مراكش ـ ثورية ايشرم
تشهد "المدينة الحمراء" ارتفاعًا شديدًا في درجات الحرارة، خلال الأيام الأخيرة، على غرار باقي المدن المغربية، لاسيما الجهة الجنوبية، وتجاوزت 48 درجة مئوية في مراكش، إلا أنَّها لا تُعتبر مانعًا لتوافد السياح الأجانب على هذه المدينة، بل عاملا أساسيا ومهما جدا لاستقطابهم. ومع ارتفاع درجة الحرارة ترتفع نسبة الزوار الذين يختارون مراكش لقضاء عطلتهم وعيش تجربة فريدة من نوعها، التي بات يعتبرها المراكشيون تجربة جنونية، لاسيما أنهم يفضلون ترك مدينتهم في هذه الفترة والتوجه إلى المدن الشاطئية والضواحي حيث تنخفض درجة الحرارة، ما يمكنهم من الاستمتاع والابتعاد قليلا على ظاهرة الحرارة التي باتت تثقل كاهلهم، إلا من أرغمته ظروف العمل على البقاء.
ومنذ بداية فصل الصيف؛ تشهد مراكش إقبالا كبيرا من طرف السياح الأجانب كعادتها، فلا يمكن أن تمر من مكان دون أن تصادف تلك الوفود السياحية التي تجاوز عددها سبعون شخصا من رجال ونساء وأطفال يحملون حقائبهم على ظهورهم وقنينات الماء المعدنية الباردة مع قبعات تحميهم من أشعة الشمس الحارة التي يعتبرونها متعة أكثر مما يعتبرونها حارة لاسيما أن أشعة شمس مراكش ليست محرقة كباقي المدن الأخرى بل تمنحهم تلك السمرة التي يهاجرون بلدانهم ويتوجهون إلى المغرب من أجل اكتسابها والاستمتاع بها.
ويستلقي معظم الأجانب في الحدائق العمومية تحت أشعة الشمس في ظاهرة جديدة وفريدة من نوعها اجتاحت حدائق المدينة، وهو الأمر الذي استغربه سكان المدينة لاسيما أنهم لم يعتادوا على المرور من الحدائق ويجدوها ممتلئة بالأجانب وهم مستلقون على المناشف تحت أشعة الشمس، ثم تجدهم ينتقلون من مكان إلى آخر يكتشفون مختلف الفضاءات والمعالم التاريخية والسياحية والثقافية والطبيعية والبيئية والمتاحف والأسواق التقليدية والشعبية، يلتقطون الصور التذكارية لكل مكان على حدة ونادرا ما تجدهم يلتقطون لأنفسهم فهم عشاق التصوير الفوتوغرافي للاماكن والمعالم أكثر من إقبالهم على التقاط صور شخصية لهم.
وتُعتبر الحرارة المرتفعة التي تشهدها المدينة الحمراء من أكبر العوامل التي تساهم في استقطاب السياح في فصل الصيف، التي تجذبهم لقضاء عطلهم وأروع الأوقات التي لا تنسى، سواء وقع اختيار الإقامة على فندق مصنف أو عادي أو حتى منتجع سياحي في مراكش أو خارجها، أو حتى على رياض عتيق فهذا لا يهم المهم هو زيارة المدينة التي تفتح أبوابها السبعة على مدار العام لاستقبال الراغبين في اكتشافها والاستمتاع بجمال مناظرها الخلابة المميزة سواء داخل المدينة أو خارجها باختيار منطقة أوريكا أو تغدوين أو مولاي إبراهيم أو غيرها من المناطق المجاورة للمدينة التي لا يمكن لزوار مراكش أن يحطوا الرحال في المدينة الحمراء دون التوجه إلى إحداها لاكتشاف معالمها وخصائصها الطبيعية المميزة التي لا تختفي على مدار الفصول السنوية والتي تتنوع لتخلق نوعا من التغيير الذي يبحث عنه كل شخص لعيش ما هو جديد ويجعله يشعر بالانتعاش والنشاط والحيوية.