لندن ـ كارين إليان
تعدّ الطائرات أرضًا خصبة ومثاليّة لالتقاط الجراثيم، حيث الجلوس في بيئة مغلقة للمقصورة ما بين 200 و500 شخص لفترة طويلة من الزمن، إضافة إلى الهواء المعاد تدويره، وما هو أكثر من ذلك.وتتحول رحلات المسافات القصيرة بنحو أسرع من الدوري الممتاز إلى مركز المنتصف، إذ أنّه مع مغادرة طاقم الطائرة، ينظّف عمال النظافة الأسطح والكراسي بصورة سريعة، ونتيجة لذلك، عليك أن تكون جالسًا بين الركاب قبل أن تخضع لحمام مجهري، يكشف الجراثيم والحصى، والبق، فالطائرة قد تكون مكانًا رطبًا مناسبًا لنموه.
وكشفت المضيفة الجوية سارة كايجل عن بعض النصائح، التي تساعدك في الحفاظ على رحلة سعيدة وصحية، على مسافة 35 ألف قدم، جاء في مقدّمتها التحذير من الطاولات المخصصة للطعام وحفاظات الأطفال.
وحذّرت كايجل من أنَّ "تلك الطاولات يتم تنظيفها مرة واحدة يوميًا، وهذا يعني أنّه على رحلات المسافات الصغيرة، استخدمها بالفعل عدد من الناس دون تنظيفها"، موضحة أنّها "رأت براز الأطفال أكثر مما رأت الطعام على هذه الطاولات".
وأضافت "لذلك، عليك أن تأخذ مناديل مبللة مضادة للجراثيم، لمقاومة المكورات العنقودية الجرثومية في كابينة الركاب، وعليك مسح كل شيء، المقعد والذراع والصينية والحزام والمشبك، من الأفضل البقاء آمنًا عوضًا عن المرض".
ودعت كايجل الركاب إلى "شرب الماء بكميات معتدلة، فمع زوبعة تكيف الهواء وانخفاض الرطوبة أثناء الطيران، يفقد الجسم السوائل بسرعة، ونحن جميعًا نعرف أن علينا تعويضها بالمياه الصالحة".
وبيّنت خبيرة التغذية كاتي جريناول أنّه "من الصعب الحصول على التوازن الصحيح، لا نريد فقدان السوائل ولن لا نريد الشرب كثيرًا، حتى لا نقف على طابور المرحاض باستمرار، ولكن المؤشر الجيد على وجود الماء الكافي هو الشفاه الرطبة، والتي تستخدم كمقياس لكمية المياه الخاصة بالشرب".
ونصحت بكوب أو اثنين من الماء كل ساعة، إضافة إلى تجنّب المياه الغازية، التي يعتقد أنها تتداخل مع عملية الهضم، ويمكن أن تجلعك غير مرتاح.
وتمثّلت النصيحة الثالثة في استخدام بخاخ الأنف، فلا يوجد أسوأ من الأنف الجاف أثناء الطيران لمسافات طويلة، مع قلة الرطوبة، حيث المطلوب المحافظة على الممرات الانفية رطبة، لأنَّ الأنف والحلق الجاف يعطي البيئة الرطبة لتحرك الفيروسات والبكتريا وصولاً إلى المعدة، ويمكن استخدام بخاخ الأنف من العلامات التجارية مثل "أوتريفين" و"ستيريمار"، حيث تساعد على ترطيب الأغشية المخاطية.
وعلى الراكب تجنب تناول الأطعمة الثقيلة قبل الصعود إلى الطائرة، والتي تسبب الانتفاخ، ومشكلات الجهاز الهضمي.
وأشارت جريناول إلى أنَّ "الكثير من الناس يواجهون مشاكل الجهاز الهضمي نتيجة تغير ضغط الهواء، هذا التغير قد يقود لخلل الأيض لدينا ويجعل للجسم أولويات أكثر من الهضم".
واقترحت "تجنب تناول الأطعمة الثقيلة قبل الصعود إلى الطائرة، والأكل قبل ساعات من التوجه إلى السفر، لإعطاء وقت للهضم، فتلك الوجبة ستساعد في الحد من الجوع أثناء الرحلة مع تجنب مضاعفات الجهاز الهضمي".
وتطرقت النصيحة الخامسة التي يمكنك اتّباعها إلى البطانية الخاصة بك، حيث أوضحت سارة أنّه "أثناء الرحلات، وفي الدرجة الاقتصادية، يتم توفير البطانيات الجديدة، والوسائد المغسولة، فقط للرحلة الأولى من اليوم، بعد ذلك يتم طيّها، ثم إعادة استخامها، إنها ممارسة شائعة في العديد من شركات الطيران، لذلك احتفظ بالبطانية الخاصة بك".
وأكّدت المعاهد الوطنية للصحة، أنَّ الجراثيم المحمولة جوًا واحدة من أكثر اثنين من مصادر عدوى البرد، وعدم تعرض المقصورة للتهوية يجعلها ملاذًا مثاليًا للفيروسات، ولمكافحة هذا، ضع تكييف الهواء الخاص بك أما نحو وجهك مباشرة، ليتم تصفية الهواء، وسوف يساعد دفع الهواء على ركود الجراثيم التي قد تطفو من راكب قريب منك.
وعلى المسافرين تناول الطعام الصحي على متن الطائرة، حيث أنَّ غالبية قوائم الطعام في الطائرة تتكون من السكر المكرر، والأطعمة المصنعة، التي لا توفر ثيمة غذائية تذكر، لذلك حضّر الوجبات الخفيفة في حقيبة اليد.
ونصحت كاتي بأخذ الفاكهة والعصير، التي تساعد في تخفيف تورم الأطراف الذي يعاني منه الكثير أثناء الرحلة، مشيرة إلى أنَّ "الفاكهة مثل الموز تحتوي على نسبة بوتاسيوم عالية، وهو يساعد في تخفيف التورم، على عكس الأطعمة التي تحتوي على الصوديوم، وتزيد من خطر التورم".
وأخيرًا، يأتي استخدام معقم اليدين، فمرحاض الطائرة هو نموذج مصغر للجراثيم المجهرية، حيث بيّن الدكتور تشارلز جيربا، الميكروبيولوجي البيئي في جامعة أريزونا أنَّ "مرحاض الطائرة يحتوي على أعلى نسبة جراثيم قد تقابلها في أي مكان".
وأبرز أنَّ "هناك نحو 50 شخصًا يدخلون المرحاض على متن الطائرة، ولو كنت مسافرًا على طيران مخفّض فنحو 75، نحن دائمًا نجد الإشريكية القولونية على أسطح مراحيض الطائرة".