لندن ـ كاتيا حداد
كانت سريلانكا تُذكر في عناوين الأخبار بدلا من كتيبات العطلات قبل عشر سنوات، وذلك بفضل حرب أهلية دامت لمدة 20 عامًا، ولكن الآن تعيد البلاد تأكيد وجودها على الخريطة السياحية، وخاصة مع وفرة الأماكن التي تستحق الزيارة، للدرجة التي تجعلك لا تعرف من أين تبدأ، ذهبت ماريلا فروستروب في رحلة إلى سريلانكا مع أسرتها، وفي هذا المقال تكتب عنها..
بدأت مغامرتنا الصيفية بقضاء ثلاثة أيام من الشمس والبحر في خليج أوغا، في باسيكودا في قلب شمال شرق تاميل، وأقمنا في أحد الفنادق الجديدة التي بُنيت أخيرًا على طول هذا الخليج المتوسع، والذي كان حتى عام 2006 منطقة ممنوع المرور بها مليئة بنقاط التفتيش.
وبفضل عزلة المنطقة خلال سنوات الصراع، فإن الساحل الشرقي لا يزال في انتظار أن يُكتشف، والشاطئ في باسيكودا يجب أن يُعد واحدًا من أفضل الشواطئ في العالم، كنا نتمنى أن نقضي به المزيد من الوقت، لكن خط سيرنا كان معبئا، فانطلقنا نحو المثلث الثقافي، حيث هناك الكثير من تراث سري لانكا الغني الذي يجب أن نكتشفه.
وصلنا إلى صخرة سيجيريا حيث صعدنا مئات من السلالم الحجرية المنحوتة في الصخر، ولكن بينما وصلنا إلى القمة شعرنا أنها كانت تستحق هذا الجهد، تمثل صخرة سيجيريا نصب تذكاري وطني، حيث البركان القديم وقصر القلعة الأسطورية الذي عاش به الأمير الذي قتل والده بالقرن الخامس، وفي منتصف رحلة التسلق وصلنا إلى شرفة معلقة بها رسومات على الصخور، ألوانها شديدة الوضوح، وفي القمة استمتعنا بالنسيم كما شاهدنا بقايا الدير المهجور قبل أن يكتشف كولومبوس أميركا.
في اليوم التالي ذهبنا لزيارة المدينة القديمة الثانية في البلاد، بولوناروا، حيث ركبنا الدراجة حول منازل ملوك سريلانكا من القرن 11، مع القرود البرية تنتشر في طريقنا، هذه المجموعة من القصور، إحداها كان مكونًا من سبعة طوابق عالية في أيام مجدها، جعلتنا نتعجب من قيام الانسان ببناء مثل هذه الإنجازات القديمة من الهندسة البشرية - من الأهرامات إلى أنغكور وات.
سريلانكا بنفس حجم أيرلندا، ولكن عدد السكان بها أكثر بأربعة أضعاف، ولذلك تنوع التجارب وتنوع المناطق المناخية في سريلانكا أمر غير عادي. خلال جولتنا على الطريق لمدة أسبوعين من الشرق إلى الجنوب، قمنا بجولة في حديقة يالا الوطنية ورأينا نمور تتزاوج، واستطعنا مشاهدة تجمع الأفيال السنوي، وذهبنا إلى مهرجان كاندي، وزرنا الحرم الذي أُنشئ في جيتونج فيل أويانا، حيث استمتعنا بليلة سفاري في مسارات الغابة، حيث رأينا اللوريس الرمادي المهدد بالانقراض، كانت إثارة لا تنسى.