الدار البيضاء - جميلة عمر
أمر الوكيل العام للملك في الدار البيضاء بفتح تحقيق بخصوص شركات سياحية، نصبت على مئات المواطنين، منهم خليجيون وجزائريون ومغاربة، إذ توهمهم الشركة عبر وسطاء لها يشتغلون في أهم المواقع الإستراتيجية في البيضاء بأن زبائنها محظوظون وفازوا بجائزة، قبل أن يتبين أنهم وقعوا ضحية عملية احتيال عن سبق إصرار وترصد، وتعرض مئات المواطنين أغلبهم خليجيون ومغاربة إلى عملية نصب محبوكة ومشوبة بوعود واهمة بالفوز، حيث دخل الكثيرون في دوامة من الإجراءات القانونية من أجل استرداد أموالهم أو جزء منها، بعد أن دفعتهم نشوة فوز وهمي إلى القبول بسداد أموال عن طيب خاطر، بعد إيهامهم بتوقيع عقود للاستفادة من حجز بفنادق مقابل مبالغ مالية كبيرة.
وقدمت شكاوى ضد شركات سياحية بكل من شارع أنفا والحي الحسني تبين أنها تعمد بطريقة حرفية إلى اصطياد زبائنها، إذ تبدأ خيوط الحكاية بإيهام الضحايا بالمشاركة في مسابقة للفوز بجائزة، عن طريق أسئلة سهة مثل "ما هي المدينة التي تلقب بالحمامة البيضاء؟"، ومباشرة بعد جواب الزبون في تطوان يتم إخباره بضرورة مرافقة وسيطة الشركة نحو المكتب لاستكمال الإجراءات القانونية لتسلم الجائزة والسفر لقضاء ثلاث ليال في إحدى المدن السياحية الأربع المعروفة في المغرب، وأنه من حقه أن يسافر متى يريد مع ضرورة الحجز المسبق قبل أسبوع.
وتكتمل تفاصيل عملية النصب والاحتيال بلقاء مدير الشركة في مقرها، الذي يخبر الزبون بأنه يتوجب عليه توقيع عقد يخول له السفر إلى 20 دولة لقضاء أسبوع، وأنه عليه فقط أن يدفع مقابل انخراطه في هذه الخدمة، وغالبًا ما یکون مقر شرکات السياحة المنتقى بعناية مزودًا بمضيفات استقبال وموسیقی مختارة بعناية وبحاضرين یصفقون کلی مرة علی کلی من "فاز"، الأمر الذي جعل حلم الضحايا يكبر من ثلاث ليال في مدينة مغربية إلى أسبوع كامل مدفوع التكاليف في دول کالبرازیل وترکیا وإسبانیا ودبي، وبالتالي يكون أقل مبلغ يقدم لمدير الشركة هو 10 آلاف درهم كتسبيق للمشاركة في الخدمة الوهمية، التي تكون عبر عقد ملغوم کله فصول ليست في صالح الزبون والغريب في الأمر هو أن هذه الشركات تسخر فتايات جميلات كمضيفات في الاستقبال، كما تشغل أشخاص مقابل 100 درهم عن كل ضحية يصطادونه.