مراكش - ثورية أيشرم
لم تعد المدينة الحمراء تقتصر فقط على الأنشطة السياحية والرياضية والفنية والسياسية وغيرها، بل أصبحت قبلة لممارسة مختلف الهوايات التي يقبل عليها السياح الأجانب من مختلف أنحاء العالم، إذ أصبحت تصادف في معظم شوارع المدينة سواء الراقية والعصرية أو الأحياء التقليدية العتيقة حيث تنتشر دور الضيافة والأسواق الشعبية لعشاق التصوير الفوتوغرافي الذين يحجون إلى مراكش من كل أنحاء العالم من أجل ممارسة هوايتهم المفضلة وكذلك الاستمتاع بأجمل المناظر الساحرة والخلابة وعيش تجربة ومغامرة فريدة من نوعها.
وتعتبر هواية التصوير لدى زوار المدينة من أقدم الهوايات ويمارسها السياح منذ زمن بعيد إلا أنها تطورت بتطور التكنولوجيا والتطور السريع الذي عرفته المجتمعات ككل لتصبح الآن أكثر سهولة وبساطة، حيث تجد السياح من مختلف الجنسيات ومختلف الأعمار يحملون كاميراتهم الرقمية أو لوحاتهم الاليكترونية أو حتى هواتفهم الذكية ويلتقطون صورًا لهذه المدينة ومختلف مرافقها، والغريب في الأمر أن السائح الأجنبي لا يفضل أن يلتقط صورًا لنفسه في هذه الأماكن إلا القليل منها، إذ معظم الصور التي يلتقطها تتعلق فقط بالمكان عكس السائح أو الزائر العربي والمغربي فهو يستغل فرصة تواجده في المكان ليلتقط صورًا لنفسه وهو في ساحة جامع الفنا رفقة القرود أو الثعابين أو عند مقدمي المشروبات المتنوعة أو في الأسواق أو في مختلف المعالم والأماكن المتنوعة والمختلفة.
وتتميز مراكش بخصائص عدة منها الغنى الكبير في الألوان التي يتقدمها لونها الأحمر في البنايات والمرافق المختلفة، الممزوج بذلك اللون الأخضر الطبيعي الساحر الذي تمتاز به حدائقها ومعالمها ومنتزهاتها الخضراء التي يستغرب البعض من اخضرارها طيلة العام رغم الارتفاع الشديد في درجة الحرارة الذي تشهده مراكش في فصل الصيف وشمسها الحارة ، إلا أن هذا لا يؤثر سلبًا على جمال المناظر الخضراء التي يوليها المهتمون والمختصون اهتمامًا كبيرًا للحفاظ عليها وعلى جمالها الذي يعد عنصرًا مهمًا في استقطاب السياح من كل أنحاء المعمورة، وهو من العوامل الأساسية التي تجعل مراكش قبلة لعشاق التصوير الفوتوغرافي والفنانين التشكيليين الراغبين في رسم لوحاتهم والاستفادة من مناظر مميزة ومتنوعة في هذه المدينة التي ذاع صيتها وأصبحت أكثر شهرة من المدن المغربية.
وساهم تنوع المعالم في المدينة الحمراء بشكل كبير في تحولها إلى وجهة من أجل التقاط صور راقية ومميزة بين تلك الدروب والأزقة الضيقة التي تتميز بها المدينة العتيقة، فضلًا عن ألوانها الساحرة وزخارف الزليج والجبس والخشب التي تعد من اللمسات التقليدية والراقية الساحرة، زد على ذلك تلك الأسواق الشعبية التي تعرض مختلف المنتجات التقليدية والشعبية منها الملابس والتحف والإكسسوارات و الديكورات المختلفة والمميزة من محل إلى آخر، فضلًا عن اللمسة الراقية والخاطفة للأنظار والتي تمتاز بها قبب البهارات المغربية المعروضة أمام الزبائن والتي تحتوي على ألوان مغرية جدًا لالتقاط صور مبهرة وغاية في الجمالية.
وتعد ساحة جامع مكانًا كبيرًا وملتقى الثقافات وفرصة ذهبية لكل عشاق التصوير للالتقاط في مواقف مهمة وحركات لا تجدها إلا في الساحة العالمية والتي يفعلها مروضو الأفاعي والحركات البهلوانية التي تقدمها القرود من أجل خلق المتعة والفرجة والتي تجدها عاملًا أساسيًا يتجه إليه عاشق التصوير الفوتوغرافي لأخذ صور لها مقابل دراهم بسيطة تقدم لصاحبها، بالإضافة إلى مختلف الحلقات والعروض التي يعتبرها الزوار ممتعة وفرصة سانحة لعيش تجربة مغايرة وأخذ صور تبقى ذكرى من مراكش الحمراء إلى كل عاشق لهذه المدينة التي لا تهدأ ولا تنام.
ولا يقف الأمر هنا فقط بل تعد جميع مرافق مراكش حتى الشوارع البسيطة رمزًا من رموز الثقافية المراكشية حيث تنسدل عليها أشعة الشمس الذهبية ما يتيح الرؤية الصافية لعشاق التصوير من أجل التقاط صور مميزة لأشجار النخيل والواحات والساحات ومختلف الحدائق والمتاحف والمرافق المتنوعة بين التاريخية كقصر البديع والباهية ومتحف دار السي سعيد والعديد من المرافق التي توفر الرحلة الاستكشافية المختلفة والمميزة لصالح الزوار من كل أنحاء العالم لاسيما لكل من يحمل تلك الكاميرا التي يلتقط بها صورًا لصالح معرض فني فوتوغرافي أو فقط للذكرى وممارسة الهاوية والتي يمكن الحصول عليها بكل سهولة باعتماد ذلك السلاح الذي لا تنتهي صلاحيته أبدًا وهو السلوك المذهب والابتسامة العريضة واللطيفة التي يعتبرها المراكشيين تعبيرًا عن المحبة والاحترام.