لندن ـ ماريا طبراني
ينبغي على الناجين من النوبات القلبية اتباع نظام غذائي متوسطي "ذو علاقة مع البحر الأبيض المتوسط"، وممارسة التمارين الرياضية كل يوم لتجنب خطر الوفاة قبل الأوان، وذلك وفقًا لارشاد طبي جديد.ويقول الإرشاد إن 1.5 مليون شخص ممن يعانون من نوبات قلبية يجب أن يتناولوا مزيد من الخبز والفاكهة والخضروات والأسماك، والقليل من الجبن واللحم،
وأن يتناولوا الزيوت النباتية محل الزبد.
ولكن، للمرة الأولى، يُنصح الأشخاص بعدم تناول الأسماك الزيتية، أو المكملات الغذائية من أوميغا 3، أو المقويات الغذائية التي تحتوي على أوميغا 3، ولا سيما من أجل منع المزيد من النوبات القلبية.
ويُنصح الناجيين من النوبات القلبية بتناول حصتين أو ثلاث من السمك الزيتي مثل الرنجة أو الماكريل كل أسبوع.
ويقول إرشاد جديد من المعهد الوطني للصحة والرعاية المتميزة "نايس Nice": إن العلاجات الجديدة لم تجعل هناك حاجة لهذا النهج.
ويضيف أن "دليلاً جديدًا يدل على أن خطر الحوادث القلبية الوعائية مثل النوبات القلبية أو السكتات الدماغية، هي مختلفة جدًا اليوم بسبب العلاجات الجديدة التي تتوفر الآن".
ويقول "وهذا يعني أنه قد يكون تأثير النظام الغذائي الذي يعتمد على الأسماك الزيتية في منع مزيد من النوبات القلبية أو السكتات الدماغية ضئيلاً للغاية".
ويواصل "يجب على الناجين من الأزمات القلبية تناول الأسماك كجزء من النظام الغذائي المتوسطي"، أي "ذو علاقة مع البحر الأبيض المتوسط".
وينبغي أن يتضمن هذا النظام الغذائي أيضًا الخبز والفاكهة والخضورات والتقليل من اللحم والزبد والجبن، وتناول الكثير من المنتجات التي تعتمد على الزيوت النباتية.
ويُنصح الناجون، جنبًا إلى جنب مع كل البريطانيين، بتناول السمك مرتين على الأقل في الأسبوع، بما في ذلك حصة واحدة من الأسماك الزيتية.
ودخلت حوالي 80 الف حالة مرضية إلى المستشفى في انجلترا وويلز العام 2011 بسبب الإصابة بالنوبات القلبية.
وكانت نسبة الرجال الذي أصيبوا بتلك النوبات القلبية ضعف عدد السيدات.
ويوجد حاليًا مليون رجل، و 500 ألف سيدة في بريطانيا مصابين بأزمات القلبية ومعدل النجاة تشهد تحسنًا منذ أواخر 1990.
وينبغي إعطاء العقاقير التي تهاجم الجلطات على الفور عقب النوبة القلبية، والعلاجات مثل خفض ضغط الدم لمنع وقوع هجمات لاحقة على الفور.
وقال مدير مركز الممارسة السريرية في نايس NICE البروفيسور مارك بيكر "إنه على الرغم من وجود تحسن في عدد الأشخاص الناجين من النوبات القلبية، فإن مرض القلب لا يزال القاتل الأكبر في بريطانيا، والذي يؤدي إلى وفاة 80 ألف شخص كل عام".
وأردف "كما أنه يسبب مشكلات مستمرة في الصحة لآلاف آخرين. والأشخاص الذي سبق لهم وتعرضوا لنوبة فلبية تزيد لديهم نسبة الخطر بنسبة كبيرة عن غيرهم".
وتابع "يجب أن يضمن متخصصي الرعاية الصحية أن هناك برنامج للتعليم والنشاط، لمساعدة الناس على التعافي من النوبات القلبية ومساعدتهم على الحياة بشكل طبيعي قدر الإمكان، يُصمم لتحفيز الناس على الحضور وإتمام ذلك.
وأضاف "يجب أن يتم تشجيع الاشخاص الذي تعرضوا لنوبة قلبية سابقا علي تناول الطعام الصحي، ونظام غذائي متوسطة "ذو علاقة بالبحر المتوسط"، وممارسة التمارين الرياضية كل يوم من أجل تقليل مخاطر الاصابة بنوبات قلبية مرة أخرى".
ويتضمن الدليل الإرشادي نصيحة بشأن استخدام الدعامات لتوسيع الشرايين بعد الإصابة بأزمة قلبية، وجرعات دوائية جديدة لمنع حدوث جلطات الدم، واستخدام الأدوية لخفض ضغط الدم والتحكم في نبضات القلب.
وقال المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية الدكتور مايك كنابتون "هناك شيء واحد لانقاذ الحياة، هناك شيء اخر يعطي للمرضي حياة تستحق الحفاظ عليها. هناك حاليًا 44 % فقط من المرضي المؤهين لتلقي إعادة تأهيل القلب، على الرغم من الأدلة التي تثبت أن ذلك يمكن أن يقلل من مخاطر الوفاة المبكرة".
وأضاف "ومن المثير للاهتمام، فإن الأسماك الدهنية لم تعد في قائمة طعام الذين أصيبوا بأزمة قلبية من قبل، ولكن فوائد حمية البحر الأبيض المتوسط الغذائية تم التأكيد على أنها تساعد بشكل كبير في الإرشاد الطبي.
وتابع "ويبقى أن نرى مدى سرعة خدمة الصحة الوطنية "NHS" في تنفيذ أي خطوط إرشادية جديدة".