الدار البيضاء - جميلة عمر
أكدت وزارة الصحة أنها منحت إذنا بعرض في السوق لدواء مماثل لدواء بيولوجي مرجعي خاص، لعلاج مرض السرطان والمكون من مادة "تراستوزوماب" لفائدة مؤسسة صيدلية صناعية مغربية، طبقا للمعايير الدولية.
وأوضحت الوزارة في بلاغ اليوم الأربعاء، ردا على مقال صحافي بشأن ترخيص وزارة الصحة لدواء "هرتراز تراستوزوماب" تضمن "عدة مغالطات وتغيب عنه بعض التفاصيل التقنية والدقيقة"، أنه قد تم منح هذا الإذن بعد تطبيق مسطرة التقييم والمراقبة التحليلية الاعتيادية من طرف مديرية الأدوية والصيدلة والمختبر الوطني لمراقبة الأدوية المعتمد من طرف المديرية الأوروبية لجودة الأدوية، علما أن 20 دولة في العالم رخصت لتسويق هذا الدواء، كما أنه حاليا في طور التسجيل في أكثر من 35 بلد آخر، إلى جانب البلدان الأوربية والولايات المتحدة الأميركية.
أما بالنسبة لنتائج التفتيش الذي قامت به الوكالة الفرنسية للأدوية، والجاري به العمل في نطاق التسجيل الموحد الأوروبي، يضيف المصدر، فقد كشفت أن المادة الفعالة "تراستوزوماب" مصنعة طبقا لمعايير التصنيع الدولية المعتمدة. كما تضمنت نتائج التفتيش ملاحظات متعلقة بإلزامية المصنع بضرورة احترام بعض الشروط التقنية الخاصة بقواعد حسن إنجاز الصنع، وبالتالي فإن نتائج التفتيش لم تشكك في جودة هذه المادة الفعالة، بل اعتبرتها مادة ذات جودة عالية، كما تؤكد ذلك شهادة مطابقة لقواعد حسن إنجاز الصنع لهذه المادة بتاريخ 5 يوليو/تموز 2017 والموجودة في الموقع الإلكتروني للوكالة الأوروبية للدواء.
وأشار المصدر إلى أنه في حال الترخيص لهذا الدواء في مجموعة من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، بعد تتميم عملية التسجيل، فإنه لا يمكن تسويقه إلا في أوائل سنة 2019، وذلك لأسباب متعلقة ببراءة الاختراع وحق الاحتكار من طرف الشركة صاحبة الدواء الأصلي. أما بخصوص التعويض عن هذا الدواء، تضيف الوزارة، فالأمر يعود إلى لجنة داخل الوكالة الوطنية للتأمين الصحي التي ستجتمع لاحقا للبت في هذا الدواء وغيره من الأدوية طبقا للمساطر المعمول بها.
وشددت الوزارة على أن هذا الدواء يسوق في المغرب من طرف مؤسسة صيدلية رائدة عالميا في ميدان صناعة الأدوية الجنسية، مبرزة أن الغاية من ترخيص الوزارة لهذا الدواء تتمثل في حرصها الدائم والمنسجم مع الاستراتيجية الوطنية للدواء، والقائم على تسهيل ولوج المواطنات والمواطنين للأدوية بصفة عامة والأدوية الحديثة والمبتكرة والمكلفة بصفة خاصة، مثل هذا الدواء المماثل الحيوي المكون من مادة "تراستوزوماب"، الذي يستعمل لعلاج السرطان بكلفة 30 في المئة أقل من كلفة الدواء البيولوجي الأصلي.
واعتبرت الوزارة أن "مثل هذه المقالات التي تروجها بعض المنابر الصحافية تتضمن مغالطات تضر، ليس فقط بقطاع الصحة بالمغرب، بل تمس بشكل مباشر بأهم المؤسسات الاقتصادية المنتجة بالبلاد، كما أنها تعكس بعض الصراعات والحروب بين شركات الإنتاج وهذا ماتفرضه أحيانا أساليب المنافسة والرغبة في السيطرة على السوق والاحتكار".
وأكدت وزارة الصحة أنها لن تذخر أي جهد لتوفير أحدث العلاجات اللازمة والضرورية للتكفل بالمرضى المغاربة، لاسيما مرضى السرطان، مبرزة أنه سيتم قريبا تسجيل أدوية أخرى ستدخل السوق المحلية لتحسين الولوج للأدوية الحديثة والمبتكرة وبأقل تكلفة.