مراكش_ثورية ايشرم
أصبح إقليم الحوز بمختلف مناطقه السياحية، وجهة يقصدها المغاربة من مختلف أنحاء المملكة، للاستمتاع بجمال الطبيعة وعيش لحظات ممتعة في طقس مميز ومعتدل، هربا من حرارة مراكش المفرطة التي تعدت 38 درجة، ما جعل زوار المدينة من المغاربة وحتى المراكشيين يتجهون إلى أقاليم الحوز، لاسيما التي تجتمع فيها الخصائص السياحية والطبيعية والبيئية.
وقد بدأت مناطق إقليم الحوز، سواء إقليم تحناوت أو امزميز أو اربعاء تغدوين، ومنطقة أوريكا السياحية وغيرها، في استقبال الزوار من جميع جهات المملكة، لاسيما عشاق الطبيعة وجمالها الساحر، ومختلف الخصائص التي توفرها الإقامة بين أحضانها لصالح الزوار من مختلف أنحاء العالم، ليس فقط فيما يخص المغاربة والسياحة الداخلية، بل على مستوى السياحة الخارجية والزوار الأجانب من مختلف الجنسيات.
وقد عرف إقليم الحوز على مدار سنين بجماله الساحر وروعة مناطقه، التي توفر الراحة والإقامة المميزة والهادئة للسياح، ومنحهم الفرصة لعيش لحظات يسودها الهدوء والراحة النفسية، فضلا عن توفر مختلف الأنشطة الترفيهية التي تخلق نوعا من الاختلاف لدى الزوار، وتجعلهم يستمتعون أثناء تواجدهم في إحدى هذه المناطق.
وتمتاز هذه المناطق كذلك بتنوع تضاريسها وجبالها الشاهقة، التي ترتدي في هذه الفترة من السنة كسائها الأخضر المميز بألوانه الزاهية والمزركشة، والتي تفتح النفس لقضاء أروع الأوقات رفقة الأهل والأبناء والأصدقاء، وكذلك للتعرف على المناطق واكتشاف معالمها السياحية والتاريخية والطبيعية والبيئية، عبر القيام برحلات استكشافية مميزة والتنقل بين غاباتها وهضابها ووديانها، واكتشاف جمال شلالاتها وينابيعها المائية ومختلف ثرواتها الطبيعية من أشجار ونابتات وثمار طازجة توفرها لصالح الزوار.
كما أن هذه المناطق الساحرة بطقسها، الذي يعد الهاجس الأول الذي يساهم في جذب المغاربة والأجانب، تمتاز بطابعها التقليدي العريق الذي يلمسه الزائر بمجرد أن تطأ قدمه ترابها، إذ يجد في طريقه المعروضات التقليدية الخاصة بالمنطقة، من منتجات زراعية وأدوات منزلية تقليدية ومواد تقليدية مثل "الزرابي" والتحف ومختلف القطع المميزة، التي تعبر عن أصالة المنطقة وعراقتها وتاريخيها، والتي هي من صنع أبناء المنطقة الذين يقدمونها كعربون محبة لفائدة الزوار لجعلهم يتعرفون على ما تزخر به المنطقة من خيرات.
هذا فضلا عن عاداتهم وتقاليدهم التي يحاولون بشتى الطرق إيصالها والتعريف بها في مختلف المناسبات، وذلك عبر استقبال زوار المناطق المذكورة بلباسهم التقليدي الذي يدل على الثقافة البربرية الخاصة بالمنطقة، إضافة إلى اعتمادهم على المطبخ البربري والمغربي التقليدي من اجل التعريف به كذلك وترويجه، كون هذا النوع من الأطباق التقليدية كالطواجن البربرية، التي تنتشر رائحة توابلها الزكية والمنعشة في المناطق ومختلف فضاءاتها بشكل كبير، تساهم في استقطاب الزوار من مختلف الجنسيات وتجعلهم يتذوقون لذة الأكل البربري الجبلي، الذي ينعش الروح والعين قبل ان يملأ المعدة.
وقد حققت هذه المناطق في إقليم الحوز نسبا عالية جدا في استقطاب الزوار إليها منذ بداية فصل الربيع إلى بداية فصل الصيف، والتي يتوقع مجموعة من العاملين في مختلف الفضاءات السياحية في المنطقة، أن تشهد ارتفاعا في الأيام المقبلة لاسيما في شهر رمضان، كونها تتميز بالطقس الذي يبحث عنه الكثير من المغاربة الهاربين من حرارة الصيف المرتفعة أثناء الصيام