لندن - رانيا سجعان
أكّد فريق من العلماء أن مريض السكر يواجه على نحو متزايد خطر الإصابة بمرض الزهايمر، وغيره من أمراض الاختلال العقلي، في حين يُذكر أن الكثير من الدراسات ربطت في السنوات الأخيرة بين مرض السكر وأمراض الاختلال العقلي من دون أن تعطي تفسيرًا لذلك.
وكشفت الدراسة الجديدة التي أُجريت في واشنطن - من خلال برنامج ضخم للرعاية
الصحية- عن وجود صلة بين ارتفاع نسبة السكر في الدم ومخاطر الإصابة بالاضطرابات العقلية، وذلك حتى في أوساط الأفراد الذين لا يعانون من مرض السكر.
ويقول الأستاذ في جامعة واشنطن دكتور بول كارين "إن نتائج هذه الدراسة قد تؤثر على معتقداتنا بشأن نسبة السكر في الدم والعقل".
ورصدت الدراسة نسبة السكر في الدم عند ما يزيد على 2000 فرد على مدار سبع سنوات كان بعضهم مصابًا بمرض السكر، ولكن لم يكن أيّ منهم مصابًا بأيّ نوع من أنواع الاضطرابات العقلية.
وخلال الدراسة، تعرَّض ما يقرُب من ربع هؤلاء لنوع ما من الأمراض العقلية وخاصة مرض الزهايمر، أو ما يسمى بـ "الخرف الوعائي".
واكتشف العلماء تزايدًا مستمرًا لتلك المخاطر مع ارتفاع معدَّلات السكر في الدم، حتى مع الأفراد الذين لم يكونوا من مرضى السكر، وأن العلاقة كانت طردية، بمعنى أنه كلما تزايد مستوى السكر في الدم تزايدت فرص الإصابة بالاضطرابات العقلية، والعكس صحيح.
وعلى الرغم من طول فترة الدراسة إلا أنها عجزت عن تفسير سر ارتباط ارتفاع نسبة السكر بالدم مع تزايد فرص الإصابة بالاضطرابات العقلية، كما أنها لم تقل ما إذا كان انخفاض نسبة السكر في الدم يمكن أن يكون بمثابة حماية للفرد من الاضطرابات العقلية.
وفي ضوء نتائج الدراسة، يوصي الخبراء مرضى السكر بضرورة تبني ممارسات صحية مثل ممارسة الرياضة بانتظام، وتجنُّب زيادة وزن الجسم عن المعدل الطبيعي، لتجنب مخاطر التعرّض لأيّ اضطرابات عقلية.
وعلى الرغم من أن الدراسة تُقدّم المزيد من الأدلة على أن المخ عضو يمكن أن يتضرر بسبب ارتفاع نسبة السكر في الدم، إلا أن الأمر يتطلب المزيد من الدراسات لمعرفة سبب ذلك.