لندن ـ سامر شهاب
تمكن اختبار بريطاني جديد من تحديد سبعة أنواع متميزة لسرطان الثدي، ومن المتوقع أن يؤدي إلى علاجات أكثر دقة، وتحديد مؤشرات أكثر حيوية، تساعد الأطباء في خطط العلاج، تتناسب مع المرض، وتجنبهم الإفراط في العلاج، أو الإقلال منه.
ودرس العلماء البريطانيون، الذين تمولهم حملة سرطان الثدي، المؤشرات الحيوية في 1.073 عينة للورم، من بنك الأنسجة، حيث وجدوا أن 93% من العينات تناسب سبعة أنواع
من المرض، في حين كان ٧% من العينات يحمل خصائص أخرى مختلطة، ومن الصعب تصنيفها، كما تم التحقق من أنواع السرطان عبر استخدام 28 عينة أخرى للورم.
وتمكن العلماء من تحديد الفئات السبع عبر خلط مستويات مختلفة لـ 10 بروتينات، موجودة في خلايا سرطان الثدي، تشمل بروتين "ER"، و"HER2"، وآخرى لم يتم اختبارها بعد، مثل "P53"، و"cytokeratins"، و"HER3"، و"HER4"، مؤكّدين أن لكل نوع من السرطان تأثير مختلف على المريض.
ويوضح الباحث الدكتور آندي غرين، من جامعة "نوتنغهام"، أنه "مع تزايد خيارات العلاج المتاحة لمرضى سرطان الثدي، فإن اتخاذ القرار بشأن اختيار طريقة العلاج الأنسب يزداد تعقيدًا"، مشيرًا إلى أن "تحسين الرعاية، والنتائج، لمرضى سرطان الثدي تشمل الاختيار الأمثل للعلاج الفعال"، مؤكّدًأ أنه "بالقدر من الأهمية نفسه، ينبغي أن يكون التحسن في استراتيجيات موازية، بغية تجنب العلاج غير الضروري، وكذلك الآثار الجانبية"، لافتًا إلى أن "التكنولوجيا اللازمة لقياس البروتينات في عينات الورم موجودة بالفعل في معظم مختبرات علم الأمراض، في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وصنّف الباحثون، العام الماضي، 10 أنواع مختلفة من سرطان الثدي، على أساس عيوب الجينات الكامنة، ولكن لا يمكن تحديدها إلا عبر استخدام التنميط الجيني المتطور، ما يجعل هذا النوع من الاختبار مكلفًا للمرضى، وغير عملي"، مبينًا أنه "في المقابل، يمكن لاختبار السبعة أنواع من السرطان أن يكون جاهزًا للاستخدام في العيادات، في أقل من عامين".
وبيّّنت الرئيس التنفيذي لحملة سرطان الثدي البارونة ديليث مورغان أن "المرضى في حاجة لضمان استخدام علاجات منقذة للحياة، وهو ما يتطلب تطوير العلاجات المتوفرة في العيادات، بغية أن تكون أكثر فعالية"، مشيرة إلى أن " على العلماء إيجاد العلاج الصحيح لأولئك الذين سوف يستفيدون منه، ويجنب الآخرين آثار جانبية لا لزوم لها، حتى نتمكن، مع حلول عام 2050، من تحقيق ما نطمح إليه في التغلب على سرطان الثدي"، مؤكدة أن "الاختبار الجديد يمكن أن يكون خطوة واقعية نحو تحقيق تشخيص أثر دقة للمرض، وبالتالي تحديد العلاج الأكثر فائدة للمريض، ما يقدم الأمل إلى 50 ألف سيدة تصاب بسرطان الثدي في المملكة المتحدة كل عام".
يذكر أنه لم يتم تحديد سوى نوعين من البروتينات في خلايا سرطان الثدي، حتى الآن، أحدهما هرمون الاستروجين ريسبتور "ER"، الذي يجعل الورم حساسًا للهرمون، والآخر هو "HER2"، الذي يستجيب لأدوية سرطان الثدي.