لندن - كاتيا حداد
أصبح علاج مرض ألزهايمر على بعد خطوة، بعد انتهاء التجارب السريرية الجارية لاختبار اللقاح المحتمل، الذي يُعد الأول من نوعه لعلاج أسباب المرض ذاته.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية فإن الباحثين طوروا حقنة هي الأولى من نوعها، تلك التي تهاجم وتقتل "التشابك" في نظام النقل داخل أدمغة المرضى، الذي يعد من أسباب المرض ألزهايمر، إذ يعني أن العناصر الغذائية الأساسية لا يمكن أن تتحرك من خلال الخلايا التي تموت في نهاية المطاف، لكن اللقاح الجديد يهاجم البروتينات في التشابك، ويأمل العلماء بإزالة كل منهما معًا وتباطؤ تطور المرض.
والعلاج المتوافر لمرض ألزهايمر يركز على تحسين الأعراض، ولكن قليل منه لديه القدرة على وقف تطورها.
وقد بدأ الخبراء في معهد البحوث لرعاية كبار السن، ومقره مستشفى رويال المتحدة في باث سومرست، الآن اختبار العلاج، ويبحثون عن المزيد من المتطوعين؛ إذ ذكر مدير المعهد البروفيسور روي جونز: هذه دراسة مهمة جدًا لأنها تفتح الطريق للقاح مختلف تمامًا، نأمل بأن يكون أكثر فعالية بكثير وأن يعمل على تقدم حالة المرضى الذين يعانون من المرض في مراحل أكثر تقدمًا.
وعند تشكل التشابك في الدماغ يقوم بتعطيل "المسارات" على التوالي التي تحمل جزيئات المواد الغذائية وقطع الخلية ومواد أساسية أخرى من خلال خلايا المخ، والبروتين المسمى "تاو" يساعد عادة المسارات في البقاء مستوية، لكنه ينهار في بعض الأحيان إلى خيوط ملتوية، عند تشكيل التشابك الذي يمنع نظام النقل للخلية الحيوية، ويحرم الخلايا من المواد المغذية، فتموت الخلايا فيما بعد، وهذا يتسبب في فقدان الذاكرة المرتبط بهذا المرض.
وحذر رئيس قسم الأبحاث في جمعية ألزهايمر، الدكتور جيمس بيكيت، أنه حتى لو وجد العلماء أنه آمنًا، سنكون في حاجة لأعوام عدة قبل أن يمكن استخدام اللقاح باعتباره علاجًا.
وأضاف: حتى الآن، ركزت معظم التجارب السريرية على بروتين اميلويد، والذي يمكن أن يكون مسؤولًا عن موت خلايا الدماغ وظهور أعراض مرض ألزهايمر، ولكن يستهدف هذا الدواء المحتمل "تاو" التشابك المرتبط بفقدان الذاكرة.