لندن ـ ماريا طبراني
يؤدي الإيمان بالرب إلى تحسن في حالة هؤلاء الذين يعانون من الاكتئاب وفقًا لأحدث الدراسات، فقد أثبتت دراسة أجرتها مستشفى ماكلين في يلمونت في ولاية ماساشوستس في الولايات المتحدة أن الإيمان بالوجود العلوي يؤدي إلى تحسن كبير في حالات عدة تعاني من الأمراض النفسية، وأن الصلاة والدعاء مفاتيح جديدة للعلاج.واستندت الدراسة إلى متابعة 159 حالة مودعين في مستشفى ماكلين، والذين تعرضوا إلى برنامج جزئي للصحة السلوكية على مدار عام كامل، للبحث في
العلاقة بين درجة إيمان المريض بالرب ونتائج توقعات العلاج النفسي، ونتائج العلاج الفعلي الذي يتلقاه المرضى.
طلب الباحثون من كل مريض تسجيل درجة إيمانه بالرب، وتوقعاته لنتائج العلاج، والنتائج الفعلية لهذا العلاج باستخدام مؤشر مدرج يتكون من خمس نقاط.
وتم رصد مستويات الاكتئاب والرفاهية والإضرار بالنفس، وتقييم تلك المستويات قبل الخضوع للبرنامج العلاجي.
جاءت النتيجة أن اكتشف الباحثون أن هناك فارقًا كبيرًا بين نتائج توقعات العلاج ونتائج العلاج الفعلي بين المرضى الذين أجابوا على السؤال "هل تؤمن بالرب؟" بـ "لا" و "إلى حدٍ ما" والذين ثبت أنهم أقل استجابة للعلاج مما كانت إجاباتهم بـ "نعم" أو "كثيرًا".
وكشفت الدراسة أن 30% من عينة الدراسة تلقوا العلاج وحصلوا على نتائج إيجابية إلى حدٍ بعيدٍ نتيجةً للاستجابة للعلاج، وهم من ثبت أن لديهم انتماءً دينيًا معتدلاً أو قويًا (إيمان معتدل أو قوي بالرب).
نُشرت نتائج الدراسة مجلة "أفيكتيف ديسأوردرز Affective Disorders"، والتي أشارت إلى أن هناك علاقة وثيقة بين الإيمان بالوجود الفوقي وتحسن حالة المرضى النفسيين المصابين بالاكتئاب وغيره من الأمراض النفسية، حيث ثبت من خلال الدراسة أن الإيمان بالقوى العلوية يزيد من استجابة المرضى النفسيين للعلاج مقارنةً بدرجات أقل من الاستجابة لدى هؤلاء الذين لا يظهرون انتماءً دينيًا، أو إيمانًا بالرب، أو لديهم إيمان ضعيف.
وركزت دراسات سابقة على العلاقة بين الصلاة والعلاج النفسي ودرجة الاستجابة له، كما كانت هناك دراسات سابقة أثبتت بالفعل وجود علاقة بين الإيمان بالرب وأثره النفسي الإيجابي الذي أدى إلى الاستجابة للعلاج الطبي، حيث أشارت دراسة أُجريت في مستشفى سان فرانسيسكو العام إلى أن 393 حالة من ذوي المشكلات في القلب والشرايين تحسنت بالفعل بسبب ارتفاع درجة الإيمان بالقوى العليا.
في إطار تلك الدراسة، تم أخذ رأي حالات في المشاركة في الدراسة من دون إخبارهم بأن الموضوع الرئيس للدراسة هو الصلاة، وبالفعل بدأت مجموعة من الغرباء عن عدد من هؤلاء المرضى في الصلاة والدعاء لهم من دون أن يعلموا عنهم سوى الاسم فقط.
كانت النتيجة مذهلة حيث تعرض من تمت الصلاة لأجلهم من جانب غرباء لا يعرفون عنهم سوى الاسم فقط إلى مضاعفات أقل بفضل الصلاة والدعاء الذي تلقاه هؤلاء المرضى، كما تحسنت حالات المرضى الذين أُقيمت الصلوات من أجلهم لدرجة أنهم غادروا المستشفى قبل باقي عينة الدراسة.