مراكش ـ ثورية ايشرم
تركّز النشاط السياحي الرسمي للمملكة المغربية، منذ عقود، على الموروث الثقافي الذي تعرضه المدن العتيقة الغنية بمآثرها التاريخية، وصناعاتها التقليدية، والتي تتقدمهما مدينة مراكش، التي تميزت منذ عصور ولت باحتلالها المراتب المتقدمة في مجال السياحة، سواء الداخلية أو الخارجية.وتعتبر السياحة المغربية الركيزة الأساسية والأولى لاقتصاد المملكة، فهي النواة الأولى التي يعتمد عليها مجال الخدمات للنهوض بالمملكة المغربية نحو التقدم.
وعرفت السياحة في الأعوام الأخيرة تقدمًا ملحوظًا حقق نتائجًا مرضية جدًا، وذلك يرجع إلى مواقع التراث العالمي، التي يتوفر عليها المغرب، والتي تتقدمها سياحة المدن العتيقة، التي تلقى إقبالاً كبيرًا من السياح الأجانب، من مختلف الدول.
وتعدُّ مراكش من المدن الإسلامية التي كانت في عهد قديم عاصمة للمغرب، وتميزت بثقافتها الشعبية، ومرح سكانها، الذي مازال حتى الآن أكثر ما يميز ساكنة مراكش، وهي تعتبر متحفًا مفتوحًا ينبض بالتاريخ، وتضم سلسلة من الأسواق التقليدية، والفنادق التاريخية، يأتي في مقدمتها فندق "المامونية"، الذي يعد معلمة تاريخية يحج إليها الزوار لاكتشاف معالمها على اعتبار أنه تحفة فنية، تتوسطها صومعة الكتبية.
ويثير اهتمام زوارها قصر "البديع"، واستراحة المنارة، وحدائق أكدال، علاوة على عالم الصناعة التقليدية، المتنوع بين صناعة الجلد والخشب والجبص والنحاس والفضة وزخرفة الفخار، وغيرها من الأشياء التي تجذب السياح.
ويأتي هذا فضلاً عن قلبها النابض الذي يبقى ممثلاً في ساحة "جامع الفنا"، التي صنفتها هيئة "اليونيسكو" تراثًا إنسانيًا عالميًا للآداب والفنون الشفوية، والتي تعتبر فضاء مفتوحًا للفرجة الشعبية الأصيلة، بمختلف أشكالها وألوانها.
ولم تكن صدفة أن يتم اختيار مراكش لاحتضان المهرجان الوطني للفنون الشعبية، ذلك أنها مدينة شعبية بامتياز، وهذه من بين أكثر العوامل التي تحفز السائح لقضاء عطلته بين أحضانها، حيث يقع اختياره غالبًا على الإقامة في دور الضيافة العتيقة، والرياض القديمة، التي تتحدث عن تاريخ عريق مميز، عايشته المدينة منذ قرون، وبقيت آثاره تميز كل الأركان في المدينة الحمراء، التي تستقبل السائح بذراعين مفتوحتين، وتمنحه عطلة مميزة.