لندن ـ ماريا طبراني
كشفت دراسة حديثة، عن الأسباب التي تؤدي إلى سماع مرضى الصرع لطنين في آذانهم، بعد تناول أدوية الصرع. وقالت الدراسة التي أجراها فريق بحثي في كلية الطب في جامعة بتسبرج، "إن هذا الطنين لا يمكن علاجه في الوقت الحالي، حيث يعاني 15% من المصابين بالصرع من سماع طنين مثل أصوات الفئران والزئير والطقطقة وغيرها من الأصوات المتوهمة بعد تناول الأدوية، وأنه تم التوصل إلى حقيقة مؤداها أنه لا وجود لعلاج لظاهرة الطنين التي يعاني منها مرضى الصرع بعد تناول العلاج، حيث بدأ الباحثون في التركيز على المنطقة المسؤولة عن السمع في المخ أو المراكز العصبية السمعية التي تتمركز في نواة القوقعة الظهرية، ومن المرجح أن أدوية الصرع تسبب حالة من النشاط المفرط لخلايا نواة القوقعة الظهرية المسؤولة عن المركز العصبي السمعي". وركزت الدراسة بشكل مكثف على القنوات الدقيقة التي تُسمى KCNQ والمسؤولة عن التخلص من أيونات البوتاسيوم التي تطردها الخلايا المكونة للقوقعة، وكان من بين الملاحظات التي رصدها الباحثون في هذا الصدد، عندما أجروا التجربة على الفئران، أن الفئران المصابة بنشاط مفرط لسبب الطنين، تعاني من تراجع في مستوى نشاط قنوات KCNQ المسؤولة عن التخلص من البوتاسيوم لتلعب دور الفرامل التي تحول من دون إصابة الخلايا العصبية بحالة من النشاط المفرط. وأثبتت تجربة عملية أخرى، أن التعرض لسماع صوت بقوة 116 ديسيبل، أي ما يعادل صوت صافرة سيارة الإسعاف، لمدة 50 دقيقة، يؤدي إلى الإصابة بالطنين، وبناءً على ذلك، توصلت الدراسة إلى أن الحقن بمادة "ريتيجاباين"، التي تعمل على تنشيط خلايا قنوات KCNQ المسؤولة عن التخلص من البوتاسيوم وإخرجه من المركز العصبي السمعي، يخلص مرضى الصرع من حالة الطنين التي تصيبهم بعد تناول الدواء، وذلك شرط أن يتم تناول مستحضر "ريتيجاباين" الخاص بعلاج الصرع بعد التعرض لقدر من الضوضاء أولًا.