الجزائر - سميرة عوام
تعتبر مدينة جنات السياحية الموجودة في عمق الصحراء الجزائرية محجًا ومقصدًا لأكثر من 4 ملايين سائح أجنبي، حسب إحصاءات وزارتي السياحة والثقافة خلال الأعوام الأخيرة، والذين يجدون هذه المدينة الساحرة كملجأ لهم للتمتع بالكثبان الرملية وإشراق وغروب الشمس في الوقت ذاته ، إلى جانب تميّزها بسلسلة من التضاريس والصخور ذات الأشكال الهندسية الفريدة من نوعها جعلت منها جنة تتوفر على كل المقومات الجمالية، وتقع مدينة جنات في أقصى الجنوب الجزائري، يحدّها من الشرق ليبيا ومن الجنوب نيجريا، ونظرًا لأهميتها الاقتصادية والثقافية أدرجتها الجزائر ضمن المناطق الأكثر جذبًا للسياحة الأجنبية في قارة أفريقيا، والجميل في هذه المدينة أنّها تتكون من خليط من السكان منهم الطوارق باللغة الترقية ويحسن المثقفون منهم اللغة الفرنسية للتواصل مع السائحين الأجانب، خصوصًا منهم الفرنسيين والمختصين في الآثار والبحوث التاريخية، وما يميّز سكان مدينة جنات هو انفتاحهم على الثقافات الغربية المختلفة، فرغم لباسهم التقليدي، إلا أنّ الرجل الأزرق لا يجد إشكال في التواصل مع الشعوب الأخرى على منطقة الحدود.ويقابل الزائر إلى مدينة جنات الجزائرية الواحات والكثبان الرملية والتي تشكل له بانوراما جميلة، وتتعانق الطبيعة مع متحف الهواء الطلق والذي يعتبر أكبر متحف في الجزائر، وهو الأول على مستوى المغرب العربي نظرًا لوفرته على آثار وكتب تاريخية ثقيلة تحكي عن الحضارة الفينيقية، وفي الجهة السفلى من المتحف تجد رسومات وزخارف وكتابات قديمة وآثار تعود إلى 3000 عام قبل الميلاد، والمواطن التارقي يجيد الحفاظ على هذا التراث الذي يعتبره مكسبًا سياحيًا ثقافيًا من خلاله يعرف العالم على ما تكتنزه الجزائر العميقة من تراث مادي وتاريخي يشهد على قوتها ووجودها في المحافل الدولية، وبعض المترات من متحف الهواء الطلق تجد أكبر محمية تحتوي على حيوانات نادرة وهي الغزلان والجمال، إلى جانب النمور والفهود والنعامة والفنك، وهي مكونات رائعة زادت من جمالية المكان، ولا يقف جمال المدينة عند هذا الحد، بل إشراقه الشمس وغروبها من منطقة واحدة تحتضنها الكثبان الرملية والسلاسل الجبلية التي تعرّف الزائر بأنّ هناك حضارات مرت من هنا، وذلك لتوفرها على الرسومات النادرة التي ينعكس شكلها في البرك والتي خصصتها وزارة السياحة للسباحة وتمتع السياح بمائها الدافئ.