واشنطن ـ عادل سلامة
واشنطن ـ عادل سلامة بدأت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا"، في اختبار النموذج الجديد من طائرة الركاب الجديدة "ابن كونكورد"، والتي من المقرر أن تتخطى سرعتها سرعة الصوت. وتأمل "ناسا" بأن تقوم هذه الطائرة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، وقامت شركة "بوينغ" بتصميمها، بملئ الفجوة التي خلفتها طائرة "كونكورد"، التي تم وقفها عن الخدمة في تشرين الثاني/نوفمبر 2003. ولا يسمح في الوقت الراهن لهذه الطائرة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بالتحليق فوق الأرض، لسبب الضوضاء الذي تحدثه لاختراقها حاجز الصوت، ويتم اختبار الطائرة حاليًا في مركز "جلين" للأبحاث في ولاية أوهايو، لاختبار مدى إمكان خفض صوت محركاتها واختراقها لحاجز الصوت.
وتظهر صورة من اختبار "ناسا" الأخير، تم التقاطها من نافذة في جدار نفق الرياح الأسرع من الصوت التابع للوكالة في كليفلاند، نموذج مصغر من الطائرة بنسبة 1.79% ، والتزمت شركة" بوينغ " الصمت بشأن تفاصيل الطائرة.
واختبر الباحثون أداء مداخل الهواء التي تقع في الجزء العلوي من النموذج، لمعرفة ما إذا كان تغيير كمية تدفق الهواء للسرعة التي تفوق سرعة الصوت أثرت على أداء الطائرة، والانبعاثات ومستوى الضوضاء، حيث تحكم العلماء في تدفق الهواء من خلال المداخل باستخدام جهاز التحكم عن بعد، حيث تم تثبيت الجهاز في المدخل على الجانب الأيمن للطائرة بجانب الطيار، في ما تعتبر هذه الاختبارات هي جزء من البحث المستمر كجزء من إدارة بعثة بحوث علم الطيران التابع لـ"ناسا"Aeronautics Research Mission Directorate.
وتبحث هذه الإدارة عن طرق لجعل الطيران بالطائرة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت ممكنًا في المستقبل، بالاضافة إلى تطوير الطيران الذي يحافظ على البيئة، من خلال تقليل استهلاك الوقود والانبعاثات، وتم إجراء اختبارات مشابهة في مركز أبحاث لانغلي في فرجينيا التابع لـ"ناسا"، حيث تم اختبار هذا النموذج من الطائرة باستخدام التكنولوجيا بما في ذلك نظام الدفع الذي يشبه F-100-، وفقاعة التعقب a tail blister، والأشكال المختلفة، بالإضافة إلى تحقيق مستوى ديسيبل يدرك هدف أقل، وإذا نجحت الاختبارات، فسيؤدي ذلك إلى تطوير أول طائرة ركاب تفوق سرعتها سرعة الصوت منذ وقف طائرة "كونكورد"، التي دخلت الخدمة في 21 كانون الثاني/يناير 1976، وكانت تقوم بالطيران بشكل منتظم من مطار لندن هيثرو وشارل ديجول في باريس إلى نيويورك وواشنطن، وكانت تستغرق الرحلات الجوية من لندن إلى نيويورك 3 ساعات ونصف الساعة فقط، بالمقارنة بـ 8 ساعات للطيران بطائرة سرعتها أقل من سرعة الصوت.
وفي عام 1986، حلقت طائرة "كونكورد" حول العالم لتغطي 28.238 ميل في 29 ساعة و59 دقيقة فقط، وفي 25 تموز/يوليو 2000، تحطمت طائرة "كونكورد" في جونيس في فرنسا، مما أسفر عن مقتل جميع الركاب وأفراد الطاقم، فضلاً عن 4 من المارة، وكان هذا هو الحادث المميت الوحيد للطائرة، وبعدها بثلاث سنوات تم إيقافها،وكانت آخر رحلة لها في 24 تشرين الأول/أكتوبر 2003 من نيويورك إلى لندن.