بني ملال ـ سعيد غيدَّى
تُعاني أسرة المريض المغربي محمد سدرات منذ شهور من السفر إلى مدينة الدار البيضاء من أجل تحديد نوع المرض الذي ألم بابنها، لكن دون فائدة، رغم التحاليل والفحوصات الطبية التي أجريت له عشرات المرات، بينما لم يتم الكشف عن أنه مريض بالسرطان سوى من أسبوع فقط، لكن بعد فوات أوان علاجه، فيما تحكي زوجة المريض بمرارة كيف أن إدارة المستشفى في الدار البيضاء رفضت استقبال وعلاج زوجها رغم ما آل إليه وضعه الصحي.دفع غلق باب المستشفى في الدار البيضاء في وجه الشاب المريض أسرته الى العودة به من حيث اتت ونقله إلى مدينة بني ملال مرة أخرى ، لكن في محطة القطار في الدار البيضاء وقعت الكارثة حيث أغمي على المريض ودخل في غيبوبة، وتم نقله الى بني ملال على متن سيارة اسعاف.وفي منزله يقضي محمد آخر أيامه، بين حضن أمه التي بلغت من السن عتيا، لا معين ولا رحيم، تحتضنه بين أذرعها متضرعة باكية أن يطيل الله في عمر فلذة كبدها، تقضي معه كل وقتها، تؤنسه وتقلبه يمينا وشمالا، وعينها لا تجف من دموع الأم على الابن أمام العجز وقصر ذات اليد.
وكان محمد سدرات يعمل سائق سيارة أجرة صغيرة لسنوات وهو المعيل الوحيد لأسرته المتكونة من الوالدة والزوجة وابنته الصغيرة ذات الأربعة سنوات، زوجته تحدثت، عن كون الفقر وغياب التغطية الصحية لدى زوجها من أسباب مأساة زوجها ، ناهيك عن اهمال المستشفيات التي لم تقدم له ولو حبة دواء لمدة تفوق 8 أشهر.