واشنطن ـ رولا عيسى
كشفت أكثر من دراسة حديثة عن احتمال توصّل العلم يومًا ما إلى الحصول على مزايا وفوائد التمرينات الرياضية عن طريق ابتلاع حبّة بدلاً من بذلِكَ المجهود البدني.
وعلى الرغم من أن هناك بعض الدراسات التي تبشر بقرب التوصل إلى ذلك، يبقى
السؤال الذي يطرح نفسه في الأوساط الطبية والبدنية بشأن ما إذا كانت هذه الخطوة تتسم بالحكمة.
وتأتي هذه الدراسات الحديثة التي نُشرت هذا الأسبوع في دوريّة "الطب الطبيعي" امتدادًا لدراسة سبق نشرُها، العام الماضي، في تلك الدورية.
ويقول فريق العلماء الأميركي الذي قام بتلك الدراسة في فلوريدا: إن المركب الذي توصلوا إليه وقاموا بحقن فئران التجارب فيه زاد من معدّل تنشيط نوع من البروتين يحمل اسم (REV-ERB)، والمعروف بتحكُّمه الجزئي في الإيقاع اليومي والساعة البيولوجية الداخلية.
وكشفت التجارب عن انخفاض وزن الحيوانات التي تم حقنها بالمركب، حتى على الرغم من تناولها أغذية غنيّة بالدهون، بالإضافة إلى تحسُّن معدلات الكوليسترول لديها.
كما كشفت التجارب عن أن الحيوانات التي تم حقنها قد استخدَمت قدرًا أكبر من الأوكسجين على مدار اليوم، وكانوا أكثر طاقة وحيوية بنسبة خمسة في المائة زيادة مقارنة بغيرهم من الحيوانات التي لم يتم حقنها بالمركب.
وكشفت التجارب أيضًا أن معظم الحيوانات كانت أكثر تكاسلاً من الناحية البدنية قبل حقنها، وعلى ما يبدو فإن العقار كان يمدهم بالنشاط من دون مجهود.
ويحاول العلماء الآن اكتشاف ما يفعله العقار داخل العضلات والقيام بهذا التمرين الاصطناعي.
وعلى الرغم من أنهم يدركون أن العقار يزيد من عنصر البروتين (REV-ERB)، إلا أنهم لم يعرفوا بعد ما يفعله بالضبط ذلك البروتين داخل العضلات.
ويقول الذي شارك في الدراسة العالم توماس بوريس: إن العقار يقوم بدور مشابه لما يقوم به التمرين الرياضي"، ويضيف أنه من غير المستبعد أن نشهد في المستقبل قيام ذلك العقار بتمكين الناس وخاصة المعاقين العاجزين عن القيام بالتمرينات الرياضية، من الاستفادة من تلك المزايا الصحية من دون مجهود.
ولكنه أكد على أن ذلك لن يكون في المستقبل القريب وذلك في ضوء أن عدم معرفة ما إذا كان في الإمكان زيادة معدلات عنصر البروتين(REV-ERB) عند الناس الأصحاء، بالإضافة إلى احتمالات قيام الرياضيين باستخدامه كنوع من المخدر.
ولم يُعرف بعد ما إذا بإمكان هذا العقار أن يحدث نفس التأثيرات السيكولوجية التي تسفر عنها التمرينات الرياضية، وما إذا كان هناك أثار جانبية.
ومع ذلك فإن الدراسة الأخيرة تبشر بالأمل من خلال النتائج التي أسفرت عنها التجارب التي أجريت على الفئران.
ويقول الدكتور بوريس إنه من المرجح أن يقبل على هذا العقار العديد من الناس بسبب إغراء فكرة الحصول على اللياقة البدنية من دون بذل مجهودًا ولكنه يؤكد على أبحاثه هنا تستهدف مساعدة هؤلاء الذين لا يستطيعون القيام بالتمرينات الرياضية بسبب الإعاقة، وليس هؤلاء الكسالى الذين لا يرغبون في بذل مجهود على الرغم من أن التمرينات البدنية تنطوي على العديد من المزايا.