أغادير ـ أحمد إدالحاج
تقع شلالات ايموزار في منطقة إدوتنان على بعد 70 كلم من مدينة اغادير وسط تجمعات عمرانية، يشمل ثلاث قبائل مجاورة وهي أفسفاس في أقصري وقبيلة تنكر ثم أيت واوعزى، وتشتهر المنطقة بمناظر طبيعة خلابة وطقس معتدل في الربيع والشتاء ومشمس في بقية الفصول، وشلال متدفق طول الموسم يجعلها متنفساً بامتياز لمواطني سوس ووجهة مفضلة للسياح الأجانب المولعين بالسياحة الجبلية.
وتعني كلمة "إيموزار" المنحدر المائي أي الشلالات وجمعها المنحدرات ايموزار، أما كلمة ادوتنان فهي تعني بالعربية أهل المنطقة، وتكسو جبال المنطقة الشامخة أشجار الأركان والزيتون علاوة على توفرها على غطاء نباتي متنوع يتكون من أعشاب طبية في التلال المجاورة للشلال والتي تشكل مصدر المحصول الهائل من العسل الذي تنتج المنطقة كميات وافرة منه خصوصًا في فصل الربيع.
وتعد شلالات إيموزار، منطقة سياحية بامتياز باستقبالها طوال فترات الموسم المتعاقبة أعدادًا غفيرة من السياح المغاربة والأجانب الذين يتوافدون على شكل عائلات من أجل الاستجمام وقضاء العطلة بعيدًا عن ضوضاء وجو المدينة المألوف، وكثيرًا ما يختاره مخرجو الأفلام لتصوير مشاهد سينمائية لكون الشلالات التي تبدأ من أعلى الجبال وتصب في الساحل الأطلسي من أكبر الشلالات في المغرب بعد شلالات أوزود في مراكش.
ورغم أن الوصول إلى شلالات اموزار تسبقها عقبات لا تخلوا من المخاطر لاكتشاف الموقع بسبب صعوبة التضاريس التي يغلب عليها الطابع الجبلي إضافة إلى الالتواءات والمنعرجات المتكررة بغياب علامات السير التي تستوجب من الزوار الكثير من الحيطة والحذر، إلا أن الفسيفساء التي تؤثث جنبات الطريق من أشجار باسقة ومداشر ملتصقة على جدران المرتفعات وعلى جنبات وادي أسريف، وكذلك واحة تمزركوت المشهورة بالنخيل وأشجار الجوز، زيادة على المناظر الخضراء المترامية على ضفتي الوادي، كلها لوحات تفتن الزائر بسحرها وتغرقه في أحلام وردية تخرجه منها بقوة التكسرات والحفر والأخاديد الممتدة على الطريق انطلاقًا، وينبهر خاطرك بالصورة الطبيعية التي تصاحبك طوال الطريق وتزيد من متعة الرحلة.
وتوجد في المنطقة معالم جيولوجية تتمثل في مغارة وينتيمدوين، التي يبلغ ارتفاعها 1250 على بعد 50 متر تحت باطن الأرض، حيث صنفتها الدراسات الجيولوجية ضمن التراث العالمي والطبيعي لـ"اليونيسكو" والتي تم اكتشافها في الخمسينيات من القرن الماضي على يد علماء فرنسيين وأسبان.
ونظرا للقيمة الحقيقية للمنطقة في المجال السياحي وبغية جلب العديد من الزوار وتوفير مراكز الراحة تم تشييد أربعة فنادق تقدم خدمات متنوعة ومتطورة تلبي رغبات السياح، أولها فندق "امالو" المتواجد وسط أشجار الأركان والزيتزن في الغابة المجاورة للشلال ثم فندق "تيفريت" جنب الطريق المؤدية إلى سوق ايموزار، إضافة إلى فندق "زولادو" وهو مشروع سياحي جديد في المنطقة، وأخيرا فندق "ايموزار"المحاذي للشلالات.