دمشق - جورج الشامي
شهد أحد المستشفيات الميدانية في درعا جنوب سورية واحدة من أضخم العمليات الجراحية، والتي شارك فيها 5 جراحين واستمرت لمدة 13 ساعة، فيما تجاوز عدد الأطباء السوريين الذين هجروا سورية أكثر من 20 ألفاً وذلك وفقا لما ذكره عضو الائتلاف السوري المعارض الدكتور جواد أبو حطب.وقال أخصائي جراحة عامة وقلبية الطبيب محمد العبدالله في حديث
لأحد مواقع المعارضة السورية إن العملية عبارة عن وصله وعائية بين الشريان تحت عظم الترقوه الأيسر إلى الشريان الإبطي عند نهايته، لافتاً إلى أنه اشترك بها 5 جراحين من 3 مشافٍ ميدانية واستمرت العملية من 12 ليلا حتى1 ظهراً، وتم خلالها فتح صدر فيها وكسر وتبعيد للترقوه وأخذ الوصلة من المريض نفسه من الفخذ. ولفت إلى أن أبرز أوجه المعاناة التي واجهتهم خلال العملية انقطاع مستمر في التيار الكهربائي في عموم المنطقة الشرقية إضافة لاستمرار القصف المدفعي والصاروخي ، وهو ما أضاف معاناة أخرى للعملية التي استنفرت جهود الأطباء إضافة لنوعية الخيطان السيئة التي كانت تتقطع مما أربكهم ليضطروا إلى إعادة تخيطها أكثر من مره.
ورفض العبدالله الكشف عن مكان العملية تجنباً لقصفها من قوات الحكومة مكتفياً بالإشارة إلى أنها تمت في المنطقة الشرقية من محافظة درعا وبجهود استثنائية وبرزت روح التعاون بين زملاء المهنة من العظمية إلى الأوعية الوحيد بدرعا وتفاني الكادر التمريضي الذي قدم من مستشفيات معربة الميادني وعيسى عجاج وشهداء حوران الميداني.
وقال طبيب آخر إن أهمية العملية في نوعيتها الفريدة والتي تحتاج لمشافٍ كبيرة الحجم ولإمكانات وغياب أية مظلة صحية تدعم الجرحى وتوفر لهم الحماية، إضافة إلى أنها يمكن أن تكون معيار القادم من الأيام، ويمكن البناء عليها وتوفير مزيد من الدعم الطبي لتقديم العلاج للجرحى هناك، وبالتالي تبقى احتمالات وصول جرحى إلى المستشفيات الأردنية في حدودها الدنيا.
وطالب الطبيب المنظمات الحقوقية والطبية بالعمل الجاد لتوفير الحماية للأطباء والجرحى وهذا الحد الأدنى حتى في الحروب بين الدول.