تونس ـ المغرب اليوم
فتح سائق السيارة جهاز الراديو لنستمع إلى أغنية من أغاني الراب العربي على الرغم من أنها لا تبدو مناسبة لسن الرجل لكنه فتحه وهو سعيد، وقال"إنها عن بن علي، الدكتاتور السابق، وعلى راديو الدولة".وظل يتابع النغمات بأصابعه ونحن نسير بين الأراضي الزراعية الخصبة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في تونس".حاولت أن أخبر أطفالي أشياء عن الثورة في تونس لكنهم لم يهتموا،
وبمجرد مشاهدته المنطقة الزرقاء صرخ ابني الذي يبلغ من العمر 6 أعوام "البحر البحر"، بعد ذلك لمحت ما يبدو وكأنه مزارع العنب الأحمر وهو ما لم أتوقع أن أجده في بلد إسلامي.تونس تثير الدهشة في نواح كثيرة، خلافا لجيرانها، تونس لديها رعاية صحية مجانية للمواطنين (وهي الوجهة المفضلة بالنسبة للليبيين الذين يحتاجون إلى علاج) والتعليم، ولكن لسوء الحظ، يتخرج الشباب ليجدوا اقتصادا ضعيفا وصغيرا مع عدد قليل من الوظائف، وتم استخدام الإنترنت لإعلام وتوحيد صفوف لشباب خلال ثورتهم على بن علي وهروبه بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية لرعاية ملايينه، هناك بالفعل موعد للتصويت على الدستور الجديد ويبدو من المحتمل جدا أن يتبع ذلك تصويت لتشكيل الحكومة.الطريق إلى الديمقراطية، في تونس، يبدو واضحا، لكن الطريق إلى الثروة ليس كذلك. السياحة، وعلى وجه الخصوص، انهارت في أعقاب الانتفاضة، "أنه أمر مثير للسخرية فقد قال لي أحد الأشخاص إن الثورة قامت للمطالبة بالمزيد من فرص العمل، ونجحنا، ولكن انتهى الأمر بوظائف أقل.لقد لاحظت ذلك لأول مرة في فندقنا، وهو Iberostar Averroes في ياسمين الحمامات، جاءت ثورة كانون الثاني/ يناير عندما كان المكان يعج بالسياح الذين ينوون البقاء طوال فترة الشتاء، وتم إجلاء الجميع وترحيلهم إلى أوطانهم، ومع ذلك لم يكن هناك أي مشكلة في المنطقة والعديد رفضوا أن يذهبوا، بعد ذلك، توقفت الرحلات التي كانت تجلب الزوار لمدة شهور طويلة، وكان حال الفندق مثل معظم الفنادق في المنتجع، يستغل الوقت لتجديد المرافق وعمل صيانة إضافية.
لكن الموسم الجديد يتزامن مع أخبار سيئة من ليبيا وتدفق شهر نيسان/أبريل لم يحدث أبدا، حتى في عيد الفصح، كانت أرائك الحمامات الشمسية حول حمام السباحة كانت فارغة، حتى أنه جاء إليّ نادل، لم يكن النادل الخاص بطاولتي، للدردشة لأنه لم يكن لديه أي شيء آخر ليفعله. وقال لي "عادة ما يكون لدينا 1200 ضيف في الشهر. الآن لدينا بالكاد 400 ولكنه عدد غير كاف، يجب أن يعودوا",
ولكن ذلك لم يزعج أولادي، كان هناك ما يكفي من الضيوف الآخرين لتكوين صداقات جديدة وكانت هناك حالة من السعادة حول طاولة البلياردو وحمام السباحة الداخلي، كما قاموا بلعب كرة القدم والكرة الطائرة.
لم يكن لديّ ما يدعو للقلق، فقد كان يقول موظفو الفندق دائما "عاملوا هذا المكان وكأنه منزلكم". وكانوا يهتمون هم بالأطفال في أوقات الوجبات، فقد نزلت لأطمئن على ابني وقت تناول الطعام، ولكني وجدته بمساعدة رجال المطعم، يأكل في طبق تم إعداده جيدا واختار طاولته المفضلة وجلس في المساء، لم يكن هناك حقا ما يكفي من الضيوف لإشعال الأجواء في الديسكو، ولكن الدي جي استطاع أن يخرج مواهب الأطفال في الرقص.
خارج الفندق كانت الشوارع هادئة وحتى أصحاب العربات التي تجرها الخيول لم يكلفوا نفسهم عناء طلب الأسعار السياحية المعتادة واكتفوا بعرض الأسعار المحلية.
ليس من الصعب إقناع تاجر تونسي بأن يشكو من الأعمال، ولكن في الشوارع الفارغة في وسط المدينة يمكن أن تشعر بمعاناتهم، حتى في العديد من المحلات التجارية ذات السعر الثابت، حيث تشرف الحكومة على التكاليف من قبل الحكومة، يتم خفض الأسعار لجذب المبيعات، وقال صاحب أحد المتاجر 'نحن أشخاص ضعاف، ونحاول البقاء على قيد الحياة، بدافع الشفقة اشتريت لابنتي ملابس ولابني زوجا من الأحذية من علامة كونفيرس غير الأصلية وهي من موديلات قديمة (استمرت لمدة أسبوعين).
ولكن الغريب، أن عدم وجود عمل لم يترجم إلى زيادة مستوى الإزعاج، فتجار الشارع التونسي يشتهرون بالانتهازية، ولكن هذا العام يبدو أنهم أدركوا أن السياح منزعجون وذلك سيضر بمصالحهم على المدى الطويل.
أخذت الأطفال في جولة لبلدة الحمامات القريبة، التي أعطت مدينتها التي يرجع عمرها إلى 800 عام، فكرة أفضل عن تونس الحقيقية اليوم. كانت هناك بضع من المباني الحكومية المحترقة في وسط المدينة ولكن المناخ كان هادئا، وكان معنا فتاة إنكليزية تدعى تريسي وهي الدليل السياحي لنا ومتزوجة من رجل تونسي، وقالت إن أول فوج سياحي جاء لزيارة تونس بعد الثورة بقوا في غرفهم، ولكن الآن يتجولون في الشوارع، فالأجواء آمنة جدا هنا ولكن الخطر الأكبر هو أن تشتري سجادة".
التقينا بمزيد من التونسيين في سيدي بو سعيد، وهي قرية مبانيها كلها باللون الأبيض مع أبواب باللون الأزرق، على تلة على البحر على مشارف تونس.
الأسر المحلية تمشي وأذرعها في ذراع بعض بين محلات الحرف اليدوية التي لا نهاية لها. ربما يكون سوق العمل فقيرا، على الرغم من أنني اشتريت بعض العقارب المجففة، والصناديق المطعمة وألواح الخزف الجميلة، ولكن لم يكن هناك بالتأكيد أي علامة على الحماسة الثورية، ولكن كان هناك ذلك الشعور الواضح بالفخر والتفاؤل، فهناك شعور هائل بالإنجاز كونها أول دولة في الشرق الأوسط تطرد حاكما ظالما؛ بسرعة، وبطريقة سلسة مع الحد الأدنى من إراقة الدماء، لكن يبدو أن جميع الأجيال سعيدة مع النظام الجديد، ' في المقاهي كنا نتحدث عن كرة القدم،" وقيل لي "كنا نحصل على الأخبار من الفيسبوك. ونحن الآن لا نحتاج أجهزة الكمبيوتر، يمكن أن نتحدث كيف نحب".
تم هجر الموقع، الأطفال الأن يتسلقون الأحجار القديمة والتي تمثلها الأعمدة في حين تحدثت إلى مرشدة سياحية الألمانية تحدق في كل المساحات الفارغة، "منظمو الرحلات السياحية يقولون إن علينا خفض الأسعار، ولكن نحن بالفعل أرخص من مصر أو المغرب" .
هذا العام، رحلات الطيران إلى تونس أرخص حيث بلغ سعرها 12 جنيها إسترلينيا للفرد على عكس مصر التي وصل سعر تذكرة الطيران لديها 60 جنيها إسترلينيا.
لكن هناك شخصيات فلسفية لها وجهة نظر مختلفة وقال "نحن نعلم أن الأمر سيكون صعبا هذا العام، ولكننا الآن تخلصنا من الفساد، ويمكننا أن نبدأ حقا في النمو، العام المقبل سيكون أفضل" .
يمكنكم حجز رحلات إلى تونس من شركة توماس كوك من خلال (0844 412 5970 ، www.thomascookstyle.com ) وهناك عرض لمدة سبع ليال في فندق فور ستار إيبيروستار في ياسمين الحمامات مقابل 367 جنيها إسترلينيا للفرد، ويشمل السعر رحلات العودة والتحويلات.