لندن ـ رانيا سجعان
أكدت واحدة من أكثر الدراسات شمولا والتي أجريت على مستويات اللياقة البدنية في إنكلترا، أن واحداً تقريبا من كل 10 من البالغين، ساروا لمدة خمس دقائق متتالية في الأسابيع الأربعة الماضية. يدرس البحث الجديد أنماط الحياة لمليون شخص بالغ ، ويقوم بها مركز السوق والمنظمة العامة في جامعة "بريستول"، لرسم صورة مثيرة للقلق لبلد توجد فيه"مستويات عالية جدا من قلة النشاط البدني". ويرى معدو الدراسة "أن مستويات النشاط البدني تتأثر بشدة من جراء العوامل الاجتماعية والاقتصادية. واستخدمت الدراسة، التي يمولها مجلس البحوث الاقتصادية والاجتماعية، البحث السنوي للسكان الناشطين الذي تقوم به الحكومة ، والذي يعود تاريخه إلى العام 2006 ، لدراسة النشاط البدني في جميع السلطات المحلية في انكلترا وقياسه ضد عوامل مثل الدخل والجذور أو التشابه العرقي. ووجدت الدراسة أن ما يقرب من 80٪ من السكان فشلوا في تحقيق الأهداف الحكومية الوطنية الرئيسية - وهي أداء التمرينات المعتدلة لمدة 30 دقيقة على الأقل 12 مرة في الشهر. وتبين أن ما يزيد قليلا عن 8٪ من البالغين القادرين على السير - مع استثناء من التسوق - لم يمارسوا رياضة المشي بشكل مستمر لمدة خمس دقائق متتالية في غضون الأسابيع الأربعة السابقة ، بينما لم يمش 46٪ في وقت الفراغ لمدة 30 دقيقة متواصلة خلال الفترة نفسها. بالإضافة إلى أن ما يقرب من تسعة من أصل 10 لم يمارسوا رياضة السباحة، كما أن نسبة مماثلة لم تستخدم صالة الألعاب الرياضية. ووصفت أحدى واضعي التقرير ، البروفيسور كارول بروبير، النتائج بأنها " غريبة وأن مستوى النشاط البدني المنخفض مثير للصدمة." وتقدم النتائج دليلا على وجود علاقة مباشرة بين تعليم الفرد، دخل الأسرة وحرمان المنطقة المحلية ومستوى النشاط البدني. حيث تشهد المناطق ذات الوضع الاقتصادي الأعلى زيادة في مستويات النشاط البدني. 12٪ فقط من البالغين الحاصلين على شهادة تعليمة ا يمارسون النشاط البدني. في المقابل، أولئك الذين ليس لديهم مؤهلات لا يمارسون النشاط البدني بمقدار ثلاثة أضعاف. ووجدت الدراسة أن الخمول متعلق بشكل كبير بحرمان المنطقة المحلية. حيث يوجد في المناطق التي تتمتع بعدد أكبر من المرافق الرياضية ، ارتفاع في معدلات ممارسة الرياضة، وهم أقل عرضة لظاهرة عدم ممارسة النشاط البدني. وقالت بروبير "أن الأدلة على أن اللياقة البدنية العامة للشخص يتم تحديدها جزئيا حسب العوامل الاجتماعية والاقتصادية الأوسع والتي لها عواقب كبيرة بالنسبة الى المجتمع ككل. وأضافت :"إن الخمول البدني هو أهم سلوك صحي يتم تعديله لمواجهة الأمراض المزمنة ، بحيث تظهر هذه النتائج أن الخمول البدني في إنكلترا يعتمد على التدرج الاجتماعي والاقتصادي بدرجة كبيرة ، مع دليل واضح أن التفاوت يكون على اساس الجنس والفئة العرقية والعمر والمنطقة الجغرافية والاجتماعية والاقتصادية ." وكشفت نتائج الدراسة "أن الأشخاص ذات الاصول الهندية أقل احتمالا لتحقيق هدف النشاط البدني من الاشخاص البيض" . وأضافت بروبير :"فهي تشير إلى أن العوائق المالية وكذلك الثقافية يجب التغلب عليها للحد من انتشار الخمول البدني". وقد أشارت العديد من الدراسات أن المملكة المتحدة هي واحدة من الدول الأقل نشاطا بدنيا في أوروبا. ووفقا لإحدى الدراسات، حقق 6٪ فقط من الرجال و 4٪ من النساء هدف وزارة الصحة في المستويات الموصى بها للنشاط البدني. و يعاني أكثر من ربع السكان البالغين من السمنة المفرطة ، في حين تم تصنيف 44٪ من الرجال و 33٪ من النساء بأنهم يعانون من زيادة الوزن. وقد رفعت الحكومة أهدافها لممارسة النشاط البدني، لتصل إلى 12-18 مرة في الشهر. وقالت بروبير: "اذا لم يصل 80٪ من الناس إلى الهدف الأول، فإن ذلك يثير تساؤلات حول سبب رفع الحكومة للحد الادن من المستويات".