مراكش ـ ثورية ايشرم
أصبح الإقبال على رحلات المنطاد الجوية في مراكش كبير جدا لاسيما من طرف السياح الأجانب الذين تجدهم عاشقون وراغبون جدا في اكتشاف وتجربة كل شيء بكل متعة وحرية، ولم تعد زيارة المدينة واكتشاف معالمها لدى السائح تقتصر فقط على جولة مميزة إلى الأسواق الشعبية والمآثر التاريخية والمعالم الطبيعية كالحدائق والمنتزهات أو تنفيذ رحلة إلى الضواحي.
وانطلقت هذه الرحلات التي أصبحت من الأنشطة الترفيهية والسياحية الضرورية التي لا يمكن لزائر مراكش أن يهملها أو يتغاضى عنها لاسيما أنها تمنحه الفرصة الرائعة للاستمتاع بجمال مدينة مراكش من الأعلى واكتشاف مناظرها الساحرة الطبيعية منها كالجبال المحيطة بالمدينة، وجمالية المباني التي تمتاز بخصائص تختلف عن باقي المدن المغربية فضلا عن جمالية أشجار النخيل التي تعطي المدينة رونقا رائعا، وتلك المنتزهات والحدائق الخضراء التي تتراء للزائر الذي يكتشفها لأول مرة من المنطاد وهي متناسقة في قالب من الجمالية الخاطفة للأنظار التي تستهوي الزائرين وتجعلهم يستمتعون بها كثيرا.
وعادة ما تبدأ رحلة المنطاد والتعرف على جمالية مراكش عبر رحلة جوية رائعة وهادئة في الساعة السادسة صباحا حيث يكون الجو مميزا ومعتدلا وتكون الشمس ساطعة بخيوطها الذهبية الأفق تزيد الرحلة متعة وجمالية لا مثيل لها، والرحلة تشمل نقل السياح من الفندق الذي يقيم فيه، في سيارات رباعية الدفع إلى منطقة النخيل السياحية التي تشتهر في المغرب وخارجها بتنظيم مجموعة من الأنشطة الترفيهية منها رحلات المنطاد وركوب دراجات الكواد والتنقل في المنطقة والقيام برحلات استكشافية للمناطق المجاورة، فضلا عن أنشطة ترفيهية أخرى كركوب الإبل والأحصنة وغيرها.
وتبقى رحلة عبر المنطاد من أكثر الأمور التي تستهوي الزائر، الذي تجده في حماس ورغبة قوية لعيش هذه التجربة الفريدة من نوعها، حيث يصل بواسطة السيارة إلى قرية "الجبيلات"، التي توجد في منطقة "النخيل"، حيث يصعد المنطاد الذي يرتفع بركابه من مختلف الجنسيات من بريطانيين وفرنسيين ومن جنسية سعودية وقطرية وكويتية وغيرها، إلى الأعلى ومنحهم الفرصة لعيش مغامرة ممتعة لأكثر من ساعة رفقة متخصصين ومتمكنين من المهنة، يكتشفون خلالها أروع وأجمل المناظر التي تتميز بها المدينة الحمراء لكن بمنظور من الأعلى، ما يجعل الرحلة ممتعة أكثر.
ولا تنتهي الرحلة بمجرد العودة والنزول من المنطاد بل لا يمكن أنَّ تكتمل إلا بزيارة خاصة إلى أحد سكان قرية "الجبيلات" المميزة بجمالها الساحرة، التي لا تبعد عن مراكش إلا ببضع دقائق بواسطة السيارة، والذي يستقبل الزوار بصدر رحب وبترحاب مغربي أصيل، كما يتم تقديم مختلف الأطباق المغربية الخاصة بوجبة الإفطار البلدي المميز المصحوبة بكؤوس الشاي المغربي والحلويات، ثم رحلة مميزة لاكتشاف رونق وجمالية القرية الطبيعية والساحرة بأشجار النخيل التي تجعلها قمة في الروعة والجمالية.
ورغم تنوع الفضاءات والأماكن في المدينة الحمراء وضواحيها والتي تتطلب من السائح تنظيم برنامج كامل يمتد لأسبوع أو أكثر من أجل اكتشاف جمالها والتعرف عليه وعن خصائصه المتنوعة بين الطبيعي والسياحي والتاريخي والثقافي، إلا أنَّ رحلة عبر المنطاد في الأفق لمدة ساعة تكفي السائح لاكتشاف هذه الخصائص كلها في رحلة واحدة تمكنه من مشاهدتها بطريقة مختلفة ومميزة، هذا بالإضافة إلى أنَّ ركوب المنطاد وإجراء رحلة جوية مختلفة يعتبر لحظات سفر غير عادية وفرصة مميزة ومثالية تساعد السائح على التخلص من الضغط والقلق، إضافة إلى أنها مناسبة مهمة يمكن استغلالها لعيش تجربة فريدة ومختلفة نوعا ما لاسيما في هذه الفترة حيث العروض السياحية والأنشطة الترفيهية المقدمة مغرية جدا ومناسبة للجميع.