واشنطن - رولا عيسى
يسعى الخبراء إلى البحث عن أفضل السُبل للإبقاء بعيدًا "قدر الإمكان" عن الجراثيم التي لا تُرى إلا بالعين المُجردة؛ فحين تنظر إلى مكتبك تعتقد أنه نظيف، ولكن يظهر شريط فيديو جديد أنَّ المكتب يمكن أنَّ يكون مستنقع بكتيريا غير مرئي، ويمكن لتلك البكتريا الانتشار بكل سهولة على اليدين والفم.وأكد الخبراء إنَّ واحدًا من كل أربع عاملين في المكاتب يفشل في غسل يديه بعد الذهاب إلى الحمام، وبالتالي يمكن للبكتريا الانتقال على الأبواب وألواح المفاتيح والفأرة على جهاز الكمبيوتر والذي سيصبح محمّلًا بملايين البكتيريا.
وتحذّر الأستاذ الجامعي وزميل الجمعية الملكية للصحة العامة، الدكتورة "ليزا أكيرلي"، من تأثيرات العطس عند شطف المرحاض، كما أنَّ عدم تغطية المرحاض قبل التنظيف ورشه، يعني أنَّ البكتيريا يمكنها أنَّ تغطي الأسطح البعيدة على مسافة 20 قدمًا، وأضافت:" إنَّ ذلك يسمح للجراثيم الانتشار في أنحاء غرفة المرحاض كافةً، وهذا يعني أنَّ ورق التواليت نفسه والأسطح الأخرى ينتشر عليها البكتيريا".وتنصح "أكيرلي" باستخدام منظّف المرحاض المضاد للبكتريا للقضاء على الجراثيم.
وعند الذهاب إلى الحمام تكون هناك 200 مليون جرثومة لكل بوصة مربعة على كل يد، والأيدي الملوثة بالفيروسات يمكنها أنَّ تنقل الجراثيم لأكثر من خمسة أسطح و14 موضع آخر.ووجد باحثون أميركيون أنَّ الجراثيم المتواجدة على مقابض الأبواب أو سطح الطاولة يتمّ نقلها من خلال مبنى المكتب أو الفندق في فترة من ساعتين إلى أربع ساعات.
وتوضح دكتورة "أكيرلي" أنَّ الدراسات تشير إلى وجود نحو 3 الآلاف كائن لكل بوصة مربعة على لوحة المفاتيح الخاصة بالكمبيوتر و1600 على الفأرة، مشيرة إلى أنك خلال وقت العمل تقرّر فجأة تناول الطعام دون غسل يديك، وبالتالي ستنتقل البكتيريا إلى فمك.ومن المعروف أنَّ 16% من الناس يحملون "نوروفيروس" والذي يسبب الإسهال ولكنها لا تظهر أيّة أعراض؛ حيث تشير "أكيرلي" إلى إمكانية حمل ذلك الفيروس ونقله إلى أنحاء المكتب كافةً، موصية باستخدام مادة معقمة لليدين بعد الخروج من الحمام وعلى مدار اليوم.
هذا يعني أنَّ حال ذهب شخص إلى الحمام ونسي غسل يديه، فإنه يلتقط الجراثيم وينقلها لأنحاء المكتب.وتواصل الدكتورة: "أكثر الطرق فعّالية لوقف العدوى في المكتب هو غسل اليدين، كما أنه يمكن تجنب نصف الأمراض عن طريق غسل اليدين على نحو فعّال، فبعد 20 ثانية من الغسيل يمكن وقف مسيرة الجرثومة، كما أنَّ ضمان تجفيف اليدين بعد الغسيل أمر مهم للغاية، فقد تمّ اكتشاف إمكانية انتقال الجراثيم أثناء رطوبة اليدين، وعند تجفيف يديك بشكل كامل، تكون قد أديت المهمة".