لندن ـ سامر شهاب
تم إغلاق 401 حديقة وطنية في جميع أنحاء البلاد، من حديقة "يلو ستون" الوطنية، في وايومنغ، إلى تمثال الحرية في نيويورك، أمام السياح، فضلاً عن 19 متحفًا، وصالات العرض التي يديرها معهد "سميثسونيان" في واشنطن.
ولا يمكن للسياح البريطانيين في أميركا استرجاع المبالغ التي تم دفعها للعطلة، ما لم يكن جزء كبير من رحلتهم قد تضرر نتيجة قرار إغلاق الحدائق الوطنية في الولايات المتحدة.
وتأتي عمليات الإغلاق نتيجة لقرار مجلس الشيوخ، بعدم القدرة على الاتفاق على الميزانية الجديدة للدولة، ما أدى إلى الجمود والإغلاق الفوري للخدمات الحكومية غير الضرورية.
ووفقًا لـ "ABTA"، يوجد حوالي 30 ألف بريطاني في الولايات المتحدة، في الوقت الراهن، منهم من يضع المتنزهات الوطنية ضمن قائمة البرنامج الخاص بالعطلة، وسيكون لديهم بدائل لتلك الأماكن، ولكن لن يستطيعو المطالبة باستعادة المبالغ، حيث لا يتم تقديم البدائل نفسها للمسافرين غير التابعين لشركات سياحية.
وأوضح المتحدث باسم "ABTA" شون تيبتون أن "منظمي الرحلات السياحية سيتخذون قرارات بشأن المسارات والمبالغ المستردة، مع مواعيد المغادرة، لأن الوضع يمكن أن يتغير في أية لحظة".
وقال موقع منظمة "Active holiday operator Trek America" أنها "تراقب الوضع عن كثب"، موضحًا أنه "نظرًا لإغلاق خدمات حكومة الولايات المتحدة أمام الزوار، بما في ذلك الحدائق الوطنية، والمعالم والأراضي الأخرى، ستقوم المنظمة، بالتعاون مع جراند تورز الأميركية، في تقديم وعرض المناطق غير المتضررة، أو التي تتميز بجذب سياحي أيضًا، مثل بحيرة تاهو، عوضًا عن منتزه يوسمايت الوطني، أو زيارة سارية العلم، وجراند كانيون، وهي المنطقة التي تدار بواسطة أمة هوالابي، وقد تكون ما زالت متاحة، ونحن نبحث بعناية في أفضل الخيارات المتاحة".
من جانبه، أصدر موقع "Brand USA"، الذي ينشط السياحة الأميركية، بيانا قال فيه "سيتم إغلاق 401 من المتنزهات الوطنية في أميركا، بسبب قرار الحكومة، وسيتم إلغاء البرامج التعليمية، والمناسبات الخاصة، ومنح الفنادق والمخيمات 48 ساعة للمغادرة"، مؤكدًا أنها ستعود جميعًا إلى العمل حال تمويل الحكومة".
وحاولت "جراند كانيون" التغلب على الإغلاق، وأن تبقى مفتوحة، حيث أن تشرين الأول/ أكتوبر هو واحد من أكثر الأشهر ازدحامًا، ولكنها انضمت لـ 400 متنزه وطني، وقامت بإغلاق أبوابها أمام السياح، الذين يصل عددهم إلى ما يقرب من 18 ألف شخص يوميًا، في هذا الشهر، لاسيما عقب تصريح مكتب النائب العام لولاية آريزونا جان بريور، مساء الثلاثاء، بأن "أية خطة لإبقاء المتنزه مفتوح، وهو ممول من الدولة ، يجب أن تحظى بموافقة المجلس التشريعي".
وخلال الإغلاق السابق، قبل 17 عامًا، تمكنت أريزونا من إبقاء "جراند كانيون" مفتوحًا، حتى أن السياحة لم تتأثر، على عكس ما يحدث اليوم، فقد تم إبلاغهم، الثلاثاء، أن عليهم ترك المتنزه، وإغلاقه، مع حلول الخميس، على أقصى تقدير.
وينفق زائري جراند كانيون في المتوسط 1.7 مليون جنيه استرليني يوميًا، خلال تشرين الأول/أكتوبر، وبيَّن المدير التنفيذي لمتنزهات ولاية أريزونا براين مارتن أن "هناك مال يكفي لإبقاء جراند كانيون مفتوحًا للزوار، ومع ذلك، لم يتم تقديم أي اقتراح رسمي".
وأوضح المتحدث باسم "Visit USA" جوناثان سلون، وهي جمعية لتنشيط السياحة إلى أميركا، أنه "في حين أن الوضع ليس مثاليًا، إلا أن هناك بدائل للسياح، وأضاف أن "أميركا بلد متنوع، وهناك الكثير لرؤيته، والقيام به، غير زيارة الحدائق الوطنية"، مُبينًا كيف يمكن للسياح التفاعل مع العديد من المواقع الرئيسية في أميركا، مثل جراند كانيون، على الرغم من إغلاقها، حيث قال على سبيل المثال "سكاي ووك، نقطة جذب جديدة في جراند كانيون الغربية، الذي يسمح للزوار باستكشاف ممر خاص على ارتفاع 4 ألاف قدم فوق قاع الوادي".
وأفاد السكان المحليين في المراكز السياحية أن هناك صعوبة في شرح أسباب إغلاق المتنزهات أمام السياح غير الناطقين باللغة الإنجليزية، وهم يحاولون دخول مناطق الجذب السياحي المختلفة.
وفي سان فرانسيسكو، كانت هناك طوابير من السياح، الذي جاءوا لزيارة جزيرة الكاتراز، وقال مايكل روسي، الذي كان في سان فرانسيسكو لأعمال تجارية "لقد جئت من إيطاليا، لدينا مشاكل سياسية هناك بالتأكيد، ولكن لا شيء يحدث من هذا القبيل".
وسخر المستخدمين من "غوغل"، عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، في تعليقاتهم لاحتفالها بعيد "يوسمايت 123"، عوضًا عن حدث إغلاق الحدائق العامة أمام الجمهور.