الرباط – رضوان مبشور
الرباط – رضوان مبشور
تشهد مدينتي مراكش وأغادير المغربيتين، إقبالًا غير مسبوق للسياح المغاربة والأجانب، وذلك بعد تدهور القطاع خلال السنة الماضية بشكل ملحوظ، بسبب الأزمة الاقتصادية، وتصادف شهر رمضان مع فصل الصيف، وبلغت نسبة الإشغال في الفنادق المصنفة في المدينتين خلال الصيف الجاري 120%، وهو ما خلق نوعًا من الارتباك لأرباب الفنادق السياحية، وأجبر بعض مرتادي المدينتين إلى اللجوء
للفنادق غير المصنفة أو الشقق المفروشة، فيما اضطر البعض للمبيت داخل سياراتهم.
وقال أحد وكلاء شركات الرحلات، في تصريح لـ"المغرب اليوم"، إن "هذه المشكلة تسبب فيها بالأساس تلقي الفنادق في مدينتي مراكش وأغادير لطلبات الحجز منذ بداية شهر رمضان، واستمرت الفنادق في تلقي الحجوزات، حتى بعدما تجاوزت طاقتها الاستيعابية، وذلك اعتقادًا منهم أن بعض الأُسر ستلغي حجوزاتهم كما يقع عادة، لكنهم تفاجؤوا أن جميعها التزم بالحجوزات، مما خلق مجموعة من المشاكل بين الزبائن وإدارة الفنادق في المدينتين".
وأضاف أن "بعض أرباب الفنادق استنجدوا ببعض المجموعات الفندقية الأخرى لتحويل زبائنهم، إلا أنهم تفاجؤوا بأن شركائهم في المجموعات الفندقية الأخرى يعانون من المشكلة ذاتها".
وأوضح أن "الكثير من الوحدات الفندقية في مدينتي مراكش وأغادير اقترحوا على زبائنهم الذين قضوا أكثر من 5 أيام داخل فنادقهم تحويل وجهاتهم إلى بعض المدن المجاورة، مثل: الصويرة، وتزنيت، وتارودانت، وتافراوت، بغرض إفساح المجال لزبائن جدد، حتى لا يقعوا في صدام مع زبائنهم الذين حجزوا في وقت سابق".
وقال مسؤول آخر في إحدى المؤسسات الفندقية في أغادير لـ"المغرب اليوم" إن "هذا التدفق للسياح المغاربة والأجانب على مدينتي أغادير ومراكش، لم تشهده المدينتان مند تسعينات القرن الماضي، رغم الترسانة الكبيرة من الفنادق التي تزخر بها المدينتان، واللتان تعدان الوجهتان الأولى والثانية للسياح في المغرب".
وأمام هذه الأزمة الحادة في إيجاد حجوزات في فنادق مراكش وأغادير، انتعشت مهنة "الوساطة" بشكل كبير، حيث تشهد أغلب الساحات المجاورة للفنادق، حضورًا مكثفًا للوسطاء الذين يقدمون خدمات بديلة للسياح، وتتمثل في عروض الشقق المفروشة، التي خففت من نسبة العجز الذي يعرفه هذا القطاع.
وتتراوح أسعار الشقق المفروشة في المدينتين، ما بين 800 إلى 1500 درهم لليلة الواحدة، وقد تصل في بعض الأحياء الراقية إلى 5000 درهم، وهو الثمن الذي يضاهي ثمن المجموعات الفندقية المصنفة من 5 نجوم، فيما تبلغ أسعار الفنادق غير المصنفة التي انتعشت بدورها هذا الصيف ما بين 150 درهمًا إلى 250 درهمًا لليلة الواحدة، بعدما كان ثمنها يتراوح ما بين 50 درهمًا و 100 درهم.
وعلمت "المغرب اليوم" من مندوبية السياحة في مدينة أغادير، أن "غالبية السياح الوافدين على المدينة، سياح مغاربة، حيث بلغت نسبتهم 90%، مقابل 10% للسياح الأجانب، في حين بلغت نسبة عدد السياح المغاربة في مدينة مراكش 60%، مقابل 40% للسياح الأجانب".
وأرجعت مصادرنا أسباب ارتفاع نسبة السياح الوافدين إلى مخطط "بلادي" الذي أطلقته وزارة السياحة المغربية، والذي يهدف إلى تشجيع السياحة الداخلية، ولاسيما بعد الأزمة الاقتصادية العالمية التي ساهمت في تراجع نسبة السياح الأجانب الوافدين على المغرب، وأيضًا بعد تفجير مقهى "أركانة" في مدينة مراكش في نيسان/أبريل الماضي، والذي راح ضحيته ما يقرب من 11 سائحًا أوروبيًّا أغلبهم من فرنسا.
وفي سياق آخر، صدر منتصف الأسبوع الجاري تقرير لمنظمة "السياحة العالمية"، أكد أن "المغرب يحتل المركز الثاني في الترتيب الإفريقي كأفضل وجهة سياحية يُفضل السياح القدوم إليها".
وأكد التقرير ذاته، أن "المغرب يستقبل سنويًّا أكثر من 9.4 مليون سائح سنويًّا، متقدمًا على جنوب أفريقيا التي احتلت المركز الثالث، ومتخلفًا عن مصر المحتلة للمركز الأول، رغم الصراعات السياسية التي تشهدها منذ أكثر من سنتين".