مراكش ـ ثورية ايشرم
يتنوع المغرب بمنتجاته الاقتصادية والسياحية والطبيعية، حيث يزخر بالعديد من المعالم التي تجعله قبلة مفضلة لدى السياح الأجانب، لاسيما موقعه الجغرافي الذي يمكنه من احتلال المراتب المتقدمة في التصنيف العالمي السياحي، ومن السياحة التاريخية العتيقة التي يفضلها الأجانب في زيارتهم إلى مدن فاس والرباط ومراكش، إلى سياحة الأعمال في مدينة الدار البيضاء، إلى السياحة الشاطئية في المدن الساحلية، وصولاً إلى السياحة الصحراوية في مدن الجنوب التي أصبحت الجهات المعنية توليها اهتمامًا كبيرًا من أجل النهوض بها إلى الإمام وجعلها مقصدًا للاستمتاع وقضاء أوقات مميزة بين الكثبان الرملية في مدن الجنوب كمدينة العيون الساحرة بجمالها الطبيعي وواحاتها الغناء بأشجار النخيل المثمرة، أو مدينة الداخلة التي تمتاز بجمعها بين سحر البحر في وسط الصحراء، في مناظر لا يمكن نسيانها أو إيجاد مثيل لها في مكان آخر.
كما لا ننسى مدينة ارفود التي تمتاز بجمالية خلابة ومناظر رائعة وسط الصحراء المغربية حيث تقام رحلات رائعة لاكتشاف سحر الثقافة الحسانية .
وفي الوقت الذي يتباهى الكثيرون بزيارات المدن المغربية والاعتزاز ببناياتها ومنتجعاتها السياحية ومؤسساتها الراقية، نجد نوعًا من السياح الذين يعشقون هذه المنطقة المميزة بكثبانها وتلالها الرملية، التي يقصدها السياح من أنحاء المعمورة، ففيها يقف السائح مبهورًا من منظر هذه الكثبان والتلال الذهبية، التي تتحول إلى أمواج متحركة ، ويزداد الانبهار إثارة عند غروب أو شروق الشمس، أو حين يدفن السائح جسمه في الرمال الساخنة، أو تتحول تجربة النوم في الخلاء الرملي إلى متعة شخصية لا تتكرر، يودع خلالها النهار بغروب مثير للشمس، ويستقبل النهار الموالي بشروق ممتع ورائع ، يزيد من نشاط الجسم وحركته التي لا تتوقف طيلة المدة التي يقضيها في المنطقة ، كما انه يستمتع بممارسة مختلف الرياضات من بينها ركوب دراجات الكوض او الاستمتاع بسباق من خلال سيارة رباعية الدفع ، علاوة على الاستفادة من ركوب الجمال والتجول بين أحضان الصحراء الساحرة
ويكتشف السائح في سكان المناطق الصحراوية طيبة قلوبهم، التي تظهر في تقديم استقبال حار بوجوه بشوشة مغطاة باللثام الذي يعد لباسا تقليديا يميز المنطقة والذي لا يتخلون عنه أينما حلوا وارتحلوا ، ويظهر حبهم للزوار كيفما كانت جنسيتهم في كرم ضيافتهم واستقبالهم بالتمر والحليب وكوؤس الشاي الصحراوي الذي يتميز في المناطق الصحراوية دون غيرها بمذاق فريد ومميز.
وتجعل هذه مميزات السياح الوافدين على المنطقة من الجنسيات المختلفة خصوصًا البريطانيين واليابانيين والاستراليين يشعرون بإحساس مختلف وسط بحر رملي لا يكسر سكونه سوى العواصف الرملية بين الفينة والأخرى، منظر رائع وسحر خلاب لا يدركه إلا عشاق الصحراء وعشاق المغامرات واكتشاف خبايا الطبيعة الذي يتميز به الأجانب عن العرب لدرجة أنهم تحولوا إلى مستثمرين في القطاع بشكل ممتاز، وهي ثقافة لم يصل إليها بعد المغاربة الذين يتجاهلون السحر الذي تتميز به بلدهم، إذ ما يزالون منشغلين بالاستجمام بين شواطئ المدن الساحلية وقضاء العطل في بعض المناطق ذات الطبيعة الخضراء .