الأول 4 مرات بين عامي 1996 و2003، وكذلك المصمم الأول على المستوى الدولي للعام 2003، وذلك من قبل مجلس مصممي أزياء أميركا. لكن رغم شهرته وثروته، كان هناك مشاكل عديدة في حياته الشخصية.
وقال صديق المصمم ديفيد لا شابيل، عن الفترة التي سبقت وفاته: إنه كان مستاء للغاية، ويكثر من تناول المخدرات. وقد انتحر ماكوين بعد 9 أيام فقط من وفاة والدته بمرض السرطان، وقبل أيام فقط من بدء أسبوع الموضة في لندن.
وترك ماكوين رسالة تقول: اعتنوا بكلابى، آسف، أحبكم.