الدار البيضاء - سعيد بونوار
تنظر نساء المغرب المُقبلات على الولادة إلى "المولدات" أو"القابلات" (كما يطلق عليهن المغاربة) كملائكة الرحمة اللواتي ينقذنهن من براثن الموت أثناء المخاض ويخففن من آلامهن، وتنظر الأسر والآباء خاصة إلى "المولدات" نظرة احترام وتقدير باعتبارهن يشرفن على أصعب وضع تعيشه المرأة في حياتها والمرتبط بولادة طفل من رحمها،
بيد أن هذه النظرة بدأت تتلاشى مع اضطرار عدد من النساء إلى "الولادة" في الشارع بسبب تعنت "مولدات" تابعات للقطاع العمومي، أو بسبب غياب وسائل لنقلهن إلى المستشفيات.
القضية التي أثارت الرأي العام المغربي وتحولت إلى حديث الأسر والمنتديات والمقاهي تعود فصولها المثيرة إلى تنامي حالات ولادة نساء مغربيات في الشوارع وأمام أنظارة المارة، وفي أحيان أخرى على متن سيارات الأجرة والعربات المجرورة بالدواب، إما بسبب رفض الاستقبال أو عدم التوفر على مستوصف صحي في بعض القرى النائية.
ولمواجهة هذا الإشكال الذي بات يؤرق وزارة الصحة المغربية، يجري التحضير لتعميم تجربة طائرات "الهيليكوبتر" الطبية للتدخل في الحالات الإستعجالية ومنها الولادة لدى سيدات في القرى والجبال والبوادي النائية والتي لا يمكن أن تصل إليها سيارات الإسعافات، وجاءت الرغبة في تعميم التجربة بعد نجاح تدخلات طائرة "هيليكوبتر" في مدينة مراكش في عدد من الحالات في الفترة الأخيرة.
يذكر أن عدد الولادات في المغرب يناهز 480.000 ولادة سنوياً وتتم بصفة طبيعية في دور الولادة والمصالح الاستشفائية العمومية، وسجل المغرب في الشهور الأولى من العام الجاري اضطرار 10 نساء أو أكثر إلى الولادة في الشارع، وهو ما اعتبره وزير الصحة المغربي بأنه "استثناءات".