طهران ـ مهدي موسوي
طهران ـ مهدي موسوي ينظر الغرب إليها دائمًا على أنها واحدة من البلدان الأكثر انطواءً في العالم بسبب اتباعها سياسة القضاء على أي نفوذ خارجي من الدول الأجنبية، ولكن كشفت صور مذهلة ونادرة التقطها مصور خلال رحلته عبر جمهورية إيران عن شكل الحياة في الدولة الإسلامية. وتكتشف مع قراه الصغيرة التي تقع على جانب الجبال
والأراضي الزراعية الخلابة، التي نادرًا ما يشاهدها الغرباء، أنه بلد ساحر بقدر ما هو غامض.
وقال المصور عاموس تشابل "إن المفاجأة الحقيقية في بلاد فارس هي ريفها الذي لم يتم مسه أو تغييره، مما جعله محتفظًا بجماله وسحره الخاص، ولكنه مختلف عن "التصورات الغربية عن البلاد".
وزار تشابل، وهو مصور من نيوزيلندا، جمهورية إيران الإسلامية ثلاث مرات، بين كانون الأول/ ديسمبر 2011 وكانون الثاني/ يناير 2013 ليجمع هذه الصور الفوتوغرافية.
وأضاف أنه في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة حملتها المعادية للغرب عثر على سخط متزايد في البلاد في أوساط الشباب الذين شعروا بالحرج من تصرفات قياداتهم.
وتابع "لقد دهشت من الاختلاف في التصورات الغربية للبلاد وما رأيته على أرض الواقع. أعتقد لأن الوصول للصحافيين صعب للغاية، أصبح لدى الناس صورة مشوهة لما عليه إيران، النظام فعلا يريد تصوير البلاد على أنها تحمل مشاعر معادية للغرب. وبالنسبة إلى الإيرانيين العاديين تعتبر الحكومة مصدر إحراج دائم. في الوقت الذي قضيته هناك لم أشاهد أي شيء سوى حسن النية والحشمة، والتي تقف في تناقض واضح مع تجربتي في بلدان أخرى في الشرق الأوسط".
وتظهر في صورة مميزة قرية بلانجان الصغيرة في الجبال بالقرب من الحدود العراقية، ويمكن أن تشاهدها وهي مضيئة بين التلال.
ويتم تمويل العديد من المساكن الريفية في البلاد من الحكومة للقرويين، وفي كثير من الأحيان يتولى أعضاء "الباسيج" - الذي تشمل اختصاصاتهم حمايتها من غزو الثقافة الغربية- المساعدة على الحفاظ على الحياة الإسلامية، مثل قواعد صارمة على الملابس النسائية والتفاعل بين الرجال والنساء، والتي أصبحت منصوصًا عليها في القانون الإيراني منذ قيام الثورة الإسلامية العام 1979.
ويظهر أن ارتداء غطاء الرأس أمر إلزامي للنساء، والشرطة النسائية يمكن أن تقوم بفحص ملابس الركاب من النساء في المدينة.
وقال تشابل: إنه يتم القبض على المرأة إذا كانت ملابسها "غير محتشمة".
وتظهر في صورة أخرى مجموعة من الأصدقاء من الشباب أعلى التلال في العاصمة طهران، والذين قالوا إنهم محبطون من نظام البلاد.
وقال تشابل: "لقد وجدت معظم الإيرانيين - خاصة جيل الشباب - على بيّنة من العالم من حولهم، ولديهم الرغبة الشديدة في الحصول على الحرية، لأنهم يشعرون أنهم محرمون من قبل النخبة الدينية المحافظة المتطرفة، التي لا يمكن المساس بها".