الدار البيضاء - عثمان الرضواني
كشفت وزارة الصحة المغربية عن تسجيل أكثر من 27 ألف حالة إصابة بمرض السل في عام 2013، موضحة أنَّ معدل الإصابات سجّل تراجعًا كبيرًا عن الأعوام الأخيرة.
وأكد وزير الصحة المغربي الحسين الوردي، مساء الثلاثاء، أثناء رده على البرلمانيين في مجلس المستشارين، أنَّ الإصابة بمرض السل في المغرب سجَّلت تراجعًا مهمًا خلال الأعوام الأخيرة، موضحًا أنَّ الإحصاءات بينت أنَّ نسبة انخفاض انتشار المرض تتراوح بين 2 و3 في المائة، حسب منظمة الصحة العالمية.
وأوضح الحسين الوردي، أنَّه منذ عام 1990 إلى الآن تقلصت نسبة الإصابة بمرض السل بـ50 في المائة، مبرزًا أنَّ 95 في المائة من الحالات المصابة بالمرض تتم معالجتها في المراكز الصحية الوطنية.
ويُجمع عدد من الأطباء المغاربة الأخصائيين في علاج الأمراض الصدرية والتنفسية على أنَّ محاربة داء السل في المغرب تواجه الكثير من الصعوبات والعراقيل، نظرًا إلى عدم ارتقاء النتائج المحققة إلى المستوى المأمول، إذ لا يزيد مؤشر نسبة خفض انتشار جرثومة السل بين المواطنين المغاربة عن 3 في المائة سنويًا، حسب الجهات المغربية، في الوقت الذي يستمر تصنيف الداء ضمن مسببات الوفيات في المغرب.
ويستند الأطباء في استنتاجهم إلى استمرار وجود حالات لمرضى ينقطعون عن تناول الأدوية المعالجة للسل بسبب ضعف البنية الاستقبالية، وسوء التنسيق بين المصالح المختصة لتوفير الدواء في المراكز الصحية، وضعف تتبع حالات السل الرئوي المعدي، ما يجعل المرضى يساهمون في إعادة نشر الجرثومة بين باقي المواطنين، وتحولهم إلى مرضى يحملون السل المقاوم للأدوية.
بينما تسعى وزارة الصحة، إلى خفض نسبة العدوى بالداء إلى 65 حالة جديدة من بين 100 ألف شخص سنويًا، ويتمركز داء السل في المناطق الحضرية في المغرب بشكل كبير، مقارنة مع المجال القروي، إذ تأتي مدينة الدار البيضاء على رأس القائمة، تليها جهتا طنجة وتطوان، والرباط، وجهات أخرى.
ويُعد السل الرئوي الأكثر انتشارًا، إذ يشكل 60 في المائة من بين أنواع السل الأخرى، ويُهدد الفئات التي تعاني الهشاشة والفقر، وينتشر بشكل أكبر وسط الذكور أكثر من الإناث، إلى جانب تأثيره على ذوي ضعف الجهاز المناعي، إذ أنَّ 30 في المائة من المصابين بداء السيدا في المغرب مصابون بالسل.