صنعاء ـ خالد عبدالواحد
في الوقت الذي زادت فيه حدة المعارك بين القوات الحكومية، ومسلحي جماعة الحوثيين الانقلابية، في مختلف جبهات القتال ، انتشرت الاوبئة والأمراض بالتزامن مع أمطار متفاوتة في كل أنحاء الأراضي اليمنية.
وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة" إنَّ اليمن يواجه موجة ثالثة محتملة من تفشي الكوليرا، مشيرًا إلى تزايد عدد المصابين خلال الأسابيع الأخيرة.
الموجة الثالثة
وأضاف ستيفان خلال المؤتمر الصحافي أنَّ الأمطار الحالية في اليمن تزيد من مخاطر حدوث الموجة الثالثة ، مضيفًا "في الشهرين الماضيين، إزدادت أعداد حالات الكوليرا المشتبه فيها.
وقال ستيفان " بين مطلع العام الحالي، ومنتصف آب/ أغسطس، تم الإبلاغ عن نحو 120 ألف حالة، رغم أنَّ هذا الرقم يبقى أقل مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2017، إلّا أنَّ تزايد الحالات في الأسابيع الأخيرة يدعو إلى التفكير في احتمال تفشي الموجة الثالثة من الوباء".
الوباء القاتل
وتم تسجيل 60 حالة إصابة بوباء الكوليرا في صنعاء الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثيين. وقال مصدر طبي" إنَّه تم تسجيل أكثر من 60 حالة إصابة بوباء الكوليرا في منطقة الجرواح، في مديرية صعفان، غرب العاصمة صنعاء خلال شهر أغسطس الجاري.
وأكَّد المصدر أنَّ وباء الكوليرا عاود الظهور في بعض مناطق المطيرية منذ الأسبوع الأول من أب / أغسطس، حيث تم تسجيل 62 حالة اشتباه بالمرض، معظمها في قريتي "عزلة الجرواح" والطرف، وأغلب المصابين من الأطفال.
وباء الكوليرا يتنشر بقوة
وفي محافظة المحويت المجاورة لها، اجتياح وباء الكوليرا من جديد منطقة القبلة ومناطق أخرى في المحافظة. وقالت مصادر طبية" إنَّ عدد حالات الوفيات نتيجة الإصابة بالكوليرا وفاة رجل وطفل، فيما بلغ عدد المصابين بالوباء أكثر من 20 حالة في منطقة واحدة فقط ولم تتوفر إحصائيات لبقية المناطق خلال الاسبوع الماضي.
ونشر ناشطون وإعلاميون بعض الاحصائيات في مناطق تواجدهم ، حيث أنَّ وباء الكوليرا يتنشر بقوة في مديرية المحويت في ظل عجز صحي في المديرية أو حتى مستشفيات المحافظة، ما ضاعف من معاناة المواطنين الذي يعانون أصلًا من حالة فقر مدقع وصلت حد المجاعة في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد بشكل عام.
وناشد الناشطون الجهات المختصة والمنظمات الصحية العاملة في البلاد المحلية منها والدولية وكل الخيرين بالعمل على انقاذ حياة الناس في قرى المديرية من خلال تقديم الخدمات العلاجية الطارئة لمواجهة المرض، بخاصة وأنَّ أغلب الناس لا يعرفون أعراض المرض ولا أساليب مواجهته والتصرف بعد الإصابة ، ليفارق العديد منهم الحياة لعدم معرفتهم أنَّهم مصابون بمرض خطير ويجب علاجه.
ووجه مكتب الصحة والسكان في محافظة عدن برفع الجاهزية القصوی للمرافق الصحية في المحافظة لمواجهة أي طارئ لعودة الاسهالات المائية.
وفي مدينة عدن العاصمة المؤقتة جنوب البلاد، قال مدير عام المكتب الدكتور جمال خدابخش" إنَّه تم رصد حالات الاسهالات المائية الحاده في مناطق المدينة الخصراء ومصعبين والشرقية والغربية في مديرية دار سعد،والبساتين والمنصورة".
وطالب خدابخش الجهات الرسمية في المحافظة إلی التوجيه السريع لمؤسسة المياه والصرف الصحي وصندوق النظافة بالمحافظة للتحرك العاجل في تنظيف الشوارع والحارات وعمل الإجراءات الوقائية للحد من انتشار هذه الظاهرة التي قد تتحول إلی وباء.
سُبل تجنب الإصابة
وطالب وسائل الإعلام الرسمية والأهلية وآئمة وخطباء المساجد وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي إلی الاسهام الفاعل في التثقيف والتعريف بكيفية اتباع السبل المثلی لتجنب الإصابة بالاسهالات كالنظافة العامة وغسل اليدين وشرب المياه النظيفة وغسل الخضار والفواكة جيدا قبل تناولها.
وتنتشر الكوليرا في أغلب المحافظات اليمنية، منها " آب وتعز ولحج والحديدة وأبين وحجة، وغيرها من المناطق".
وساهمت الأمطار الصيفية في تفشي الكوليرا في مختلف المناطق اليمنية، ماجعل المراكز الصحية التي أصبحت نادرة ومدمرة، عاجزة عن مكافحة الوباء المستشري".
موجة ثالثة
وتوقعت منظمة الصحة العالمية حدوث موجة ثالثة من وباء الكوليرا في اليمن، خلال موسم الأمطار التي تشهدها البلاد في الفترة من منتصف إبريل وحتى نهاية أغسطس.
ووفقا لتقرير عن منظمة الصحة العالمية، فإنَّ الحالات المشتبه بإصابتها بالكوليرا في البلاد بين 27 نيسان / إبريل 2017 و22 تموز / يوليو 2018، تجاوزت مليونًا و125 ألف حالة، في وقت بلغ عدد الوفيات بسبب المرض 2326 وفاة.
ويأتي هذا بالتزامن مع انتشار وباء حمى الضنك في محافظة شبوة وتعز، حيث اودى بحياة 10 أشخاص خلال الأيام الماضية. وأكَّد الدكتور صالح الحمصي منسق البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا في محافظة شبوة أنَّ الوضع الوبائي في المحافظة يزداد خطورة بعد انتشار الوباء في 12 مديرية وتمركزه حاليًا في مدينة عتق عاصمة المحافظة.
وتوقع انتقال العدوى الوبائية إلى الخمس المديريات المتبقية بالمحافظة، مشيرًا إلى أنَّ معاناة شبوة مع حمى الضنك مزمنة وباتت من الأمراض المستوطنة والقاتلة فيها منذ عام 2002م.
وفي محافظة تعز، أعلنت السلطات الصحية وفاة ثلاثة مواطنين من بين الحالات المصابة بحمى الضنك، جنوب غربي البلاد. وأكد الدكتور عبدالرحيم السامعي مدير مكتب الصحة بالمحافظة في تصريحات صحافية وفاة ثلاثة مصابين بحمى الضنك في مدينة تعز، وتوقع تزايد حالات الوفاة.
أشار السامعي إلى أنَّ المستشفيات العامة والخاصة في تعز سجلت 450 حالة إصابة بحمى الظنك خلال الأيام القليلة الماضية، بينها، 162 خلال الساعات الـ 24 الماضية.