الجزائر - سميرة عوام
تشهد المستشفيات في الجزائر خلال الأشهر الأخيرة حالة من الفوضى واللامبالاة من طرف رؤساء مصالح الأمراض المعدية، لاسيما في ما يتعلق بعدم التزام عُمال القطاع الصحي بمعايير وشروط النظافة داخل الأقسام الطبية على اختلاف تخصصاتها، الشيء الذي جعل الأمراض والأوبئة تنتشر بكثرة مما يهدد الصحة العامة
للمواطنين.
وكشفتْ تقارير مصلحة الأوبئة والطب الوقائي في مستشفيات الجزائر، أن "75% من الأمراض المعدية التي تشهد انتشارًا كبيرًا يعود سببها الرئيس إلى عدم احترام الكثير من الأطباء وحتى الممرضين لشروط النظافة، أهمها غسل الأيدي عقب كل معاينة طبية، الأمر الذي ساهم في انتشار الأمراض المعدية التي كان بالإمكان التحكم في عدم استفحالها بإتباع السبل الوقائية التي تعتبر النظافة شرطًا أساسيًّا في السيطرة عليها، لاسيما وأن العلاقة المتبادلة بين الطبيب والمريض علاقة مباشرة، ما يساهم حتمًا في تعزيز انتقال العدوى من الطبيب إلى المريض على اعتباره وسيطًا رئيسًا في تلك العملية التي تستوجب من الجميع وعيًا كافيًا بتداعياتها السلبية".
وشدَّد وزير الصحة الجزائري، على "ضرورة احترام جميع العاملين في السلك الطبي لبرامج طب العمل، التي يتم إعدادها من قِبل القائمين على القطاع بشكل دوري، لما لهذه البرامج من دور فعال في تعزيز السبل الوقائية التي تجنب بدورها القطاع خسائر مادية فادحة"، مشيرًا إلى "تدني نسبة استجابة الموظفين إلى عملية إجراء الفحوصات الطبية الدورية، حيث لم تتعد، حسب دراسة تم إجراؤها خلال العام الماضي في مصلحة الأمراض المعدية، 30% فقط، وهي نسبة تدل على عدم اكتراث عمال القطاع الصحي بطب العمل شكلًا ومضمونًا لأسباب تتعلق في مجملها بانعدام الحس المعرفي لديهم بفوائد الكشوف الطبية الدورية".
وأضاف الوزير، أن "عدم التزام غالبية عمال القطاع الصحي بمعايير العمل الموضوعية، لاسيما في ما يتعلق منها بعملية فرز وتسيير النفايات الطبية على غرار عدم التزام الكثير منهم برمي مخلفات المواد العلاجية، خصوصًا تلك التي تتوفر على مواد مشعة أو سامة في أكياس صفراء تم توجيهها مباشرة إلى الحرق".
وأكدت الوزارة، على "ضرورة تكوين ورش عمل لقطاع الصحة في الجزائر على اختلاف مستوياته بغرض رفع الوعي لدي العاملين فيه، وتعزيز فكرة الخضوع إلى شروط ومقاييس فرز النفايات الطبية قبل التخلص منها داخل أقسام المستشفى لحماية الطاقم الطبي من مخاطر الأمراض المنتشرة".