واشنطن ـ رولا عيسى
أكّدت الباحثة جيسيكا ويت، من جامعة ولاية كولورادو، أنه من الخطأ
الافتراض بأن علينا جميعا إدراك العالم بنفس الطريقة , وأفادت من خلال
دراسة أجرتها أن الافراط في تناول الطعام لا يزيد من حجم محيط الخصر
فحسب، بل يجعل المسافات تبدو أكبر ، إذ تبيّن أن زيادة الوزن تشوّه
الإدراك, ونتيجة لذلك، فان الناس الذين يعانون من السمنة أو البدانة يرون
المسافات أبعد من الواقع، والمنحدرات أكثر حدةّ, وهذا يمكن أن يوضح لماذا
يتوفقون أو يتكاسلون عن ممارسة أي نشاط، إذ يجدون أنفسهم محاصرين في حلقة
مفرغة.
وسألت ويت 66 شخصا من مختلف الأشكال والأحجام عن تقديرهم لمدى بعد أحد
أقماع المرور، وكان القمع في الواقع على بعد 25 مترا"فقط, وراه الذين
كانوا ضئيلي الحجم أنه على بعد 15 مترا" منهم، أما أولئك الذين يزيد
وزنهم فرأوه أنه على بعد 30 مترا.
وأظهرت أبحاث الدكتورة ويت، التي شارك فيها المئات من الناس أن زائدي
الوزن ينظرون إلى المنحدرات على أنها أكثر حدة, وأوضحت عن اعتقادها بأن
هذه الحسابات تتم من دون وعي، وهي وسيلة الجسم لحفظه من الجهد الإضافي
اللازم للممارسة عندما يعاني من زيادة الوزن والأهم من ذلك، أنهم لا
يملكون السيطرة على هذا.الأمر, ولذلك، وبعيدا عن الكسل، فان الاخفاق في
الفكر والممارسة، يؤكد أن زيادة الوزن هي ببساطة أن ترى العالم بشكل
مختلف.
ونصحت ويت بممارسة الرياضة بغرض التخسيس، وعلى البدينين أن يبدأوا
بأهداف صغيرة، لأنهم عادة ما يرون هذه المهام شاقة أو حتى مستحيلة,
واختتمت الدكتور ويت: قائلة :"نحن نعتقد أن هذه التحيزات الإدراكية يمكن
أن تخلق حلقة مفرغة للأشخاص الذين يعانون السمنة حيث يرون العالم بشكل
أصعب".