الجزائر - سمير عوام
تحولت عروس "الزيبان" بسكرة الجزائرية هذه الأيام إلى فضاء مفتوح على ترويج السياحة الدينية ،وذلك احتفالا بوعدة الولي الصالح سيدي عقبة ،حيث تنوعت الاحتفالات بين أهازيج القصبة و زغاريد النسوة و صوت البارود ورقصات الخيل و التي صنعت بدورها لوحة فنية رائعة تجذب لها الزوار من كل حدب وصوب ، وسجل توافد واسع للسواح جاؤوا منذ أيام من أجل حضور هذه الاحتفالية و التعرف على جمال
عاصمة الزيبان بسكرة والتي تعتبر مهد الحضارات وهمزة وصل بين الشمال و الجنوب
تتوفر بسكرة الجزائرية بوابة الصحراء العميقة على عدة معالم سياحية فريدة من نوعها منها شرفات غوفي والتي تتواصل مع مدرجات و كهوف و مسالك القنطرة لتشكل في الجهة الشمالية للمتحف فسيفساء رائعة أعطت لحدائق "شنوش"ميزة خاصة من حيث جمالية المكان والذي تتدفق منه مياه صافية رقرارقة تطفئ لهيب العطشان ، وعلى بعد أمتار تصادفك غابات النخيل الخضراء ومزارع "لدوسن"والتي كونت خلال فصل الربيع مروج دائمة الاخضرار لأنها تطل فوق هضبة يافعة بمياه الينابيع و وديان الجدي و الباراج.
و عليه فإن السياحة الجزائرية قد حولت هذه المناطق و المعالم إلى مقصد حقيقي يرتاح فيه الزوار و المتوافدين على الصحراء في هذا الموسم الربيعي قصد التعرف على ما تكتنزه الجزائر من مقومات طبيعية هائلة فاقت جمال مدينة ريوديجانيرو ،خاصة أن الهندسة التي تتوفر عليها شرفات غوفي تكونت عبر الأزمنة و لم تعبث بها يد الانسان قطا ،و إنما تدخلت جعية حماية آثار مدينة بسكرة لتحيطها بجدران مبنية من الطوب الأحمر وهذا أعطى لها لمسة سحرية
و في سياق متصل يعتبر مزار سيدي عقبة ابن نافع منطقة استراتيجية بفضل التوافد القوي للمؤرخين و المثقفين و العلماء للتعرف على آثار هذا الرجل الصالح الذي حرر الجزائر من الصليبية، باعتباره فارساً مغواراً .
وحسب وزارة الثقافة فإنه يتوافد سنويا على مدينة بسكرة أكثر من 10ملايين سائح يأتون لحضور وعدة سيدي عقبة بن نافع و التعرف على الأماكن التي صنعت ملحمة في الصحراء الجزائرية ، و التي نقلت عن طريق الأشعار و القوال إلى آخر نقطة من العالم لأنها تروي تضحية إمرأة فاتنة الجمال ولدت في الزيبان و ترعرعت بين الواحات وغابات النخيل يصفها الشعراء أنها تملك جمال ساحر ،سحرت ابن عمها سعيد وليلة زواجه منها توفيت العروس ليتم دفنها عند مدخل سيدي عقبة و منذ ذلك الوقت تحول ضريح هذه المرأة إلى مقصد للعشاق وحتى العرائس والذين يأخذون معها صورة تذكارية ،و هناك من يعقد قرانه أمام ضريح حيزية وذلك ليؤكد حبه و وفائه لزوجته ،هذه الرويات و القصص تعتبر جزأ من الثقافة الشعبية و التي صنعت هي الأخرى سياحة مميزة لمدينة الزيبان بسكرة الجزائرية