دمشق - جورج الشامي
أعلن وزير الصحة السوري سعد النايف أن وزارته تخطط لإطلاق 6 حملات تلقيح وطنية متتالية ضد مرض شلل الأطفال، بفاصل شهر واحد بين كل حملة وأخرى، لتشمل جميع الأطفال الأقل من سن الخامسة بغض النظر عن لقاحاتهم السابقة، لافتًا إلى أن هذه الحملات ستكون متزامنة مع دول الجوار. وأكَّدَت مديرة برنامج التلقيح الوطني في وزارة الصحة الدكتورة نضال أبو رشيد أن حالات الشلل الرخو الحاد التي ظهرت منذ بداية العام الجاري وحتى الآن بلغت 89 حالة، وكانت النسبة الأكبر في دير الزور 24 حالة ثم دمشق 11 حالة، وريفها 9 حالات، مُبيِّنة أنه تم إثبات 10 حالات إيجابية
منها لفيروس شلل الأطفال البري /نمط 1/ من قبل مراكز معتمدة.
وبيّن الممثل المقيم لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" في دمشق الدكتور يوسف عبد الجليل أن سورية حققت قبل "الأزمة" نتائج مهمة في استئصال شلل الأطفال وتمكنت من رفع نسب التغطية وطورت نظام ترصد الأمراض المشمولة باللقاحات.
ونُفذت حملات تلقيح داعمة على مدى عشرين عامًا، وتمكنت بالنهاية من القضاء على هذا المرض، إلا أنه نتيجة الأزمة الحالية تدنت نسب التغطية باللقاحات ومنها لقاح شلل الأطفال في مناطق سورية عدة، الأمر الذي أدى لوجود مجموعة من الأطفال ليست لديهم المناعة الكافية، ومع وجود الظروف البيئية الملائمة لانتقال الفيروس، وهكذا ظهر شلل الأطفال من جديد الأمر الذي يعد خطراً إقليميًا.
وأكَّد عبد الجليل أن تنفيذ حملات التلقيح المخطط لها يتطلب جهوداً كبيرة، وخاصة في المناطق عالية الخطورة والتي لا يمكن أن تنجح الحملة في الوصول إليها والعمل مع كل الشركاء المحليين في كل المناطق وتنمية قدراتهم وتمكينهم لتنفيذ الحملات بشكل فني جيد.
ولفت إلى أن "اليونيسيف" ساهمت بتوفير غرف التبريد ومستلزمات سلسلة التبريد الأخرى وصناديق السلامة و"السيرنكات"، إضافة لبطاقات التلقيح وتدريب العاملين الصحيين وتوفير المطبوعات اللازمة، وأن المنظمة قدمت بعض اللقاحات لدعم الوزارة وستقوم بتوفير لقاح شلل الأطفال الفموي لحملات التلقيح المقبلة.
وأعربت اليزابيث هوف الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في سورية عن أسفها حيال انخفاض التغطية باللقاحات في سورية إلى 60 في المائة نتيجة الظروف الراهنة، بعد أن كانت من أعلى نسب التغطية في العالم.
وأكَّدَت أن اللقاح المستخدم في سورية آمن، وهو عبارة عن بضع نقاط في الفم تحمي الطفل مدى الحياة، ولا يتطلب التلقيح وجود طبيب أو ممرضة، وأخذ أكثر من جرعة غير خطير على الصحة، معتبرة أن الحل الوحيد الذي يضمن الوصول إلى كل طفل هو تشكيل فريق من العاملين المحليين والانتقال من منزل لمنزل.
يشار إلى أن الحملات تجري بالتعاون مع منظمتي "اليونيسيف" و"الصحة العالمية" وكانت وزارة الصحة السورية أطلقت في الشهر الماضي حملات تلقيح وطنية شملت الأطفال أقل من سن الخامسة، وأخرى شملت طلاب المدارس حتى الصف السابع الشهر الماضي.