واشنطن ـ رولا عيسى
وجد العلماء وسيلة لتخفيف الحروق الناتجة عن التعرّض لأشعة الشمس، فقد تمكّنوا من تحديد المادة الكيميائية التي تصيب الجلد بالآلام والحَكَّة بعد التعرُّض لساعات لأشعة الشمس.ويمكن لهذا الاكتشاف أن يؤدِّي إلى تعزيز كريمات الشمس التي توفر حماية إضافية ضد الحروق، ومن ثمّ تقليل احتمالات الإصابة بسرطان الجلد.
وتتم معظم حالات حروق الشمس بواسطة التعرض للأشعة الفوق بنفسجية للشمس، وإذا تم استخدامه بطريقة معتدلة يمكن لهذا النوع من الضوء أن يكون مفيدًا، كما أنه يعزز مستويات فيتامين B الذي يحتاجه الجسم.
ولكن النسب الزائدة تضر طبقات الجلد وتصيبها بالشيخوخة، كما ترفع نسبة احتمالات الإصابة بالسرطان.
ويركّز البحث، الذي قامت به جامعة ديوك في ولاية كارولينا الشمالية، على جزيء يسمى "TRPV4"، وهو موجود بكميات كبيرة في طبقة الجلد الخارجي.
واكتشف العلماء من خلال استخدام الفئران وعينات من الجلد البشري، أن المواد الكيميائية هي سبب الألم والضرر الناتج عن حروق الشمس.
على سبيل المثال، تم معالجة الفئران بالهندسة الوراثية لعدم إنتاج "TRPV4" في بشرتهم، وعانت من بعض الآثار عند تعرّضها للأشعة فوق البنفسجية.
في المقابل، كانت الفئران العادية حسّاسة للغاية إذا تم لمسها، وتعرضت لتقرح الجلد. وكان لعقار تجريبيّ التأثير نفسه.
وكانت نتائج البحث على عينات الجلد البشري أيضًا واعدة، وهي تقارير لدورية وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
ويقول الباحثون "هناك حاجة إلى المزيد من العمل، ولكن يجب توخّي الحذر من التعرض لأشعة الشمس لأنها تحتوي على "TRPV4"، وذلك للحماية من هذه النوعية من الحروق".
وأضاف فولفجانج ليدتكي، أحد كبار مُعِدِّي الدراسة: "أعتقد أننا يجب أن نكون حذِرين لأننا نريد أن نرى تأثير تثبيط "TRPV4" على عمليات أخرى تجري في الجلد. يمكنني أن أتصور أنه تم خلطه مع كريمات الحماية التقليدية لتوفير حماية أقوى ضد التعرض لأشعة الشمس الضارة".
ووصف خبراء بريطانيون البحث بأنه "مثيرٌ جدًا للاهتمام".
وقال مات غاس، من الجمعية البريطانية للامراض الجلدية: "بشكل واضح هذا البحث لا يزال في مرحلة مبكرة، ولكن نَوَدّ أن نرحِّب بمزيد من الدراسات في هذا المجال لإثبات هذا الاقتراح. سرطان الجلد هو أكثر أنواع السرطان شيوعًا في المملكة المتحدة، واحدة من أسرع أنواع السرطان الذي ينتشر بشكل متزايد لدى الشباب - وأيّ تقدم يساعدنا على منع ذلك سيكون خطوة مهمة".
البحث يمكن أن يؤدي أيضا إلى علاجات جديدة لأنواع أخرى من الألم، بما في ذلك الآلام التي يعاني منها الأشخاص الذين شاركوا في حوادث الطرق.
وقال الدكتور ليدتكي، الذي يعمل في عيادة الألم ويتعامل مع ضحايا حوادث السيارات وطلقات البندقية: "لقد اكتشفت تفسيرًا جديدًا لماذا تؤلمنا حروق الشمس. إذا فهمنا حروق الشمس بشكل أفضل، يمكن أن نفهم الألم بشكل أفضل، لأن ما يصيب مرضاي يومًا بعد يوم هو ما يؤثّر موقّتًا على الأشخاص الأصحاء الذين يعانون من حروق الشمس".