الصويرة ـ عبد الله أكتاو
تشهد مدينة الصويرة على الساحل الأطلسي جنوب المغرب هذه الأيام توافد عدد من السياح اليهود المغاربة وذلك لإحياء حفل "الهيلولة" السنوي الذي يتضمن الترحّم والتبرّك بهؤلاء الأولياء، ويحضر اليهود المغاربة من مختلف بلدان العالم لهذا "الحج" السنوي خصوصا من بريطانيا وإسرائيل وكندا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية وغيرها. وموازاة مع هذا الإقبال الذي يقدر بقرابة 1500 يهودي، تشهد الفنادق نسبة إشغال قياسية خصوصا وأن الاحتفال بهذه الذكرى السنوية يتزامن وإقامة فعاليات ملتقى "روح موكادور" الذي انطلق قبل يومين، وهو ما دفع بالسلطات الأمنية في المدينة إلى تعزيز أعداد قوات الشرطة والقوات المساعدة وتشديد المراقبة الأمنية تأمينا لمرور الذكرى السنوية في أحسن الظروف وتفادي ما من شأنه أن يعكر صفو المناسبة على اليهود المغاربة الذين تعد مدينة الصويرة إحدى أهم المدن المغربية التي تستقبلهم. ويرجع أصل المصطلح «هيلولة» لإحدى العبارات كثيرة الورود في مزامير داوود وهي «هاليلو يا» أي «سبحوا لله»، وعزا أحد الباحثين المغاربة (محمد المدلاوي) أن أمية اليهود المغاربة ساهمت في تحريف بعض المصطلحات العبرية التي لا يفهمون معانيها إلى العربية المغربية، ليتم تدريجها في سياق يلائمهم أكثر فتحوّل مصطلح «هاليلويا» إلى «هيلولا». يذكر أن الاحتفال بليالي "الهيلولة" في أضرحة مدينة الصويرة، هي طقوس دأب عليها اليهود المغاربة منذ الثمانينات، فضلا عن مواسم أخرى عريقة من بينها موسمان يقامان في ضواحي مدينتي آسفي و تارودانت منذ أكثر من قرنين من الزمن.